»برموندرايس« أو »بيرمو« كما يحلو للبعض تسميتها، وهي كلمة مختصرة عن بلدية بئر مراد رايس التي لا تزال إلى غاية اليوم تحافظ على نسيجها العمراني القديم، ومسجد حسن باشا الذي يعود تاريخ إنشائه إلى سنة 1724 والبئر الموجود في قلب المدينة دليل على التاريخ العريق لهاته البلدية، واليوم يسعى مسؤولوها إلى إعادة الاعتبار لجميع المعالم التاريخية الموجودة والحفاظ عليها من خلال عمليات الترميم التي ستخضع لها، بالموازاة مع إنجاز عدة منشات جديدة، لتزاوج بئر مراد رايس بين الحاضر والمستقبل. تعتبر بلدية بئر مراد رايس التي تقع على بعد حوالي 7 كلم جنوب العاصمة الجزائر، من أكبر المقاطعات الإدارية ، ومن أرقى البلديات, أشهر شوارعها شارع سعيد حمدين وطريق سيدي يحيي، وتضم أحياء قديمة إذ توجد بها بنايات تعود للعهد الاستعمار الفرنسي والعهد العثماني وما قبل العهد العثماني، وقد حافظت البلدية على معالمها التي لا تزال شاهدة على التاريخ العريق لهاته المدينة، ومسجد حسن باشا الذي يعود تاريخ إنشائه إلى سنة 1724، من أهم هاته المعالم والذي لعب دورا أساسيا في الحفاظ على الهوية الوطنية من خلال تعليم القرآن و اللغة العربية، خاصة خلال الفترة الاستعمارية. أما البئر الذي يتوسط قلب البلدية فتروى حوله الكثير من الحكايات من بينها أن مراد رايس نسبة لأحد البحارة الجزائريين المشهورين في القرن السابع عشر هو من حفر البئر وكان يصعد من البحر متوجها إلى ذلك المكان ليستريح فيه. والزائر لهاته البلدية، يشم رائحة التاريخ التي تعبق في كل أرجائها،إذ لا تزال المباني التي تعود إلى العهد الاستعماري قائمة على غرار الكنيسة التي تحولت إلى مبنى إداري، حيث قامت السلطات المحلة بضمها إلى مصالحها لاستغلالها بدل الإبقاء عليه كمكان للعبادة. ومن المدخل الأعلى للبلدية، و بالضبط بحي سيدي يحي الراقي يرقد ضريح الولي الصالح سيدي يحي، هذا الأخير نسجت حوله الكثير من الروايات والأساطير، البعض منها أقرب إلى الخيال، إذ يصف البعض قدرته على الشفاء من الوساوس والجنون وحتى العنوسة والعقم ومختلف الأمراض،إلا أنه يبقى من أقدم المعالم و الذي لعب هو الأخر دورا مهما في الحفاظ على الهوية الوطنية. السلطات المحلية ، من جهتها تسعى جاهدة من أجل الابقاء على هاته المعالم،وذلك من خلال عمليات الترميم التي ستقوم بها ، حيث سيشرف على متابعة أشغال ترميم مسجد حسن باشا هذا المعلم التاريخي المهم مكتب دراسات متخصص نظرا لتميز هذا المرفق بدقة وحساسية خاصة ودرجة تدهور حالته بسبب عوامل الزمن والإنسان. وستكلف أشغال ترميم هذا المبنى الأثري التاريخي غلاف مالي تم اقتطاعه من ميزانية البلدية، من أجل الحفاظ عليه والذي كان لسنوات عبارة عن مكتبة البلدية. وأكد رئيس البلدية أن مصالحه عازمة على حماية الآثار، وإن كانت قليلة من أجل أن تبقى للأجيال القادمة لتروي عن أهم الحضارات التي مرت و تركت آثارا لا زالت شاهدة على التاريخ العريق للبلدية، بالموازاة مع هذا سيتم إنجاز هياكل و منشآت جديدة على غرار المسبح الاولمبي والذي يعد من أهم المشاريع التي تطمح البلدية أن تنجزه بالنظر للأهمية الكبيرة الذي يكتسيها هذا المرفق الذي سيعود بالفائدة على البلدية، مشيرا إلى أن مصالحه أطلقت الدراسات الخاصة بهذا المشروع في انتظار الإعلان عن المناقصة لتحديد الشركة التي ستقوم بالأشغال. هذا المسبح الذي سيكون حتما تحفة معمارية بالنظر للتصميم العصري الذي سيتميز به والذي سيضفي للبلدية مكانة و جمال تضاف إلى المعالم التاريخية التي تضمها البلدية، هذا في انتظار إنجاز مشاريع أخرى تعود بالفائدة على البلدية أيضا.