ودعنا الأخ والصديق الصحفي الأستاذ نايت عبد الرحمن، رحمه الله وغفر له وطيب ثراه وجعل الجنة مثواه. اختطف الموت ذلك الرجل الطيب، الخلوق، والوطني الأصيل، وتلك مشيئته تعالى يحيي ويميت، فله الأمر من قبل ومن بعد. كان الراحل الأستاذ سي عبد الرحمن، الذي وافته المنية بالبقاع المقدسة، صحفيا ومسؤولا بصحيفة المجاهد الأسبوعي لسنوات طويلة، تقلد عدة مسؤوليات في هذه الصحيفة المناضلة، كان متفانيا في عمله، مخلصا في مهنته، حيث نشهد له بحبه وحرصه الشديد على أداء رسالته الصحفية. كان الفقيد الأستاذ سي عبد الرحمن دائم الحضور في الصحيفة، يبذل قصارى جهده في خدمتها ، كان متجاوبا ومتحمسا ومخلصا في إنجاز المهام التي تحملها على خير وجه. ليس غريبا، أن الراحل كان أصيلا في انتمائه لوطنه وفي انتصاره للقيم الجزائرية والثوابت الوطنية، فهو أصيل عائلة كريمة، كل من تابع سيرة سي عبد الرحمن يعرف جيدا أن هذا الرجل كان أسوة وقدوة في التواضع، حيث كان حريصا على أن يكون كما أراد هو أن يكون، بسلوكه الحسن وأخلاقه الفاضلة وسريرته النقية ونفسه الطاهرة. كان سي عبد الرحمن جزائريا صميما، خلوقا، متواضعا، عفيفا، تنساب بسمته الدائمة التي لا تفارقه، وبتلك البسمة التي تعلو محياه ، كان يبدو كطفل بريء. لا حول ولا قوة إلا بالله، إنا لله وإنا إليه راجعون. إن فاجعة رحيل الأستاذ نايت عبد الرحمن قد أصابتنا بألم شديد وتأثر عميق، وكم هو صعب الحديث عن هذا الأستاذ، الأخ و الصديق، عن مآثره وخصاله، بصيغة الماضي، إنها سنة الحياة، ولا راد لقضاء الله، بل قبول وتسليم. فرحمة الله نرجوها لأخينا وصديقنا سي عبد الرحمن الذي سبقنا إلى دار البقاء، وتعازينا إلى أنفسنا أولا، لأننا فقدنا أخا عزيزا وصديقا مخلصا، ولأن الخسارة لم تكن لعائلة الفقيد الصغيرة، بل هي خسارة لنا جميعا، نحن الذين رافقناه سنوات طويلة، وكان لنا معلما ومربيا وأستاذا وأخا، لذلك فإننا نفتقد تلك السجايا الكريمة التي كان يتميز بها وظل متمسكا بها، لا تفارقه حتى في أصعب الظروف. وها هي مشيئة الله قد أرادت أن يكون قبر فقيدنا العزيز بجوار الرسول الكريم. رحمه الله وحشره مع من يحب. كل العزاء إلى كافة أفراد عائلة المرحوم، أبنائه وبناته وحرمه السيدة الفاضلة والزميلة العزيزة، الصحفية المقتدرة ليلى عبد الرحمان، سائلين المولى تعالى أن يتغمد فقيدنا الغالي بواسع رحمته، ويسكنه فسيح رضوانه، ويحشره مع الأطهار والصديقين وأن يربط على قلوب أهله وذويه بالصبر ويمنحهم عظيم الأجر، إنه سميع مجيب.