يحيي العالم في ال14 من نوفمبر اليوم العالمي للسكري تحت شعار »اعمل اليوم لتغيير الغد« وذلك بغرض الوقاية من الإصابة بالداء أو تأخير ظهوره على الأقل من خلال إتباع نظام غذائي صحي وممارسة النشاط البدني بانتظام، وقد تم إحصاء ما يزيد عن ثلاثة ملايين مصاب بالجزائر، من بينهم مائتي ألف معرضون لبتر القدم . ¯ يقول نور الدين بوستة رئيس الفدرالية الوطنية لمرضى السكري، إن نسبة المصابين بهذا الداء تعادل 10 بالمائة من مجموع سكان الجزائر، بينهم 20 إلى 25 بالمائة غير مؤمنين اجتماعيا وهم عرضة لمضاعفات داء السكري .. رقم مرعب له تداعياته الصحية، بالإضافة إلى فاتورة ثقيلة يتكبدها صندوق الضمان الاجتماعي من جهته. وعن سبب انتشار المرض الواسع، أوضح فيصل أوحدة، رئيس جمعية مرضى السكري، أنه راجع إلى نوعية الغذاء المشبع بالدهون، وخاصة الوجبات السريعة التي باتت هي الطبق الرئيسي للأطفال، ناهيك عن عدم ممارستهم لأي رياضة ومكوثهم لساعات طويلة أمام جهاز التلفزيون والحواسيب، مضيفا أن داء السكري وصل إلى أوج انتشاره في وسط المجتمع الجزائري، حيث تسجل يوميا عشرات الحالات الجديدة. وأظهرت نتائج دراسة حديثة، حسب الأخصائي سمير عويش بمستشفى مصطفى باشا الجامعي حول السكري في الوسط المدرسي، أن ربع التلاميذ مصابون بالسمنة المفرطة، التي هي العامل الأساسي للإصابة بهذا الداء، وينصح عويش مرضى السكري بإتباع حمية غذائية تعتمد على الخضروات الغنية بالألياف، لأنها تساعد على حفظ نسبة الجلوكوز والدهون في الدم لمستواها الطبيعي، وتتوفر الألياف أيضا في البقوليات والخبز الأسمر والفاكهة، كما ينصح بالتقليل من الدهون بتناول الدجاج والأسماك والحليب والزبادي القليل الدسم. والأهم من هذا وذاك ممارسة الرياضة أو أي نشاط لنصف ساعة في اليوم، ثلاث مرات أسبوعيا على الأقل، فالحركة تنشط عمل البنكرياس. داعيا السلطات العمومية إلى الانتباه لهذه الوضعية والتحرك بسرعة لتدارك الأمر من خلال تخصيص فضاءات لممارسة الرياضة والترويح عن النفس. 30 بالمائة من المرضى غير مؤمنين اجتماعيا من المعروف في الأوساط الطبية بأن مضاعفات السكري وتداعياته على الصحية على باقي أعضاء الجسم أخطر من المرض نفسه وهو ما يستدعي رعاية طبية كاملة وتأمينا اجتماعي، لكن 30 بالمائة من مرضى السكري بالجزائر غير مؤمنين اجتماعيا حسب نور الدين بوستة رئيس الفيدرالية الوطنية لجمعيات مرضى السكري الذي أطلق نداءه لوزارتي الصحة والتضامن الوطني مطالبا بإدماجهم في صندوق الضمان الاجتماعي وتمكينهم من رقم تأمين وطني يتيح لهم الحصول على الأدوية. مؤكدا في ذات السياق بأن مضاعفات السكري تصل في غالب الأحيان إلى بتر الأطراف السفلى وفقدان البصر، فضلا عن أمراض القلب والشرايين والقصور الكلوي، مما يتطلب الاعتناء بهؤلاء المرضى الذين يمثلون 10 من المائة من تعداد السكان في الجزائر. فيما وصف البروفيسور سيد احمد بن آشنهو انتشار مرض السكري في الجزائر بالمقلقة واصفا المرض بالمشكلة التي باتت تهدد الصحة العمومية، مضيفا بأن الوقاية من داء السكري هو الوسيلة الوحيدة للحد من انتشاره .وبالنسبة للبروفيسور بن اشنهو فإن العادات الغذائية السليمة »لم تغرس بعد في السلوكيات« بالجزائر، مبرزا أن الحمية الغذائية لمرضى السكري لا تخص فقط الأشخاص المصابين بالسكري ولكن جميع المواطنين. ولمرض السكري حسب ذات المصدر كغيره من الأمراض أعراض مميزة في حالة ارتفاع مستوي السكر في الدم أكثر من المستوي العادي. حيث يؤدي زيادة مستوي السكر في الدم وتركيز معدل سكر الجلوكوز في الدم تؤدي إلي ازدياد حاجة الجسم للماء، وذلك لإذابة سكر الجلوكوز وإخراجه عن طريق الكلي مع البول.ولهذا يأتي شعور مريض السكري بالعطش المتواصل لحاجته للماء، وينتج عن ذلك التبول الكثير بسبب شرب كميات كبيرة من الماء، وفي أغلب الأحيان الإكثار من التبول الليلي. ومن أعراض مرض السكري أيضا فقدان الوزن والشعور بالتعب والإعياء مع الصداع، الدوار، العرق، الرعشة، التوتر والقلق، برودة اليدين، حرارة الرجلين، غشاوة العين وتداخل الصور، سرعة دقات القلب، الجوع والارتجاف، أيضا الالتهابات الجنسية عند الرجال والمهبلية عند الإناث ذلك بسبب إفراز السكر عن طريق المثانة ومجري البول مما يؤدي إلي خلق بيئة ملائمة لنمو البكتريا والفطريات والحساسية الجلدية، القابلية لالتهابات الجهاز التنفسي. وكذلك خطر هبوط السكر يكمن في أنه لو استمر لفترة طويلة يؤدي إلى التلف الدائم في خلايا المخ. توقعات بتضاعف عدد المرضى في 2030 يصيب السكري أكثر من 220 مليون نسمة في جميع أنحاء العالم، ومن المرجح أن يزداد ذلك العدد بنسبة تفوق الضعف بحلول عام ,2030 إذا لم تتخذ أي إجراءات للحيلولة دون ذلك. جدير بالذكر أن نحو 80 بالمائة من وفيات السكري تحدث في البلدان منخفضة ومتوسطة الدخل، وتسعى منظمة الصحة إلى رفع الوعي العالمي بداء السكري وبمعدلات وقوعه وبكيفية الوقاية من المرض في معظم الحالات. في دراسة حديثة أنجزها أطباء جزائريون في الوسط المدرسي أن ربع التلاميذ في مختلف الأطوار التعليمية يعانون من البدانة ومهددون مباشرة بالإصابة بالسكري. ويضيف تقرير الصحة العالمية، بأن هناك عدة عوامل تساعد في الإصابة بمرض السكر، منها العوامل البيئية، والعوامل الخارجية مثل السميات ومبيدات الحشرات والنباتات والعوامل الوراثية في نطاق الأسرة كإصابة أحد الوالدين بمرض السكري، وانعدام الحركة والرياضة البدنية التي تؤثر سلبيا على التفاعل بين الأنسولين ومستقبلاته، واختلال التوازن الغذائي مثل الإفراط في تناول الوجبات ذات النسبة العالية من الدهون المشبعة ونقص تناول الألياف الغذائية في الطعام، والبدانة المركزية المفرطة التي تتسبب في حدوث مقاومة عمل هرمون الأنسولين في العضلات، تعاطي الكحوليات التي تتسبب بطريقة غير مباشرة في الإصابة بمرض السكري، حيث تحدث التهاب بنكرياسى حاد أو مزمن أو عن طريق إحداث تليف كبدي مما يؤدى إلى ما يسمى بمرض السكر كبدي المنشأ.