استفاق الإعلام الغربي الذي كان دوما يتبنى الدفاع عن إسرائيل في وجه من يسميهم ب''الإرهابيين'' العرب أخيرا على وقع الجريمة الإسرائيلية وتأكد من همجية كيان صهيوني أثبت مجددا وجهه الإجرامي الذي كانت حرب غزة الأخيرة قد فضحته أمام العالم أجمع. ولم تترك الصحف العالمية وحتى في إسرائيل عبارة استنكار وشجب إلا واستخدمتها للتعبير عن إدانتها الشديدة للمجزرة الإسرائيلية في حق المشاركين في أسطول الحرية وأجمعت كلها على أن هذه الجريمة الجديدة كشفت عن الوجه البشع لإسرائيل وزادت في عزلتها دوليا. وعنونت صحيفة ''معاريف'' الإسرائيلية افتتاحيتها ب''مهمة انتهت إلى الفشل'' ووصفت صحيفة ''يدعوت احرنوت'' الهجوم ب''الفخ'' في حين اعتبرتها ''جورزاليم بوست'' ب''الفشل الذريع'' بينما كتبت صحيفة ''هاريتز'' أن الجريمة جاءت ''ثمنا لسياسة خاطئة''. وأدانت الصحف التركية الصادرة أمس بشدة العدوان الإسرائيلي على أسطول الحرية الذي رعته أنقرة وكان من ضحاياه مواطنون أتراك وتقاطعت كلها في نقطة واحدة وهي أن العلاقات مع إسرائيل بلغت ادنى المستويات. وفي فرنسا كتبت صحيفة ''ليبراسيون'' ان الدولة العبرية ترفض الانصياع للقانون الدولي دائما باسم أمنها أما ''لوفيغارو'' فقالت ان العملية العسكرية الإسرائيلية التي راح ضحيتها مدنيون أبرياء ''ستزيد من عزلة إسرائيل دبلوماسيا في وقت توجد فيه حكومتها في موضع حرج''. وهو نفس الاستنتاج الذي أكدته الصحف الألمانية التي أشارت معظمها إلى أن الجريمة البشعة التي اقترفتها إسرائيل أول أمس في عرض المياه الدولية للبحر المتوسط لن تزيد إلا في عزلة حكومة الاحتلال عن المجتمع الدولي. أما صحيفة ''ذو مورغن'' البلجيكية فقد كتبت ''عنف مفرط وبدون نهاية لا يقود إلى حلول ولكن إلى جمود في النزاع والعزلة السياسية''. بينما أكدت يومية ''فولكسكرينت'' الهولندية أن إسرائيل ارتكبت حماقة لن تنسى أبدا واثبت بذلك أنها بدأت تخسر حرب العلاقات العامة. ونفس الموقف عبرت عنه غالبية الصحف سواء في ايطاليا أو سويسرا أو السويد أو الدانمارك وهي البلدان التي يوجد مواطنونا ضمن المحتجزين لدى قوات الاحتلال. أما الصحف العربية فقد جددت إدانتها لإسرائيل واتهامها بارتكاب جرائم حرب ودعت إلى معاقبتها حيث قالت معظم الصحف العربية انه لا يجب الاكتفاء ببيانات الإدانة والتنديد بل يجب إيقاف إسرائيل عند حدها وإرغامها على قبول إقامة دولة فلسطينية مستقلة.