لم يعد خافيا على أحد أن المعارضة قد سقطت في جدل عقيم يتعلق بمدى شرعية رئاسيات ,2014 وراحت تخوض في نقاشات ضيقة لا تسمن ولا تغني من جوع، وهو ما تجلى من خلال فشل مبادرتها التي أطلقتها في إطار ما يسمى ب »تنسيقية الحريات والانتقال الديمقراطي«، فبعد مطالبتها بتفعيل المادة 88 من الدستور بحجة عدم قدرة رئيس الجمهورية على أداء مهامه الدستورية، جاء الرد صريحا من الشعب الذي أعاد انتخاب الرئيس بوتفليقة لعهدة رابعة في 17 أفريل الماضي، حيث أن هذه الذريعة التي تتخفى وراءها المعارضة لا تمت للواقع بصلة لأن هيئات الدولة تسير بشكل عادي منذ ذلك التاريخ. ورئيس يزاول نشاطه بصفة عادية من خلال استقبالاته للسلك الدبلوماسي واستلامه أوراق اعتماد السفراء الجدد، وبدوره حزب جبهة التحرير الوطني الرائد في الساحة السياسية وصاحب الأغلبية في البرلمان قد زكى شرعية رئيس الجمهورية واعتبرها خطا أحمر لا يمكن التفاوض بشأنه مع أي طرف، كما أن الأفافاس أقدم حزب معارض في الجزائر، يقترح من خلال المبادرة التي يقترحها إشراك السلطة القائمة في نقاشات المشروع الذي ينادي به إطارات الحزب وصفوها بالخط الأحمر الأفلان يؤكد احترام شرعية الرئيس أكد أمناء محافظات حزب جبهة التحرير الوطني احترامهم للشرعية الدستورية لرئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، معتبرين أن الحديث عن شرعية الرئيس خط أحمر لا يجوز مناقشته ولا يمكن القفز على الشرعية التي منحها إياه الشعب خلال الرئاسيات الأخيرة. أوضح أمناء المحافظات ورؤساء اللجان الانتقالية ال75 خلال الاجتماع الذي أشرف عليه الأمين العام للأفلان عمار سعداني بمقر الحزب أن الحديث عن شرعية الرئيس خط أحمر لا يمكن مناقشته، مؤكدين في بيان ختامي للاجتماع أن الأفلان يحترم الشرعية الدستورية للرئيس، كما أشاروا إلى أن الرئيس انتخبه الشعب وأن الحديث عن شرعية الرئيس هو مساس بشرعية الشعب الذي منح ثقته الكبيرة في رئيس الجمهورية خلال الانتخابات الرئاسية الأخيرة.وسبق للأمين العام وأن جدد موقف الحزب الداعم لرئيس الجمهورية وموقفه الثابت الذي يلتزم به من أجل مصلحة الجزائر مع مواصلة هذا التأييد، مؤكدا أن الأفلان يسعى إلى استكمال تطبيق برنامج رئيس الجمهورية من أجل بناء دولة الحق والقانون، دولة عصرية وديمقراطية تلتزم فيها كل المؤسسات بمهامها الدستورية، وأشار سعداني إلى أن الأفلان يطمح إلى بناء دولة حديثة تكون فيها العدالة مستقلة لا متحكم فيها سوى ضمر القاضي وقوانين الجمهورية، حيث اعتبر سعداني الحديث عن الرئاسيات أمر مرفوض. وكان سعداني في سلسلة اللقاءات التي أجراها مع مسؤولي الأحزاب السياسي قد اشترط الحديث عن مختلف القضايا السياسية التي تهم البلاد وفتح الحوار ما بين الأحزاب باستثناء الحديث عن شرعية الرئيسة التي قال بشأنها إنها خط أحمر لا يمكن تجاوزه، معتبرا أن التشكيك في شرعية رئيس الجمهورية هو القفز على شرعية الشعب.وفي ذات السياق، دعا أمناء المحافظات كافة المناضلين والمنتخبين لدعم برنامج رئيس الجمهورية وجميع قراراته ومواقفه، مشددين على أن بوتفليقة هو رئيس الحزب وعلى جميع مناضلي الحزب تجسيد البرامج التنموية الطموحة التي أقرها في إطار استكمال مسيرة الإصلاحات التي باشر بها. بوحجة يبيّن مواطن التناقض الذي يقع فيه دعاة المادة 88 من الدستور أي حجة تسوقها المعارضة للطعن في شرعية الرئيس غير مؤسسة اعتبر عضو المكتب السياسي لحزب جبهة التحرير الوطني، المكلف بالإعلام، السعيد بوحجة، دعوة بعض أحزاب المعارضة إلى تفعيل المادة 88 من الدستور تناقضا صارخا، عادة ما يقع فيه دعاة هذا المطلب، ففي الوقت الذي تدّعي فيه المعارضة عدم شرعية الرئيس، فإن المعارضة نفسها هي من يدعو إلى تطبيق المادة 88 من الدستور . ¯ ع. مسعودي قال عضو المكتب السياسي لحزب جبهة التحرير الوطني، السعيد بوحجة، إن أحزاب المعارضة سقطت مرة أخرى في الفخ، فبمجرد أن سمعت خبر تواجد الرئيس في مصحة لإجراء فحوصات روتينية سارعت إلى رفع مطلب تفعيل المادة 88 من الدستور كعادتها، »وفي النهاية تبين أنّ الرئيس بخير ودخوله إلى المستشفى كان مبرمجا في إطار رقابة دورية عادية«. وأرجع القيادي الأفلاني احتماء بعض أطياف المعارضة بتطبيق المادة 88 من الدستور، إلى »اصطدامهم بالواقع وتأكدهم بأن رئيس الجمهورية يقوم بمهامه على أكمل وجه«، مشيرا إلى أن المعارضة فقدت صوابها بعد أن »لاحظت النشاط الذي قام به الرئيس الأسبوع الفارط، من خلال استقباله عددا من المسؤولين من وزراء وسفراء دول أجنبية«. وفي اعتقاد عضو المكتب السياسي للأفلان السعيد بوحجة، فإن المعارضة تعيش في متناقضات عديدة، فتارة تطعن في شرعية الجمهورية وتارة أخرى تدعو إلى تطبيق المادة 88 من الدستور، مشيرا إلى أن هذا المطلب في حد ذاته اعتراف بشرعية الرئيس، منبها إلى التناقض الذي يتجلى في كل مرة تلجأ فيه المعارضة إلى انتقاد شرعية الرئيس. ويرى بوحجة أن مبرّر المعارضة ضعيف، بالنظر إلى النشاط المكثف الذي يقوم به رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، من خلال الاستقبالات واللقاءات التي يعقدها مع مسؤولين أجانب يزورون الجزائر، وكذا استقبالات أعضاء السلك الدبلوماسي المعتمد في الجزائر، وبالتالي فإن أي مبرر تسوقه المعارضة يعتبر ضعيفا.