قدم أمس وزير التربية الوطنية أبو بكر بن بوزيد عرضا مفصلا ، استغرق مع النقاش الذي دار حوله من قبل نواب الشعب أكثر من أربع ساعات متواصلة دون انقطاع، وقد استعرض الوزير كافة الأرقام والنسب التي تبرز الجهد الكبير، الذي تبذله الدولة، وقد حام حول هذا العرض المستفيض اثنان وعشرون تدخلا لنواب الاختصاص في لجنة التربية والتعليم العالين على مستولى المجلس دون أن تغوص فعلا في عمق المشاكل والمعضلات الحقيقية التي كان يفترض فيها أن تنبه الوزير، أو تنتقده، أو تساعده بالشكل الإيجابي الذي يحفظ على الأقل ماء الوجه لممثل الشعب الذي انتخبه، أو يفترض ذلك. وزير التربية الوطنية أبو بكر بن بوزيد توسط أمس طاولة مستطيلة الطول والعرض لأعضاء لجنة التربية والتعليم العالي والبحث العلمي والشؤون الدينية بمقر المجلس الشعبي الوطني، وقد استمع جميعهم لعرض مفصل حول القطاع والدخول المدرسي، قدمه وزير التربية، وقد استعرض فيه كافة الأرقام والنسب والمعطيات حول الدخول المدرسي، بداية من العدد الإجمالي للمتمدرسين الذين فاق هذه السنة مجموع ثمانية ملايين تلميذ، فأرقام المنشآت التربوية الجديدة، وما يحتاج بعضها من تأهيل، وتوفير للأثاث والتجهيز، مرورا بالمدارس الابتدائية ومستلزمات النقل المدرسي، الصحة المدرسية، وصولا عند بقية القضايا والمسائل الأخرى، ممثلة في المناهج، عطلة الأسبوع الجديدة ،العطل المدرسية الأخرى، التوقيت الجديد، مسألة الكتاب المدرسي، محو الأمية ، تكوين المكونين، الإعلام الآلي، المنحة المدرسية، المئزر، التدفئة والتكييف ، وما إلى ذلك. وكعادته وزير التربية دافع عن منجزاته، وبين أنه يحترم كافة تدخلات النواب بما فيها التدخلات التي لا تفيده ولا تضره في شيء، وقال »ما تفضلتم به سيؤخذ بعين الاعتبار، وما سرني أننا اليوم لم نعد نتحدث عن نقص الكتاب المدرسي أو النقص الفادح في الهياكل التربوية، وغيرها مما هو محقق، لأن 20 بالمائة على سبيل المثال من الكتب المدرسية زائدة اليوم عن الحاجة، هي للاحتياط ولا تباع، وقد أنتجت وزارة التربية هذه السنة 60 مليون كتاب مدرسي، وحين نقول أن نسبة التمدرس بلغت 98 بالمائة فهذا ليس بدعة، وحين نقول أن شهادة التعليم المتوسط والبكالوريا وامتحان نهاية مرحلة التعليم الابتدائي وّحدت على كامل التراب الوطني، وأن نظام الكوطات في هذه الامتحانات الرسمية قد انتهى، فإن ذلك أيضا حقيقة نعيشها اليوم«. ومن أبرز التدخلات التي رد عليها وزير التربية، مسألة المدارس الابتدائية، حيث قال عنها : أنا ضد أن تتبع المدارس الابتدائية لوزارة التربية، وليس للبلديات مثلما هي الآن، ومن هنا لغاية خمس سنوات سنبني 30 ألف أو 35 ألف حجرة درس، وسوف نحل مشكل التوقيت ومشكل الاكتظاظ مستقبلا بإنهاء نظام الدوامين، واتباع نظام الدوام الواحد، وفي هذا السياق قال وزير التربية أن رئيس الجمهورية أعطاه تعليمات تقضي بإنهاء نظام الدوامين، وبناءات »الأميونت« . وأجاز وزير التربية حرية التصرف للمؤسسات التي لم تتمكن من تجاوز المشكلات الموضوعية التي أوجدها التنظيم الدراسي الجديد، وفوُض لكل المؤسسات التربوية المعنية أن تبقي على يوم الجمعة كيوم عطلة أسبوعي، وهو مثلما قال يوم مقدس، وقرار دولة لا يمكنني أن أتراجع أو أحيد عنه لأني رجل دولة، وأحافظ على قراراتها، ويمكن لهذه الأخيرة حرية التصرف في يوم السبت، وحتى توزيع ساعات الخميس. وفيما يتعلق بالمئزر قال الوزير : أن وزارته خصصت 10 ملايير دينار لتوفير المآزر الخاصة بالموسم الدراسي المقبل، وعلى أن تتعاون في ذلك معها وزارة الصناعات المتوسطة والصغيرة، موضحا أن 95 بالمائة من المؤسسات التربوية التزمت بإلزامية المئزر. وقال في نفس السياق أن وزارته طرحت حل 45 دقيقة لكل درس بدل 60 دقيقة ، وأن هناك 10 ولايات على سبيل التجريب تعمل بهذا النظام من هنا لغاية نهاية السنة ، وسنعممه في حال ثبوت نجاعته. ونصّص بن بوزيد من جديد على أهمية اللغات الأجنبية في معرض حديثه عن الأهمية التي تمنح للغة العربية ومادتي التاريخ والتربية الإسلامية، المكونة للشخصية الوطنية، حيث قال : كل المؤسسات التربوية في فرنسا تبدأ تدريس اللغات الأجنبية في التعليم المتوسط، و80 بالمائة من التعليم العالي بفرنسا يدرس باللغة الإنجليزية، و90 بالمائة من الاختراعات العلمية والتكنولوجية تأتي من الدول الأنجلو سكسونية.