كشفت رواية أخيرة عن تفاصيل جديدة متعلقة بقضية اختطاف واغتيال الرعية الفرنسي بيار أرفي قوردال من طرف التنظيم الإرهابي المسمى ب»جند الخلافة«، فقد أوضح مصدر قضائي أن الضحية كان قد أفلت من الحاجز المزيف الذي نصبته الجماعة الإرهابية، قبل أن يعود الإرهابيون ويختطفونه بأمر من قائد التنظيم المكنى »خالد أبو سليمان« الذي لاحق السيارة التي كانت تقله رفقة خمسة جزائريين واقتاده إلى مكان مجهول قبل اغتياله. يبدو أن التحقيق الذي باشرته الجهات المكلفة بتحري اغتيال الرعية الفرنسي بيار أرفي غوردال، لا تزال تكشف عن المزيد من التفاصيل التي كانت محل سرية في البداية، فبعد الشهادة التي أدلى بها أحد رفقاء الضحية لوكالة الأنباء الفرنسية، والتي كشفت عن احتجاز الجزائريين الخمسة الذين كانوا برفقة غوردال قبل اختطافه لأزيد من 14 ساعة، نقل الموقع الإليكتروني »الحدث الجزائري«، أمس، تصريحات لمصدر وصفه بالقريب من التحقيق القضائي الذي فتحته محكمة البويرة، تشير إلى أن المجموعة الإرهابية كانت قد قررت إخلاء سبيل غوردال قبل أن تعود وتختطفه بعد بضع دقائق. وأفادت الرواية الأخيرة بأن المجموعة الإرهابية لم تخطط لخطف الرعية الفرنسي، بدليل أن الضحية الفرنسي كان قد أفلت من يد »جند الخلافة« قبل أن يعيده القدر في ظرف ثوان فقط إلى أيدي الجماعة الإرهابية، ولقد أشار المصدر إلى أن »غوردال كان رفقه أصدقائه الجزائريين الخمسة في نزهة سياحية أعالي جبال جرجرة، على متن سيارة من نوع »كيا بيكانتو«، قبل أن يسقطوا في حدود الساعة السابعة والنصف من مساء الأحد في حاجز مزيف بمخرج قرية آيت أوعبان، في طريق عودتهم إلى تيكجدة، حيث أرغمهم 3 إرهابيين مدجّجين بأسلحة رشاشة على التوقف، وبعد نحو دقيقتين، من استفسار المسلحين كل شخص عن سبب وجوده بهذا الطريق، وإبلاغ الفرنسي المسلحين أنه من جنسية فرنسية وأنه في ضيافة رفاقه الجزائريين، قرروا السماح لهم بالمرور دون حتى إنزالهم من السيارة أو تفتيشهم«. وواصل المصدر الذي كشف عن أن اختطاف قوردال تم على يد قائد الجماعة الإرهابية غوري عبد المالك المكنى »خالد أبو سليمان«، حين قال إنه »وبعد انطلاق سيارة الضحايا لبضع ثواني، أبلغ أحد الإرهابيين، أميرهم قوري عبد المالك الذي كان موجودا غير بعيد عن مكان الحادثة، أنهم أوقفوا سيارة على متنها جزائريون برفقة سائح فرنسي، وأنهم أخلوا سبيلهم، ما دفع بالإرهابي إلى الجري وراء السيارة عدة أمتار رفقة عناصره في مشهد أثار الشكوك لدى إرهابيين آخرين كانوا على بعد 200 متر من رفاقهم، وهم في حاجز مزيف ثاني، فقاموا بتوقيف المركبة تحت طائلة التهديد بإطلاق النار عليهم«. من جهة أخرى، أوضح المصدر أن شهادات الجزائريين الخمسة، الذين تعرفوا أثناء التحقيق على صورة الإرهابي قوري، أكدت أن هذا الأخير هو من قام بإنزال الفرنسي من السيارة رفقة هؤلاء بعد توقيفها مجددا، موضحا أن المجموعة الإرهابية »انقسمت إلى فوجين، أحدهما أخذ غوردال بمعية المجرم قوري على متن سيارة السياح وتوجهوا به نحو منطقة واسيف ولم يعودوا سوى بعد نحو ساعة، لكن دون الرعية الفرنسية، فيما بقي ثلاثة إرهابيين يحرصون الجزائريين الخمسة أسفل الطريق«. كما أشار المصدر إلى أن الإرهابيين هددوا الجزائريين الخمسة بالقتل في حال حاولوا الفرار، وأمروهم بالبقاء هناك إلى غاية صبيحة الاثنين، وهو »ما رضخ له رفقاء غوردال الذين لم يخرجوا إلى الطريق حيث تم ركن السيارة إلا في حدود الخامسة صباحا، ليتوجهوا بعدها مباشرة إلى الثكنة العسكرية المتواجدة بالقرب من المركب السياحي لتيكجدة، أين بدأت قصة التحقيق معهم«.