كشف فتح النور بن براهيم المكلف بالإعلام لدى محافظة المهرجان الوطني للمسرح المحترف خلال مأدبة العشاء التي أقيمت على شرف الوفود الإعلامية العربية المشاركة في الدورة الجديدة للمهرجان الوطني للمسرح المحترف المتواصل إلى غاية 4 جوان الجاري أن دورة 2009 للمهرجان في الجزائر ستخصص لمحور القدس ودلك توازيا مع اختيار القدس عاصمة الثقافة العربية طيلة 2009 وأشار أن المشاركة المسرحية لمختلف المسارح الجهوية الوطنية وباقي الفرق المشاركة من الدول العربية والجنبية مشروطة بتناول القدس القضية الفلسطينية مشيرا أن دلك يتماشى والتزام الجزائر الدائم مع القضايا التحررية وخاصة القضية الفلسطينية وهي أم القضايا العربية وروحها وأضاف أن الحفل الإفتتاحي للدورة القادمة للمهرجان الوطني للمسرح المحترف 24 ماي -4جوان 2009 سيتميز بتحضير عمل إستعراضي ضخم يحكي يوميات الوجع الفلسطيني والشاتات وصراع مدينة القدس المستميت بجدرانه وصخرته أمام سياسة التهويد والتهديم لآلة الإسرائيلية لطمس معالمها وهويتها العربية الإسلامية وقد شكل الإعلان عن القدس عاصمة الثقافة العربية لعام 2009م فكرة رائعة بالمضامين وعودة بالقدس للذاكرة العربية باعتبارالقدس من أبرز مدن الحاضرة الإسلامية والعربية منذ قرون طويلة إلى جانب بغداد والقاهرة ودمشق واشتهر الكثير من أبنائها بالفقه والقضاء والأدب والشعر وعلوم النحو، ووقف رجالات القدس بمقدمة رجال فلسطين دفاعا عن القضية الفلسطينية. والي القدس كانت تشد الرحال لأنها أولى القبلتين وثالث الحرمين والزائر إلى مكة لم تكن تكتمل زيارته إلا بالتعريج إلى القدس والصلاة بالمسجد الاقصي وكما هي مركز ديني فقد كانت مركزا تعليميا يؤمه طلاب العلم من كل أصقاع الارض للتعلم علي يد علمائها وشيوخها. وربما لا تجد مدينة تضم من الاعراق والديانات والمذاهب أكثر من القدس مما يعطيها صفة خاصة لتعايش الاديان والاعراق ومنحها جمالية فريدة بمساجدها وكنائسها ومدارسها وحواريها وأسواقها المتميزة. القدس هي متحف الكون ودُرة الله في الأرض بجذورها التي تضرب بعمق الحضارة الانسانية والتاريخ وحضورها الذي يشهد علي منعتها وتجذرها، فالزائر للقدس يعتريه شعور غريب ورهبة أمام أسوارها وأبوابها العتيقة التي تتحدث عن تاريخ المدينة منذ 5000 سنة وعبر العصور وتحكي مسيرة الانسانية ككتاب مفتوح.. القدس التي احتل شطرها الغربي عام 1948 تمثل المشهد المتكامل للقدس التاريخية فقلب القدسالغربية كما الشرقية ينبض بالعروبة بنمطه العمراني والاسواق القديمة وعبق التاريخ. منذ عام 1967 وسقوط ما تبقي من المدينة تتعرض القدسالشرقية لأبشع هجمة تطال التاريخ والانسان والحضارة. ولم يسلم باطن المدينة كما ظاهرها. فالحفريات أسفل المسجد الأقصي وقبة الصخرة لا تكاد تتوقف حتي تبدأ من جديد بحثا عن الهيكل اليهودي المزعوم استنادا لأفكار تلمودية تهدف الي اختزال تاريخ البشرية. حارات القدس وبيوتها والاملاك الوقفية تتعرض للمصادرة واعادة التوثيق التي تطال 3000 بيت ومكان وقفي، رغم ثبوت تسجيلها منذ العهد العثماني، ليس بهدف اعادة التوثيق بل لتكريس ما تم الاستيلاء عليه من بيوت وحارات القدس.