أجمع أمس، الكتاب المشاركون في فعاليات اللقاء الأورومغاربي السادس للكتاب بالمكتبة الوطنية الحامة بالعاصمة، أن المكان الآخر يسكن كل مبدع يلجئ إليه كلما احتاج إلى لحظة إبحار في داخله، حيث سمح الموضوع الذي اختارته مفوضية البعثة الأوربية بالجزائر خلال هذه الدورة تحت عنوان» الحياة في مكان اخر« للمتدخلين بأن بدلوا بقصصهم مع هذا المكان من خلال اصدرا تهم التي أثرت الساحة الأدبية الأورو مغاربية وحملت اعترافاتهم ولعهم بالإبحار في ضفة المتوسط التي اعتبروها متحفا للمخيال يلجئ إليه هؤلاء كلما أرادوا الابتعاد عن الحاجز الذي يمنع عنهم أوكسجين الإبداع. في كلمته الافتتاحية أكد ماريك سكوليل رئيس بعثة الاتحاد الأوروبي في الجزائر ان مهمة هذا الاجتماع هي تشجيع المثقفين من منطقة البحر الأبيض المتوسط على الاحتكاك والتواصل، وحثهم على تعزيز الروابط فيما بينهم في إطار أعمالهم لصالح حرية التعبير، وذلك بغية إنشاء نادي مغاربي للكتاب وان هذا اللقاء الأدبي يضيف المتحدث يطمح بان يكون جسرا بين الثقافات يعطي الكلمة لنساء ورجال الأدب الذين ينتمون للدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، و الدول المغاربية. وعن اختيار المكتبة الوطنية الحامة لاحتضان اللقاء الأورومغاربي السادس للكتاب ،قال سكوليل، عمدنا على تقريب الكتاب بالجمهور الواسع ، كما تسجل مفوضية الإتحاد الأوروبي حسب المتحدث بالجزائر مشاركتها الثانية على التوالي ضمن فعاليات الصالون الدولي ال19 للكتاب المنتظر انطلاقه يوم الخميس بالتنسيق مع المراكز الثقافية لأعضاء الاتحاد الأوروبي. ومن جهته أكد ممثل وزارة الثقافة حاج ناصر، ان هذا اللقاء الذي ترعاه وزيرة الثقافة نادية لعبيدي يعتبر بمثابة جسر إضافي لتعزيز العلاقات الثقافية الجزائرية والاتحاد الأوروبي خاصة وانه يتزامن مع تنظيم الصالون الدولي للكتاب ال19 الذي ستسجل فيه بعثة الاتحاد الأوروبي مشاركتها . وعرف اليوم الأول من اللقاء الأوروبي المغاربي السادس للكتاب مشاركة نخبة من الكتاب الذين أدارو اللقاء الذي حمل عنوان »المكان الآخر.. على مر الأمكنة والفضاء«، من بين المتدخلين ، الأديبة الإيطالية ساندرا بيتريقناي، الجزائري سمير تومي، المغربي إسماعيل غزالي الذي قدم مقاربة للحياة في مكان آخر التي مثلها بالبحر الأبيض المتوسط المكان الذي قد تتحقق فيه فرصة هذه الحياة على سبيل التخيل و الحلم ، وقدم الكاتب مجموعة من المقاربات بين الماضي و الحاضر من خلال الكتاب الذين وظفوا » الحياة في مكان آخر« في كلاسيكيات الكتب على غرار كتاب» ألف ليلة و لية« وكتاب ميغيل دي سرفانتس » دون كيخوتي«. ولم يخف الإعلامي عبد الكريم تزروت في مداخلته ، الحديث عايشه في فترة التسعينيات وهو بعيدا عن بلده ، وهو ما تناوله في كتاباته الصحفية، وتحدث عن العلاقة التي صارت تربطه ببلده الذي اكتشف ثراء ثقافته وعمق تراثه وهو بعيدا عنه، حيث أصبح يسمع الأغاني و يتابع الأعمال السينمائية الجزائرية وغيرها من الأعمال التي قال عنها المتحدث أن حنينه إلى البلد جعله يكتشفها. وهي نضرة المتحدث للحياة في مكان آخر جعلته يكتشف حياة أخرى من وراء ضفة المتوسط. الجدير بالذكر أنه ، اختير موضوع »الحياة في مكان آخر« شعارا لهذا اللقاء الأدبي، المأخوذ عن عنوان رواية الكاتب التشيكي ميلان كونديرا، لفتح باب اكتشاف ماهية المكان الآخر أمام الكتاب المشاركين باللقاء الأوروبي المغاربي للكتاب الذي يتواصل إلى غاية اليوم، ومن بين الأسماء الأدبية التي ساهمت في إثراء الأدب الوطني والعالمي على السواء، في طليعتها نجد الكاتبة فطيمة بخاي، الروائي اسماعيل يبرير، صاحب جائزة الطيب صالح للرواية، إلى جانب الكاتب الصحفي عبد الكريم تزروت، حكيم لعلام، جميل رحماني، والروائي سمير تومي. الكاتب المغربي إسماعيل غزالي، والأديب محمود طرشونة من تونس، فضلا عن حضور الاديبة الإيطالية ساندرا بيتريقناي، ومن بلجيكا الكاتب فيليب كانتران، والكاتبين جيرونيمو بايز وجواكين بيراز ازوستار من إسبانيا، ومن السويد مونيكا زاك، والتشيكي ميشال أجفاز والفنلندية أنجا سنلمان. وسيتوقف الكتاب خلال هذا اللقاء الذي يختتم فعالياته اليوم، عند موضوع »المكان الآخر.. على مر الأمكنة والفضاء»، »المكان الآخر.. من المتخيل إلى تعالي الروح»، ولقاء آخر بعنوان »المكان الآخر عبر الزمن».