افتتح بمدينة بسكرة الموسم السياحي للولي الصالح سيدي زرزور وذلك في طبعته الثالثة بعديد الاستعراضات المتناغمة التي تجاوب معها الجمهور في لحظات احتفالية تزامنت مع إحياء الذكرى ال60 لاندلاع الثورة التحريرية. واحتضن في مستهل هذه الاحتفالية مقام هذا الولي الواقع بقلب وادي يحمل تسمية »وادي سيدي زرزور« يمر بالضاحية الشمالية لعاصمة الزيبان باقة من المدائح الدينية والابتهالات والنشاطات الفلكلورية المتنوعة قدمتها فرق فنية محلية وسط رائحة البخور المنبعثة من أواني فخارية مما أضفى أجواء روحية على المكان. وعاشت إثر ذلك حافة الوادي ليس بعيدا عن مقام الولي سيدي زرزور سباقات في الفروسية وطلقات البارود التي صنعت الفرجة ورسمت في الأذهان صور الشجاعة والبطولة وحب ركوب الخيل والمغامرة المتوارثة عبر الأجيال مثلما عكسته انطباعات عفوية لمواطنين متتبعين للحدث في الموقع. وتم تخصيص بالقرب من الوادي مربعات في الهواء الطلق لعرض نماذج لمنتجات حرفية تزخر بها ربوع الزيبان على غرار البرنوس والزربية والأغطية الصوفية وأطقم الشاي والقهوة إلى جانب منتجات متنوعة لمشتقات النخيل على غرار مربى وعسل التمر. وفي إطار هذه التظاهرة التي تنظم بمبادرة لمديرية السياحة والصناعة التقليدية أقيمت خيمة عملاقة بالقرب من الوادي مجهزة لاستقبال الزوار وتقديم لهم كؤوس الشاي وأكلات الشعبية على غرار الشخشوخة والكسكسي مثلما تقتضيه قيم الكرم و حسن الضيافة المتأصلة لدى الجزائريين حسب تعبير مدير السياحة والصناعة التقليدية عبد الحكيم يحيى. للتذكير فإن سيدي زرزور يعد أحد رجال منطقة الزيبان في القرن ال9 الميلادي واسمه» أبو عبد الله محمد بن عبد الرحمان بن زرزور« وكان من الأعلام البارعين في العلم ونظم الشعر والفقه وتفسير القرآن الكريم. وتهدف هذه الاحتفالية الشعبية التي تستمر على مدار 10 أيام إلى ترقية النشاط السياحي محليا بما في ذلك نمط السياحة الدينية التي يعد مقام سيدي زرزور أحد معالمها حسب ما أشار إليه مسؤول قطاع السياحة بالولاية.