"سيمفونية الجزائر السلام" سي دي" يؤرخ للتراث الموسيقي الجزائري الفلكلوري والكلاسيكي" سهيلة.ب / ظل الموسيقار رشيد صاولي مشبع بخفايا وأعماق التراث الموسيقي الجزائري كموروث ثقافي يستدعي الرعاية والاهتمام ويدرك بأسلوبه البارع و مواهبه الخارقة في اختيار اجل النوتات لإعادة تأليفها ليتسنى للجل الجديد التعرف أكثر على هذه التحف الفنية، وبرعاية من الأوركسترا السيمفونية الوطنية التي يديرها السيد بوعزارة . يتضمن السي دي عشر مقاطع منقسمة إلى شطرين القسم الأول من توقيع رؤوف كجيف أما الثاني فهو ببصمة رشيد صاولي، ومن الباقة التي احتواها السي دي نذكر:"أهلا وسهلا" وهو نغم موسيقي احتفالي من التراث الجزائري عرفته العديد من الأجيال منذ أن برز للوجود في سنوات 40 من القرن العشرين. النغم الثاني "البارح" وهي الأغنية التي قام بتأليفها الراحل سفر باتي محمد المحبوب سنة 1969 وأداها المرحوم الهاشمي قروابي لأول مرة عشية الاحتفال بالذكرى الأولى لتأميم المحروقات سنة 1972 تمت أعادتها سيمفونيا بوجمعة مرزاق وقام بتوزيعها رشيد صاولي.اللحن الثالث هو " شهلة لعياني" وهي أغنية تنتمي للون الشعبي تستمد جذورها من التراث اللاتينو اميريكي، قام عبد الحميد قرامي بالتهديب الموسيقي لهذه التحفة، فيما أحياها محمد زربوط والمرحوم قروابي.." بالله يا حمامي" هو عنوان المقطع الرابع وهو إنجاز موسيقي يجد جذوره من الأصول المرتبطة بالفن الاندلسي قام الفنان محمد الكرد بتأليفها متأثرا بالتراث الموسيقي للشرق الجزائري وتحديدا بالتراث العنابي الذي ينتمي للمالوف. العنوان الخامس الذي تضمنه السي دي هو لحن أغنية" بختة" وهي ينتمي إلى الموسيقى التي تشتهر بها منطقة الغرب الجزائري والتي تجمع بين الحوزي، البدوي، المغاربي و الاندلسي قام الفنان عبد القادر خالدي بكتابة النص الشعري الذي يوحي للثقافة الوهرانية وقام بلاوي الهواري بتلحينها، لتضحى بعدها أغنية مشهورة بفضل الكينغ خالد الذي أعطها بصمة خاصة. وليكون هذا الإصدار الفني شامل لكل الطبوع التي تزخر بها الجزائر ارتأى رشيد صاولي أن يختار من منطقة القبائل اللحن المشهور " ياما قورايا"، حيث يكتسي مفهوم " ياماقوريا" أهمية كبيرة في وجدان أهالي سكان منطقة بجاية، فقام الفنان المتألق جمال علام متأثرا بهذا التراث بتأليف أغنية جميلة أعاد صاولي توزيعيها بتغريات موسيقية سيمفونية جديدة. القسم المخصص لرؤوف كاجيف يبرز اهتمامه وتأثره بأداء الاوركسترا فإقامته المتتالية بالجزائر ألهمته بإعادة كتابة وتأليف مقاطع رائعة خصيصا للاوركسترا عند عودته إلى أذربيجان الحركة الأولى هي عبارة عن " مارش مهدي إلى المجاهدين" تطغى عليها نغمات على إيقاع عسكري تتخلله نغمات موسيقى " قم ترى" ، ثم رائعة" اداجيو" وتليها " شمس العشية"...أما الحركة الثالثة تبرز مسيرة احتفالية يقدم فيها لحن " السيكا"، اللوحة الرابعة تمثل إيقاع تلاثي التركيب خاص بمنطقة الاوراس والتي تدعى ب" رقصة العودة"-الفرس- للمرأة الشاوية، بعد " استخبار ديل" تبدع آلة الكلارينات في عزف منفرد بارع. تجدر الإشارة إلى أن هذا السي دي الذي يعد تحفة فنية تؤرخ للرصيد الفني الجزائري وهي إسهام في تدوين التراث الموسيقي الفولكلوري و الكلاسيكي الجزائري، نتمنى المزيد من هذه الأعمال التي تستحق حقا التشجيع وليكون في كل بيت جزائري سي دي مثل هذا لتهذيب الذوق الفني للجيل الجديد.