تباحث وزير الشؤون الخارجية رمطان لعمامرة المسائل المرتبطة بالسلم والأمن لاسيما في ليبيا ومالي خلال اللقاء الذي جمعه بنظيره الأمريكي جون كيري بواشنطن ومسؤولين دوليين، حيث أبرز أولويات العمل الدبلوماسي الجزائري في مجال الأمن. صادفت زيارة لعمامرة للولايات المتحدة الاجتماع الذي ترأسه رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة أول أمس حول الوضع الأمني على الحدود الجنوبية والشرقية للجزائر وجهودها من أجل تحقيق السلم والاستقرار في كل من مالي وليبيا، وقد أجرى لعمامرة محادثات بالولاياتالمتحدة حيث أوضح خلال تبادل لوجهات النظر مع كاتب الدولة الأمريكي جون كيري قائلا أنه »تم إدراج ليبيا ومالي وهما بلدان من الجوار المباشر للجزائر واللذان يسودهما الإرهاب واللا استقرار كما تعلمون في صلب عملنا الدبلوماسي المباشر ونقدم بالطبع مساهمتنا لتسوية مسائل أخرى خارج حدودنا«. وذكر وزير الخارجية بالأمن والسكينة اللذين حققتهما الجزائر بعد كفاح متواصل ضد الإرهاب بعدما دفعت الجزائر ثمنا باهظا من أجل ذلك، واستطرد قائلا »لكننا نتمتع اليوم بمستوى جد معقول من الأمن والسكينة في بلدنا، نحن بلد مصدر للأمن والاستقرار«. كما أعرب وزير الخارجية الأمريكي جون كيري عن امتنان الولاياتالمتحدة للجهود التي تبذلها الجزائر خاصة في مجال مكافحة الإرهاب مجددا استعداد بلده لمواصلة العمل بالتعاون مع الشريك الجزائري في هذا المجال، شاكرا الحكومة الجزائرية على دعمها لمكافحة الإرهاب، مذكرا بأن ليبيا تواجه حاليا تحديات والجزائر باعتبارها دولة جارة قريبة من هذا البلد فهي معنية بهذا الوضع على غرار مصر.وتحادث لعمامرة مع مستشارة الأمن القومي لدى الرئيس الأمريكي سوزان رايس حول الوضع السائد في منطقة المغرب العربي والساحل وكذا الجهود التي تبذلها الجزائر في سبيل تسوية سلمية وتوافقية للأزمات التي تهز هاتين المنطقتين لا سيما في كل من مالي و ليبيا، مبرزا دور الجزائر في مجال الأمن في المغرب العربي والساحل وكذا العلاقات الجزائريةالأمريكية. وبخصوص منطقة الساحل، أوضح لعمامرة أن الجزائر ما فتئت تقدم دعمها ومساعدتها وتضامنها مع دول المنطقة لا سيما فيما يتعلق بمكافحة الجفاف والمجاعة واللاأمن والإرهاب والجريمة المنظمة، مشيرا إلى أن مساعي الجزائر نابعة من مبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول المجاورة مع الحرص على عدم التخلي عن واجب مساعدة هذه الدول في حال تعرضها للخطر أو لتحديات أمنية كبرى. كما تحادث وزير الشؤون الخارجية مع الرئيس المدير العام للمجموعة الدولية للأزمات جون ماري غيهينو الذي أشاد بالدبلوماسية الإقليمية الجزائرية التي قال عنها »نشطة جدا«، معربا عن اهتمامه بمعرفة مسعى وآفاق الجهود التي تبذلها الجزائر من أجل حل الأزمة في كل من مالي وليبيا. وأجرى وزير الشؤون الخارجية أيضا بنيويورك محادثات مع الأمين العام المساعد للأمم المتحدة المكلف بعمليات حفظ السلام هرفي لادسوس، وتمحورت المحادثات حول دور الأممالمتحدة المتزايد في مجال التدخل لحفظ السلام والأمن في المناطق التي تشهد أزمات، حيث اغتنم لعمامرة هذه المناسبة ليجدد دعم الجزائر للجهود المبذولة من قبل مسؤولي بعثة مينوسما وموظفيها المدنيين والعسكريين مجددا إدانة الجزائر بشدة للإرهاب. كما أشاد الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أول أمس بجهود الجزائر في مجال السلم والأمن، مؤكدا دعم المنظمة الأممية لدور الوساطة الذي تقوم به الجزائر لتحقيق الاستقرار في كل من ليبيا ومالي والساحل.