دعا اللواء المتقاعد بالجيش الوطني الشعبي عبد العزيز مجاهد المعارضة إلى تقديم مشروعها والحلول لإصلاح الأوضاع التي تدعيها والكف عن تقديم مواقفها، مؤكدا أن الترويج لغياب رئيس الجمهورية وتفعيل المادة 88 من الدستور هو لعب بالكلام خاصة وأن عبد العزيز بوتفليقة ترأس اجتماعا أمنيا واستقبل أمس الدبلوماسي الجزائري الأخضر الإبراهيمي، مضيفا ل»صوت الأحرار« أنه لا توجد أي جهة مخولة للحديث عن شغور منصب رئيس الجمهورية. ¯¯ عادت المعارضة للحديث عن تفعيل المادة 88 من الدستور مدعية بذلك شغور منصب رئيس الجمهورية، ألا ترون أن ذلك يؤثر على استقرار الجبهة الداخلية؟ ● في الواقع هناك غياب للحوار بين السلطة والمعارضة ، وهنا أؤكد أنه من الضروري في الوقت الراهن الترفع عن الأنانيات والتغلب على النظرة السلبية والارتقاء إلى مستوى الوطن، ويجب في ظل الأوضاع المحيطة بالجزائر تجاوز الخلافات والتحلي بالمسؤولية كل حسب موقعه. أما الذين يطالبون بتفعيل المادة 88 من الدستور وادعاء شغور منصب رئيس الجمهورية، فعلى هؤلاء إثبات غياب الرئيس، وهنا لا توجد أي جهة مخولة لها إثبات حضور أو غياب الرئيس، لكن المؤكد هو أن الرئيس يمارس مهامه والدليل على ذلك ترؤسه في الأيام القليلة الماضية اجتماعا أمنيا رفيع المستوى إضافة إلى استقباله أمس للدبلوماسي الجزائري الأخضر الإبراهيمي، وهو ما يبطل كل الشكوك بخصوص حالة الشغور. أما بشأن ما تدعو إليه المعارضة، فمن واجب هذه الأخيرة البحث عن أحسن السبل لتحصين الجزائر من كل الأخطار المحدقة بها، فالمعارضة كانت حادة في نقدها إلى درجة التطرف متناسية بذلك أن الجزائر هو بلد الحوار، كما أن الشعب لم يمنح صوته للمعارضة وعلى هذا الأساس أدعو المعارضة إلى تقديم برنامجها وعدم الاكتفاء بالمواقف والحكم للشعب، وعليها أيضا أن تقدم الحلول لإصلاح الأوضاع التي تدعيها من أجل تقوية الجبهة الداخلية وسد الثغرات لمنع الأعداء من التسلل إلى الجزائر. ¯¯ رسالة قائد أركان الجيش الوطني الشعبي الفريق قايد صالح لم تكن اعتباطية، ما العلاقة بين الرسالة والأخطار التي تهدد الجزائر؟ ● كما جرت العادة في الأعياد الوطنية والدينية فإن المسؤولين يوجهون التهاني لمرؤوسيهم وينتهزون الفرصة لتشجيعهم وحثهم على العمل وتذكريهم أيضا بمهامهم المنوطة بهم، فرسالة قاد الأركان الفريق قايد صالح تنبيه لباقي مؤسسات الدولة للقيام بواجباتهم من أجل صد كل التهديدات المحيطة بالجزائر، كما أنها رسالة تحذير للأطراف الأجنبية وتهديد لكل من تسول له نفسه المساس بأمن واستقرار الجزائر. فرسالة قائد الأركان تنبيه لكل مواطن بأن يكون يقظا ويدرك أن الإرهاب هو عدو المجتمع والدولة، وعلى كل فرد القياك بواجباته ويضع الوطن فوق أنانياته ومصالحه وفوق الأحزاب والتيارات. ¯¯ ألا ترون أن ما يسمى تنظيم »داعش« أصبح خطرا يهدد أمن الجزائر؟ ● لا يجب التهويل أو تضخيم هذا التنظيم الذي هو مناورة للقوة الأمبريالية والصهيونية وهو أيضا أداة من الأدوات المستخدمة في صراعهم غير المباشر لتحقيق مصالحهم، والمستفيد الأول من هذا التنظيم هو الصهيونية والمركب الصناعي الغربي للأسلحة الذي يمول من النفط العربي، فينبغي ألا نكون سذج أو ننجر خلف المناورة الإعلامية الغربية ومن صنعوا داعش، ثم إن التهديدات الإرهابية ليست بالشيء الجديد على الجزائر التي عايشت ويلاته طيلة أكثر من عقدين، وهنا أدعو كافة المواطنين، أحزاب موالاة ومعارضة إلى التحلي بالحيطة والحذر وعدم إعطاء الفرصة للأعداء. وهنا يجب أن أذكر بأن الشعب الجزائري محصن ضد الإرهاب وله كل التجربة ووعي ويدرك جيدا أن الإرهاب ما هو إلا أداة يستغلها الأعداء لتحقيق مصالحهم. ¯¯ قام تنظيم داعش مؤخرا باستعراض للقوة في ليبيا، ألا يعتبر هذا البلد منطلقا لضرب استقرار الجزائر؟ ● المشكل القائم في ليبيا هو أن السلطة في هذا البلد مفككة ومشتتة ولغة السلاح هي الغالبة في ليبيا، فإذا كانت السلطة التي تسيطر على البلد وتتحكم في المؤسسات ضعيفة وغير قادرة على إدارة شؤونها فيصبح العنف ولغة السلاح الحكم، كما أن الاختلافات في ليبيا سياسية والأداة المتوفرة هي السلاح وهذا لا يعني أنه إرهاب بل يعكس ضعف الدولة، كما لا نخفي وجود بعض العناصر الإرهابية التي تحاول التسلل إلى الأراضي الجزائرية. وعلى هذا الأساس عززت الجزائر تأمين حدودها لمنع المتسللين من أفراد الجماعات الإرهابية والدليل على ذلك ما حققه أفراد الجيش الوطني الشعبي في الميدان.