كشفت منظمة الدول المصدرة للنفط »أوبك« في تقريرها الشهري الصادر أمس عن تراجع المعدل الشهري لأسعار البترول الجزائري »خام الصحاري« بأكثر من تسع دولارات ليبلغ 61,87 دولار للبرميل، وهو المؤشر المثير للقلق بشأن مستقبل الوضع المالي للبلاد وسياسة الإنفاق المنتهجة خاصة بعدما أقدمت وزارة المالي على تنصيب لجنة خبراء تعكف حاليا على متابعة تطورات أسعار البترول. تراجع المعدل الشهري لأسعار خام الصحاري الجزائري خلال شهر أكتوبر الماضي بأكثر من تسع دولارات ليبلغ 61,87 دولار للبرميل حسبما كشفت عنه منظمة »أوبك« في تقريرها الشهري الصادر أمس.وأوضحت بيانات المنظمة أن معدل أسعار خام الصحاري انتقل من 10,97 دولار للبرميل في سبتمبر إلى 61,87 دولار للبرميل بانخفاض قدره 41,9 دولار. وجاء هذا الانخفاض توازيا مع الهبوط العام لأسعار النفط في الشهر الماضي حيث تراجع إجمالا سعر سلة »أوبك« ب 92,10 دولار ليبلغ 06,85 دولار للبرميل. ومع ذلك يظهر تقرير المنظمة أن خام الصحاري الجزائري يعد الأفضل سعرا بين كل خامات المنظمة متوقعا أن ينهي عام 2014 بمعدل أسعار سنوي يبلغ 12,105 دولار للبرميل بانخفاض يقارب أربعة دولارات مقارنة بالعام الماضي 2013 الذي سجل معدل 08,109 دولار للبرميل. وكشف التقرير من جهة أخرى عن انخفاض طفيف ب 8 آلاف برميل يوميا في حجم إنتاج الجزائر من النفط خلال الشهر الماضي حيث بلغ 175,1 مليون برميل يوميا في أكتوبر مقابل 183,1 مليون برميل يوميا في سبتمبر استنادا على بيانات رسمية جزائرية. ويثير استمرار أسعار النفط في الأسواق الدولية عموما وأسعار النفط الجزائر بشكل خاص الكثير من المخاوف بخصوص مستقبل التوازنات المالية للجزائر التي تعد مداخيل المحروقات المورد الأول والأكبر للجزينة العمومية، خاصة بعدما كشف وزير المالية قبل يوميين عن تنصيب لجنة خبراء تعكف حاليا على متابعة تطورات مستوى الأسعار لوضع السيناريوهات المحتملة على التوازنات المالية الكبرى في البلاد، ملمحا إلى مكانية اعتماد الحكومة على »برنامج تقشف يتماشى مع تداعيات انهيار أسعار النفط في الأسواق الدولية«. وتعرف صناعة النفط الجزائرية في السنوات الأخيرة استقرارا في الإنتاج عند حدود 2,1 مليون برميل يوميا. وتعتبر الجزائر ثالث ممول للولايات المتحدة بالنفط الخام في أكتوبر بعد كل من كندا وروسيا حيث قامت بتصدير حوالي 38 ألف برميل يوميا إلى اكبر اقتصاد في العالم. ويتزامن تراجع سعر النفط الجزائري مع تراجع طفيف لإجمالي إنتاج »أوبك« الذي تدحرج إلى 25,30 مليون برميل يوميا في أكتوبر بسبب تراجع مستويات الإنتاج في العراق. وأبقت المنظمة من جهة أخرى على توقعاتها بخصوص نمو الطلب العالمي، حيث تنتظر المنظمة نموا يقارب 05,1 مليون برميل يوميا ليبلغ الطلب حوالي 2,91 مليون برميل يوميا. وينتظر أن تعقد المنظمة اجتماعا بمقرها في فيينا لدراسة سياستها الإنتاجية في ظل تدهور الأسعار ، في وقت تنادي فيه عدة دول أعضاء وعلى رأسها فنزويلا والإكوادور بشكل صريح إلى خفض الإنتاج.