قامت ليلة الاثنين إلى الثلاثاء ولاية الجزائر بعملية ترحيل واسعة شملت 6 بلديات بالعاصمة وهي الجزائر الوسطى، باب الوادي، القصبة، القبة، رايس حميدو، عين البنيان وقد استفادت بلدية الجزائر الوسطى هي الأخرى من العملية حيث تم ترحيل 67 عائلة كانت تقطن بخمس عمارات تعرف حالة متقدمة من الاهتراء والتدهور إلى سكنات لائقة بحي 1032 مسكن بحي اولاد منديل ببلدية الدويرة تتوفر على المرافق الضرورية للعيش الكريم. استكمالا لعملية إعادة الإسكان التي باشرتها ولاية الجزائر تم ليلة أول أمس ترحيل 474 عائلة متضررة من زلزال الجمعة الماضي والقاطنة بسكنات قديمة وهشة إلى شقق جديدة بحي 1032 وحدة سكنية بأولاد منديل ببلدية الدويرة بالعاصمة ، حيث تميزت في ظروف تنظيمية محكمة إذ تم تسخير كل الإمكانيات والوسائل من طرف السلطات بالإضافة إلى تجنيد عدد كبير من مصالح الأمن وأعوان الحماية المدنية حفاظا على الاستقرار . وتأتي هذه العملية التي تعد الثالثة حسب المسؤولين ضمن الإجراءات التي اتخذتها الدولة بعد الزلزال الذي ضرب العاصمة وضواحيها في الفاتح من شهر أوت الجاري حيث مست بالدرجة الأولى العائلات المتضررة والمصنفة مبانيها ضمن السكنات المهددة بالانهيار والواقعة ببلديات باب الوادي، القصبة، القبة، رايس حميدو، عين البنيان وبلدية بلدية الجزائر الوسطى حيث تم ترحيل منها 67 عائلة كانت تقطن بخمس عمارات تعرف حالة متقدمة من الاهتراء والتدهور والواقعة كالتالي 20 عائلة ب 14 شارع أحمد شايب و39 عائلات متفرقة تقطن بشارع بن عيسى، بالإضافة إلى 8 عائلات بحي سفينجة في حين سيتم هدم مسكنان مغلقان منذ سنوات دون وجود أصحابهما حسب تعليمات اللجنة الولائية للسكن . من جهتها أبدت العائلات المرحلة من شارع »طنجة« في قلب العاصمة إلى سكنات جديدة بحي اولاد منديل ببلدية الدويرة فرحتها الكبيرة بهذه العملية، حيث ذكرت إحدى ربات البيوت أنها قضت رفقة عائلتها 60 سنة بهذه السكنات الهشة تحت هاجس الموت التي كان يهددها في أية لحظة بعدما عرفت البناية حالة جد متقدمة من الاهتراء والتدهور وتساقط أجزاء من أسقفها وجدرانها زادها في ذلك العوامل المناخية وزلزال الذي ضرب المنطقة في بداية شهر أوت الحالي، وذكرت أن زوجها قام العشرات من المرات بإرسال عدة ملفات للاستفادة من سكنات لائقة وأخطر السلطات بالانهيارات والتصدعات التي كانوا يعيشونها يوميا، إلا أنه لا أحد تحرك ساكنا إلى غاية زلزال الجمعة الماضي، حيث ذكرت المستفيدة أنها وعائلتها عاشوا لحظات رهيبة بعد مشاهدة أجزاء من البيت تتساقط على رؤوسهم لتنهي كلامها »الحمد لله ...صبرنا ونلنا نشكر رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة على هذه السكنات ...وان شاء الله ربي يفرج على بقية المواطنين الذين يعانون من أزمة السكن«. كما خيمت أجواء الفرحة والابتهاج عائلات أخرى معنية بعملية الترحيل حيث تعالت الزغاريد شارع »طنجة« بمجرد مغادرة شاحنات المملوءة بأمتعة وأثاث المرحلين الذين تنفسوا الصعداء خصوصا وأنّ العملية جاءت بعد أيام فقط من مرور عيد الفطر المبارك، مشيرين أن حلمهم في الاستفادة من سكنات لائقة قد تحقق .للإشارة فان بلدية الجزائر الوسطى تضم حظيرة سكنية قديمة تعود إلى الحقبة الاستعمارية حيث تحتوي على حوالي 1800 عمارة في حالة هشاشة جد متقدمة تشكل خطرا محدقا على أصحابها منها 30 بالمائة تابعة للقطاع الخاص وقد شرعت مؤخرا المصالح الولائية في إنقاذ ما يمكن إنقاذه وذلك بتسطير برنامج وترميم البعض منها إلا أنها اصطدمت بواقع مرير وهو غياب المؤسسات المؤهلة في ترميم العمارات القديمة، الأمر الذي أدى بالمختصين إلى دق ناقوس الخطر ووصف عمليات التهيئة التي عرفتها بعض من هاته المباني والتي مست أساسا أسطح العمارات والأسقف الهشة والسلالم، بالإضافة إلى المداخل والواجهات الخارجية، ب»البريكولاج« وذر الرماد في الأعين لا غير.للتذكير فان والي العاصمة، عبد القادر زوخ أكد في العديد من المرات أن عملية الترحيل ستتم عبر مراحل متفرقة وحسب برنامج ولائي مسطر حيث تتوفر ولاية الجزائر على برنامج خاص يضم 84000 وحدة سكنية موجّهة لإعادة إسكان العائلات القاطنة في البيوت الهشة منها 25000 وحدة جاري توزيعها على مراحل في انتظار استلام 11000 وحدة قبل نهاية السنة للقضاء نهائيا على مشكل السكنات الهشة على مستوى العاصمة.