يشهد ميناء جميلة بعين البنيان غرب العاصمة إقبالا كبيرا للمواطنين الدين قدموا من مختلف الولايات للظفر بمقعد على متن الباخرة الايطالية أو »باخرة العمر« كما يحلو للبعض تسميتها والتي استأجرتها المؤسسة الوطنية للنقل البحري للمسافرين من الشركة الايطالية من اجل النقل البحري الحضري للمسافرين، في أول تجربة داخل الوطن. lفي خرجة ميدانية قادت »صوت الأحرار« إلى ميناء جميلة بعين البنيان بالعاصمة من اجل استكشاف الباخرة الايطالية المستأجرة حديثا من طرف الشركة الوطنية للنقل البحري الحضري الذي تم تدشينه مؤخرا من قبل وزير النقل عمار غول والدي يعتبر الأول من نوعه في الجزائر، إذ يربط بين محطة المسمكة البحرية بميناء العاصمة وميناء التسلية بعين البنيان. وصلنا إلى ميناء جميلة على الساعة التاسعة، وأول ما لفت انتباهنا لحظة وصولنا هو الإقبال الكبير للمسافرين على هذه المحطة الجديدة، والتدافع الكبير للمواطنين على طابور بيع التذاكر والمقدر ثمنها ب 50 دج، إذ قدموا من مختلف ولايات الوطن من اجل الركوب والتنقل على متن هذه الباخرة للتمتع بزرقة مياه البحر وجماله الساطع ورؤية المناظر الخلابة للجزائر باعتبار أن هناك عائلات لم يسبق لها وان سافرت على متن باخرة سياحية كبيرة. كما أن الباخرة الإيطالية المستأجرة تعد أول وسيلة للنقل البحري للركاب داخل الوطن, لكن الأمر الذي بقينا في دهشة منه هو التدافع الكبير في شباك بيع التذاكر للمسافرين غير مراعين وجود أشخاص مسنين وأطفال صغار لا يستطيعون التدافع. اشترينا التذكرة بصعوبة كبيرة و جلسنا في مقاعد المحطة والتي تشبه خيمة منصوبة بشكل عشوائي لا تحميك كليا من أشعة الشمس الحارقة ,انتظرنا وصول الباخرة وسط فضول المواطنين كبار وصغار, نساء ورجال وفرحتهم الكبيرة لرؤيتها والصعود فيها وبعد دقائق معدودة وصلت الباخرة العجيبة كما كان البعض يصفونها وبدا أفراد الأمن الوطني يتقدمون بيننا ويفسحون المجال من اجل فتح المجال لنزول الركاب القادمين من ميناء المسمكة بساحة الشهداء أمام فرحة النسوة عموما والأطفال خصوصا الذين كانوا ينتظرون دورهم بشغف في الصعود وراحوا يلتقطون صورا وفيديوهات للباخرة وهي ترسو في الميناء. وعلى هدا الأساس اقتربنا من السيدة كريمة القادمة من ولاية البليدة رفقة ابنتيها لكي تسرد لنا أجواء الرحلة باعتبار انها تنقلت على متنها من قبل فقالت لنا « هناك فوضى كبيرة في المحطة بسبب سوء التنظيم من قبل أعوان الأمن الوطني وكدا النقص الكبير في بيع التذاكر بالرغم من مرور قرابة الشهر على وجودها في الجزائر فالكل يتدافع غير مهتمين بوجود أطفال صغار بيننا وكدا وجود أشخاص مسنين لايستطعون التدافع »في حياتي كنت أتمنى أن اركب سفينة كبيرة تجوب بي وسط زرقة البحر لكن ليس بهذا الشكل الفوضوي, إضافة الى هدا ليس هناك دكاكين قريبة من اجل شراء الماء أو حتى الأكل إلا بعض الباعة المتجولين الدين وجدوا فرصتهم من اجل بيع قارورات الماء ب 50 دج للقارورة الواحدة اوبعض المأكولات المنزلية بأسعار باهظة « التذكرة ب 150 دج و»تحويسة في البابور« ومن خلال تجولنا في ساحة المحطة تقدم إلينا بعض الباعة من الشباب قائلين »التذكرة ب 150دج برك و تحويسة مع الطاليانيين« إذ يقوم الباعة المتجولون باقتناء التذاكر صباحا على الساعة السابعة وبيعها فيما بعد في السوق السوداء ب150 دج دون مراقبة أعوان الأمن الدين يحيطون المكان بأعداد هائلة وأمام استياء المواطنين الدين أعربوا عن أسفهم و تدمرهم جراء هده التصرفات الغير الحضرية. وتعجب بعض المسافرين الدين لم يتمكنوا من صعود الباخرة عن السبب في استئجار باخرة واحدة كونها لا تفي بالغرض خصوصا إذا علمنا أن النسبة المئوية للركاب يوميا تقارب المائة بالمائة باحتساب 350 مقعد أي ما يعادل 1200 مسافر يوميا باحتساب 4 رحلات ذهابا وإيابا في اليوم الواحد. وبالنظر إلى هدا الإقبال الكبير للمسافرين على هدا الخط النموذجي للنقل البحري اضطرت المؤسسة الوطنية للنقل البحري للمسافرين إلى مراجعة برنامج الرحلات وتخفيضها من خمسة رحلات إلى أربعة رحلات يوميا. صعدنا على متن الباخرة بصعوبة كبيرة جراء التدافع وسوء التنظيم من طرف الأعوان الدين لم يكونوا في المستوى المطلوب وعمت الفوضى بشكل كبير وسمعنا صراخ بعض النسوة جراء المضايقات والتحرشات التي كانوا يعانون منها أثناء الصعود للباخرة من طرف بعض الشباب الطائش الدين كانوا يتدافعون فقط من اجل السرقة والتحرش بالنساء غير مراعيين قيمنا الإسلامية وعاداتنا وتقاليدنا التي لاتسمح بدلك فالكل كان يسارع من اجل الظفر بمقعد في سطح الباخرة وحصلت عدة شجارات بين المسافرين من اجل أماكن على مستوى الباخرة و الفريق الايطالي في حيرة من هده الأمور التي تحصل على مستوى الباخرة وما شد انتباهنا ان المسافرين فضلو الوقوف بمؤخرة الباخرة لرؤية أمواج البحر والتمتع بها عوض الجلوس داخل القاعات المكيفة. عائلات تتهافت على التقاط صور على متن السفينة ونحن نجوب سطح الباخرة لفت انتباهنا العديد من العائلات تتسارع رفقة أبنائها لالتقاط صور وفيديوهات تذكارية في أرجاء الباخرة ومنهم من فضل أخذ الصور مع فريق السفينة الايطالي الذي كان في دهشة مما يجري ومما يحصل وسط الجزائريين حيث كانوا بين الحين والآخر يرفضون التقاط صور لهم بسبب الطلب المتزايد عليهم من طرف الركاب خصوصا مع قبطان السفينة »اونوفريو« الذي كان في مقصورة الباخرة بزيه الرسمي فاخذوا يتدافعون بشكل كثيف نحوه لالتقاط الصور والفيديوهات معه فكانت ملامح الاستياء والتذمر بادية على وجهه حيث كان يغلق الباب بشدة في كل مرة ويصرخ في وجوههم ويقوم بطردهم كل هذا في غياب أعوان الأمن. مسافرون يفضلون تناول وجبة الإفطار على متن الباخرة عائلات كثيرة التقيناها على متن السفينة وكان هدفها واحد من الرحلة هو حب الاكتشاف وتغيير الروتين اليومي لوسائل النقل البري التي تعرف اكتظاظا رهيبا وازدحاما كبيرا في الطرقات خاصة اذا علمنا أن الوقت الذي تستغرقه الباخرة في البحر قرابة 45 د على الأكثر بين مينائي جميلة و المسمكة بساحة الشهداء عكس الوقت الكبير الذي تأخذه الحافلة في الطريق الذي يصل ساعتين من الزمن في كثير من الأحيان, اقتربنا من إحدى العائلات التي وجدناها تتهيأ لوجبة الإفطار سألناها عن الأجواء التي تعيشها على سطح الباخرة فكان لها هدا التصريح :(بلادنا جميلة جدا تتوفر على مناطق سياحية رائعة وفيها العديد من الخيرات لكن للأسف تنقصنا أمورا كثيرة جدا لا توفرها لنا الدولة ? كيف ونحن في القرن 21 لا نتوفر على ادني المتطلبات اليومية مثل وسائل النقل البحري, حتى تلجأ حكومتنا إلى استئجار باخرة سياحية من الايطاليين ؟؟ أما عن الأجواء في الباخرة فهي جميلة باعتبار أنها المرة الأولى في حياتنا التي تسمح لنا الفرصة بالسفر في باخرة كبيرة بعرض البحر والتمتع بزرقة مياه البحر ورؤية بعض الأماكن الجميلة للجزائر. مسافرون من عدة ولايات للصعود في الباخرة العجيبة هم أشخاص قدموا من ولايات عديدة من أرجاء الوطن قصد التعرف على السفينة والظفر بالصعود على متنها ? سمعنا عدة لهجات لمناطق مختلفة من الولايات مما أثار فضولنا وتقدمنا لإحدى النسوة التي كانت تتحدث باللهجة الصحراوية وسألناها من أي منطقة هي فقالت أنها قدمت من ولاية بسكرة رفقة زوجها وابنها أيمن الذي لا يتجاوز عمره الثماني سنوات فصرحت لنا أنها رأت الباخرة في القنوات التلفزيونية الجزائرية العامة والخاصة حيث كثر الحديث عنها مما شدني للقدوم أنا وزوجي للجزائر العاصمة ورؤيتها عن قرب بدل التلفاز و الانترنيت والركوب فيها خصوصا مع سعر التذكرة المعقول. وأكد ت لنا عائلةس مشريس القادمة هي الأخرى من ولاية اليزي (الصحراء جميلة لما تتوفر عليه من واحات ورمال وكدا أشجار النخيل والهدوء الكبير والجزائر تتوفر على أماكن ترفيهية ومساحات شاسعة إلى جانب مياهها الزرقاء التي تطفأ حرارة الشمس الملتهبة هدا مادفعنا للقدوم لقضاء عطلة الصيف في العاصمة رفقة أبنائنا باعتبار أنهم في عطلة ولم يتبق الكثير للدخول المدرسي المقبل , فاغتنمنا فرصة وجودنا هنا وقدمنا من اكتشاف الباخرة التي كثر الحديث عنها, لكن المؤسف إننا شاهدنا فوضى ومناوشات كلامية بين المسافرين. العاصميون ينتظرون الزيادة في عدد البواخر وتوسيع الخط البحري ادن رحلة بحرية عايشناها مع المسافرين في عرض البحر داخل الباخرة الايطالية زاسكيامرس انطلاقا من ميناء التسلية والترفيه بجميلة وصولا إلى ميناء المسمكة, بين فرحة واستياء من طرف الركاب الدين كانوا في فرحة ممزوجة ببعض التذمر جراء الاكتظاظ وسوء التنظيم, لكن فعلا الباخرة أحدثت نوعا من التغيير اليومي في وسائل النقل الحضري هدا ماصرحت لنا به خالتيس بايةس 68 سنة ونحن نقارب على الوصول, الحمد لله دارونا حاجة مليحة في بلادنا العزيزة , وأخذت تطلق العنان لزغاريد الفرحة, كما اقتربنا من السيد _ن.كمال_وسألناه عن رأيه في هدا الانجاز فقال لنا رغم الصعوبات والمضايقات التي تحدث لنا من بعض المسافرين أثناء الصعود إلا انه يبقى شيء جيد أن نحظى بالنقل البحري باعتبار أن هناك أفراد لم تسمح لهم الفرصة أبدا في حياتهم وان صعدوا على متن الباخرة, كما أنني اعلم أن هدا الاكتظاظ ونقص بيع التذاكر سرعان ما سيزول كون السفر في وسط البحر وداخل الوطن شيء جديد علينا, وقال لنا إننا ننتظر بشغف قدوم البواخر الأربع الأخرى التي صرحت بها السلطات المعنية حتى تنتهي هده العراقيل وكدا توسيع الخط البحري مابين الولايات. هي باخرة العمر أو »تيتانبك الجزائر« هذا ماكان يردده بعض الشباب ونحن بصدد النزول من الباخرة حيث فضل الكثير منهم عدم النزول للرجوع على متنها لكن الطاقم الايطالي رفض دلك حيث كان يجوب جميع أرجاء الباخرة وكان ينزل جميع المسافرين وحدثت مشاجرات عنيفة بين الايطاليين وبعض الشبان كونهم رفضوا النزول من الباخرة وفضلوا العودة فيها .