كشف المكلف بالاتصال والقيادي بجبهة القوى الاشتراكية، يوسف أوشيشي، أن الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني، عمار سعداني، وجه رسالة إلى الزعيم آيت أحمد "شخصيا"، ما يمكن فهمه على أن الأفافاس غير معني بمراسلة سعداني. وأكد أوشيش اليوم في اتصال ب"البلاد" أن مراسلة سعيداني لم تكن موجهة لجبهة القوى الاشتراكية بقدر ما كانت موجهة "شخصيا" للزعيم التاريخي حسين آيت أحمد، وبخصوص رد هذا الأخير على الرسالة، ذكر المتحدث أن القضية تخص المعني بالأمر شخصيا وهو الذي يختار الطريقة والكيفية والتوقيت الذي يرد به على الرسالة التي وجهت إليه، وفي سؤال عن إمكانية حدوث تقارب بين أقدم حزب معارض ممثل في الأفافاس والحزب الحاكم الأفلان أعتبر أوشيش أن هذا الكلام لا يتجاوز "المزايدات والتخمينات الإعلامية" وأن جبهة القوى الاشتراكية لم تدلي بأي تصريح بهذا الخصوص. وتعد رسالة سعداني مبادرة هي الأولى من نوعها، منذ ذلك اللقاء الذي جمع حسين آيت أحمد زعيم جبهة القوة الاشتراكية بالمرحوم عبد الحميد مهري الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني بعد الانتخابات التشريعية الملغاة، ومن بين التساؤلات التي يطرح المراقبون لماذا هذه الرسالة إلى آيت أحمد في هذا التوقيت بالذات، وهل هي مبادرة من عمار سعداني أم من رئيس الحزب رئيس الجمهورية، وهل توجيهها لآيت أحمد، وهو الذي أعلن تخليه عن قيادة الأفافاس منذ المؤتمر الأخير وقيام رئاسة جماعية خماسية يرأسها علي العسكري وليس لقيادة الأفافاس المنتخبة في مؤتمره الأخيرة، تؤكد أن باعث الرسالة هو رئيس حزب جبهة التحرير وليس أمينها العام؟، كما يضيف المتابعون أن هذه الرسالة تدفع إلى طرح المزيد من التساؤلات بخصوص كيف سيكون رد الدا الحسين؟ وهل سيجعل الرد علنيا كما كانت الرسالة وهل سيتولى هو الرد أم يوجه بالرد إلى قيادة الحزب في الجزائر؟، مع العلم أن هذه الرسالة تأتي في وقت تتحدث فيه بعض التقارير الإعلامية عن اتفاق ما قد يكون تم بين قيادة أقدم حزب معارض والسلطات العمومية، وأن ذلك متصل بإدارة المرحلة المقبلة، ما من شأنه أن يفتح الباب أيضا أمام العديد من التساؤلات بهذا الخصوص، خاصة وأن العديد من الملاحظين يرون أن الأفافاس غير من خطابه ولم يعلق على الأحداث الأخيرة الجارية في الساحة السياسية. وللإشارة فقد علن الزعيم الدا الحسين تنحيه عن رئاسة أكبر حزب سياسي معارض أسسه وقاده منذ 50 سنة، وأكد الزعيم التاريخي لجبهة القوى الاشتراكية حسين آيت أحمد في افتتاح المؤتمر الخامس للحزب رسميا شهر ماي الماضي تنحيه عن رئاسة الحزب وتسليمه "المشعل إلى القيادة من الجيل الجديد".