اعترف الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند بتضحيات الجزائريين لتحرير فرنسا من النازية، واعتبر قبول مشاركة الجزائر في الذكرى ال70 لإنزال بروفانس فرصة للتذكير بالروابط الموجودة بين الشعبين، وفي سياق آخر، قررت الجزائر و فرنسا بموجب اتفاق مشترك عقد اجتماع اللجنة العليا المختلطة للتعاون الثنائي يوم 4 ديسمبر المقبل بباريس. اعترف الرئيس الفرنسي، فرانسوا هولاند، في الخطاب الذي ألقاه بمناسب إحياء الذكرى ال70 لإنزال بروفانس ، أول أمس، بتضحيات قدامى المحاربين من شمال إفريقيا، الأغلبية الساحقة منهم جزائريون، وقال »واجب فرنسا تجاه هؤلاء المحاربين أن تعترف لهم بما قدموه بتحرير فرنسا من الاستعمار النازي، واعتبر ذكرى الإنزال» فرصة للتذكير بالروابط الموجودة بين الشعوب التي شاركت في إنزال بروفانس، والتي خلقها ذلك الكفاح المشترك منذ 70 سنة، وقت كان مصير أوروبا مرهونا بين الأيادي النازية«، مضيفا: »في هذا اليوم الموافق ل15 أوت تتشرف فرنسا بأن تستقبل من جديد في بروفانس الذين ساعدوها في الخروج من حرب دامت أكثر من 1800 يوم«. ومن بين البلدان المشاركة تونس و المغرب و وموريتانيا و بوركينا فاسو والنيجر و مدغشقر و السنغال والولايات المتحدة و بلدان أخرى، وجاء في ذات الوثيقة الخاصة بالحدث أن »الحفل يجمع ممثلي جميع الأمم الذين جعلوا من المتوسط في ال15 أغسطس 1944 بحرا للحرية«، وحضر الحفل قدماء المحاربين حوالي 200 منهم على متن حاملة الطائرات شارل دي غول، حيث حظوا ب»تكريم خاص« بالمناسبة. وقامت قوات الحلفاء في 15 أغسطس 1944 بعملية بروفانس العسكرية التي سميت في البداية »أنفيل« ثم »دراغون« على سواحل منطقة »لوفار« بها حيث كان هدفها دعم عملية الإنزال الأولى في بداية شهر جوان من نفس السنة بالنورماندي من أجل محاصرة الغزاة الألمان و إرغامهم على الانسحاب. و يذكر المؤرخون أن أكثر من 000,230 مقاتل قد نزلوا على سواحل المتوسط من بينهم 90 بالمائة من شمال إفريقيا و الأغلبية الساحقة من الجزائر. وكشف مصدر مقرب من الوزير الأول عبد المالك سلال أنه تم اتخاذ قرار اجتماع اللجنة العليا المختلطة يوم 4 ديسمبر المقبل بباريس بموجب اتفاق مشترك بين الوزير الأول عبد المالك سلال و نظيره الفرنسي مانويل فالس خلال لقائهما بعد ظهر، أمس، بتولون جنوب شرق فرنسا على ظهر حاملة الطائرات »شارل ديغول« على هامش الاحتفالات المخلدة للذكرى ال70 لإنزال بروفانس. وحضر الوزير الأول هذه الاحتفالات إلى جانب 27 وفدا من بينهم 19 بلدا إفريقيا والتي أقيمت على متن حاملة الطائرات شارل ديغول التابعة للبحرية الفرنسية والمتواجدة بعرض مياه مدينة تولون الذي يشكل »مرساه الفضاء الرئيسي للاحتفال الرسمي«، حسبما تضمنته الوثيقة الإعلامية لرئاسة الجمهورية الفرنسية الخاصة بالحدث. و شاركت السفينة الجزائرية »الصومام« في الاستعراض إلى جانب السفن الأمريكية والبريطانية والمغربية و التونسية حيث كان على متنها 80 ضابطا بحريا من بينهم 30 امرأة.