امتزجت التحف الفنية والتقليدية التي عرضت في أجنحة الصالون الدولي ال 19 للصناعة التقليدية هذه السنة الذي افتتح الأربعاء ويستمر إلى غاية 12 من الشهر الجاري ما بين الأصالة والحداثة بهدف جعل المنتوج تنافسي في الأسواق الوطنية والجهوية والدولية، وذلك بمشاركة دول عربية وإفريقية. وتميزت مختلف أنواع القطع التقليدية والتحف الفنية المعروضة بالجودة والإتقان بفضل مهارات الحرفيين الذين أبدوا ككل مرة استعدادهم للحفاظ على التراث الوطني الأصيل ومحاولة الإبداع بإدراج بصمات حديثة على المنتوج للتمكن من تسويقه للمساهمة في التنمية الاقتصادية, كما عبر الكثير من الحرفيين بعين المكان. ويلاحظ تنوع المنتوجات الصناعية والفنية في أجنحة هذا الصالون حيث ضمت صناعة الخزف والزرابي والنسيج والفخار التقليدي والعصري والخزف الفني والطرز وألبسة تقليدية وحلي وأشغال يدوية على الزجاج والرمل والجبس والخشب والحلويات التقليدية والتحف الفنية. التمسك بالزربية حفاظا على التراث الوطني الأصيل في هذا الإطار شدد الحرفي محمد العيد العبيدي من منطقة »بابار« بولاية خنشلة على ضرورة الحفاظ على الزربية التي تعد تراث وطنيا أصيلا ورمزا للهوية الوطنية. وقال انه رغم كل المشاكل التي يعاني منها الحرفيون المختصون في إنتاج الزربية إلا أن الكثير منهم ما زالوا يتمسكون بها حفاظا على إرث من الأجداد. وقال في هذا الإطار أن هذه الزربية الأصيلة المصنوعة من الصوف الحقيقي والمزينة برسومات تحمل في طياتها رموزا تاريخية تعبر عن أصالة الجزائر وشتى المراحل الحضارية التي عرفتها وهي حاليا حسبه، مهددة الزوال والاندثار. ودعا هذا الحرفي السلطات العمومية إلى العمل على الحفاظ على الزربية بتقديم المساعدات اللازمة للحرفيين وذلك بإنشاء مراكز للدمغ وفضاءات للبيع. كما دعا إلى وجوب إشراك الحرفيين في المعارض الجهوية والدولية للتعريف بالزربية والتمكن من تسويقها علما بان سعر الزربية يتراوح ما بين 40 ألف و120 ألف دج. حلي منطقة القبائل تضاهي الحلي المستوردة من جانبه, شدد الحرفي ولد بوعلي أورمضان حرفي مختص في إنتاج الحلي التقليدية لمنطقة القبائل بعين الحمام على ضرورة التمسك بالموروث الثقافي المتمثل في الحلي التي تزينت وتتزين بها المرأة الجزائرية خاصة بمنطقة القبائل في المناسبات والأعراس. وغالبا ما تعبر هذه الحلي المصنوعة من الفضة والمرجان والمزينة بألوان عن جمال ورونق الطبيعة, كما قال نفس المتحدث الذي أضاف أنها تلقى اهتماما كبيرا من زوار هذا الصالون رغم توفر حلي أخرى مستوردة من بلدان أجنبية وعربية بشكل كبير في المحلات بمختلف الأماكن. وأكد الحرفي على أهمية ووجوب حماية الحلي التقليدي بدعم التكوين والتكفل بمشاكل الحرفيين الذين يواجهون أحيانا نقص وغلاء في المواد الأولية، مشيرا إلى أن سعر الكلغ الواحد من مادة الفضة يقدر ب 100 ألف دج بينما يتراوح سعر مادة المرجان ما بين 50 ألف إلى 700 ألف دج للكلغ الواحد. الحرفي اسماعين معاكني من ولاية تيزي وزو مختص في صناعة الفخار التي توارثها من الأجداد حاول أن يجمع ما بين الحداثة والأصالة عبر إبداعه في صناعة مختلف القطع الفنية الفخارية منذ .1988 لقد سعى هذا الحرفي الذي تخرج من مدرسة الفنون الجميلة عبر إبداعاته في صناعة الفخار إلى الحفاظ على التراث التقليدي الأصيل مع إدراج نوع من الحداثة والعصرنة نلتمسها في تلك الألوان الداكنة التي استلهمها من التراث الإفريقي. وقال الحرفي أنه اختار هذا النوع من الصناعة التقليدية ليس لجمع المال فقط بل حفاظا على صناعة الفخار وإعطائها بصمات عصرية نابعة من التراث الجزائري والإفريقي ولا يوجد نوعا من الراحة النفسية. وسجل الحرفي معاكني أن هذه التحف الفنية تلقى وراجا كبيرا من طرف المواطنين الذين يستعملونها لتزيين المنازل خاصة وان أسعارها في متناول الجميع حيث يتراوح سعرها ما بين 200 إلى 10000 دج.