أجمع عدد من الإعلاميين الجزائريين على ضرورة سن قانون يجرم الإسلاموفوبيا بفرنسا على غرار ما تقرر في صالح الجالية اليهودية هناك، وذلك بهدف ضمان احترام شعائر ومقدسات الشعوب في دولة تدعي أنها علمانية وتحترم الآخر رغم كل الاختلافات، هذا الرأي لم يمنع أن تكون الآراء مختلفة، كل من وجهة نظره بين إعلاميين مؤيدين للمسيرات التي شهدتها ولايات الوطن لنصرة رسول الإسلام محمد صلى الله عليه وسلم وبين معارض لطريقة الانتصار لشخصه الكريم من منطلق أن النصرة الحقيقية تكون بعيدة عن كل أشكال العنف. تباينت الردود في استطلاع قامت به يومية صوت الأحرار من خلال حديث لبعض الإعلاميين من مختلف وسائل الإعلام الوطني، حيث تمحورت الأسئلة حول رايهم كإعلاميين حول المسيرة التي عرفتها العاصمة أول امس لنصرة رسول الله؟ ما هي حدود حرية التعبير في رأيكم بالنسبة لجريدة شارلي ابيدو؟ وهل انتم مع سن قانون يجرم الإسلاموفوبيا بفرنسا؟ وفي هذا السياق، يرى محمد بوسلان من يومية المساء، أنه بالنسبة للمسيرات التي تم تنظيمها عبر مختلف جهات الوطن، فهي تحمل رمزية تشبث الجزائريين بدينهم وحبهم لرسولنا الكريم، فهي تحمل تعبيرا بالرفض والغضب عن المساس بقدسية الإسلام وبرسولنا المصطفى عليه السلام، غير أنها لا يمكن أن تعبر بأي حال من الأحوال عن أفضل رد يمكن أن نقدمه كمسلمين، للتعبير عن نصرتنا للرسول، لأن الله سبحانه وتعالى يقول انا تنصروه فقد نصره الله، ويقول في الآية 95 من سورة الحجر إنا كفيناك المستهزئين.. وحتى الإجابة عن سؤالكم تستدعي إبراز قراءتين حول المسالة، فهناك قراءة سياسية للرد على الدعوات للمسيرة والتي أعلن عنها سياسيون أو سياسويون، يريدون كالعادة استغلال عواطف الجزائريين لإبراز ذواتهم وحضورهم في الساحة، من خلال الركوب على عواطف الشعب الجزائري، والمشكل في هذه الحالة هو التخوف من حدوث انزلاقات وتجاوزت وقد حدثت بالفعل...أما القراءة الدينية فنستلهمها من نصائح وإرشادات علماءنا وأئمتنا الذين اجمعوا على أن نصرة الرسول الأعظم صلى الله عليه وسلم تكون بتجسيد سلوكياته وصفاته الحميدة، وهنا علينا أن نشير إلى مفارقة غريبة هي ما يكتب على تلك اللافتات المرفوعة التي تعادل الرسول الحبيب مع اسم جريدة تابعة لعلمانيين، فكيف يعقل أنه لما قال هؤلاء أنا شارلي أراد بعض المسلمين جهلا الرد بالقول أنا محمد، فانا تنصرونه فقد نصره الله.... أما بخصوص حدود حرية التعبير وكذا سؤالكم حول رأينا من القانون الذي يجرم الإسلاموفوبيا، نكتفي بالرد بقول الله تعالي، ولن ترضى عنك اليهود والنصارى حتى تتبع ملتهم....وفي الأخير أرجو أن يتدارك المسلمون وخاصة الجزائريون كل هذه الأخطاء ويحرصون على إبراز صفات وخلق الرسول المصطفى في يومياتهم وذلك سيكون أحسن رد على من يسيء إلينا وإلى ديننا الحنيف ورسولنا الأعظم. من جهته قال عبد الله ناظور، صحفي بجريدة البلاد، أنا أساند المسيرة، لو كانت مؤطرة ومسموح بها لكان ذلك أحسن، وفي رأييه فإن حدود حرية التعبير لا تعني الإساءة للأديان السماوية والمعتقدات مهما كانت وأضاف أنه مع قانون يجرم الإسلاموفوبيا في فرنسا والدول الأوروبية. ولكن الأولى سن قانون يجرم الاعتداء على الأديان السماوية ككل. علي بوخلف من يومية الوطن، أكد أن الرد على هذه الصور كان يجب أن يكون بطريقة ذكية بعيدا عن العنف وخاصة الحالة الهستيرية، قال إنه رأى مظاهرا خطيرة جدا خلال مسيرة أول أمس، تشير إلى الإرهاب وبالنسبة له، فإن حدود حرية التعبير ومسؤوليتها، تقاس بمدى تعريض المقال الصحفي حياة الآخرين للخطر، ويبقى أنه يساند سن قانون يجرم الإسلاموفوبيا على غرار ما تم سنه لصالح الجالية اليهودية بفرنسا، ويجب أن يكون قانون يمنع الإساءة إلى كل الأديان وليبس فقط بفرنسا بل حتى في الجزائر. بدوره أحمد حنيش من وكالة الأنباء الجزائرية، عبر عن رفضه للمسيرة لأن الدعوة لها كانت من طرف جريدة صفراء وعليه فغن من خرجوا للشارع ساهموا في تسويد اللوحة أكثر والإساءة للإسلام كدين يدعو للسلام، مع العلم أن الرسول ليس بحاجة إلى من ينصره بقدر ما يجب أن يكون هناك أناس يؤمنون بهذه الرسالة لينفعوا بها مجتمعاتهم، ويبقى أن حدود حرية التعبير لا بد أن ترسم وفق الأخلاق والقيم وعلى الصحفي أولا أن يعطي المثل ويكون قدوة بعيدا عن كل الاعتبارات أو الإملاءات. وبالنسبة لرياض هويلي قناة كابي سي، فقد تساءل إن كانت المسيرة أحسن رد؟ ماذا لو تبقى هذه الصحيفة وغيرها تسيء يوميا للمسلمين هل نبقى في الشارع نسير يوميا؟ وعن مفهوم حرية التعبير فيرى رياض أنه محدد وواضح في الميثاق العالمي لأخلاقيات المهنة، ولهذا ما قامت به شارلي ايبدو لا يمكن تصنيفه في خانة حرية التعبير بل هو اعتداء صريح على مشاعر الناس ومعتقداتهم وهو أيضا ضد التعدد والاختلاف وعليه لابد من قوانين تمنع الاستهزاء بالأديان. نوال حمليل من جريدة المساء، أكدت أن نصرة النبي الكريم ليست بالمسيرة بل بان نتحلي بصفاته والدليل على ذلك ما حدث من أعمال شغب بالأمس وحرق وسرقة، وهو ما يؤكد ما يتداول عبر عدد من الصحف العالمية حول العنف الاسلاماوي وبالنسبة لحدود حرية التعبير، أجدد تأكيدي أن حريتي تنتهي في حدود بداية حرية الغير، لا علاقة بحرية التعبير والتوجهات الدينية .سن قانون بفرنسا هذا لا يعنينا نحن المسلمون، لأن القضية تخص سياسة داخلية لدولة غير إسلامية، لهم دينهم ولنا ديننا ولا يمكن أن نتحكم في طريقة تسييرهم .من يريد العيش في دولة مسيحية عليه أن يتحمل مسؤولياته ولا يتوقع أن تكون له نفس الحقوق مثلما هو الحال بوطنه. أما كريم كالي صحفي بقناة كابي سين فالمسيرة بالنسبة له تدل على وعي المجتمع بالمخاطر التي تتهدد عقيدة المجتمع وما حدث ليس له علاقة بحرية التعبير بل هو تطاول على مقدسات كل الأديان، وختم بالقول، نعم مع سن قانون يجرم المساس بحرمة الأديان. من جهته يرى أحمد رحيم من جريدة النهار، أن المسيرة كانت مشرفة بالنسبة له و للشعب الجزائري حقيقة وقال، لم أتوقع استجابة مماثلة للشعب الجزائري وأعتبرها مؤشر ايجابي علي تفاعل الجزائريين مع القضايا التي تهم الأمة بعد صمت طويل ورغم سعى البعض من اللصوص و الانتهازيين إلى تغيير المسيرة عن مسارها السلمي، وأضاف أنه ببساطة حريتك تنتهي عندما تبدأ حرية الآخرين ، والمساس بمعتقدات الأخرين ومحاولة تشويهها هو اعتداء عليها و ليس حرية إعلام أو صحافة، وبالنسبة لفرنسا رغم أنها لاتهمني باعتباري جزائري إلا أني اعتقد أن السلطات هناك لن تقوم بسن مثل هذه القوانين لأن الأمر ببساطة يتعلق بالمسلمين ولو كان الأمر يخص اليهود لشاهدنا حملات استنكار و لتم اعتماد القانون بسرعة البرق. فيصل حملاوي سكرتير التحرير بيومية البلاد، قال هي مبادرة محمودة، تؤكد أن الدين الإسلامي خط أحمر لا يمكن لأي كان تجاوزه، أو التطاول على مقدساته، فنبينا صلى الله عليه وسلم، من خيرة خلق الله، فكل جزائري ومسلم فداء له، فلا نستغرب هذه الهبة لنصرته بعدما تطاولت عليه مع الأسف وسائل إعلام كان من المفروض أن تنتهج مبدأ احترام الأديان، دون عقدة، وان لا تتخذ من الدين الإسلامي وسيلة لإثارة مشاعر المسلمين وتأجيجها وفق منظور عدائي وبخصوص حدود حرية التعبير عن شارلي ايبدو، فانه ينتهي عن بداية حرية الأخرين، وحريتنا كمسلمين هي احترام ديننا ومقدساتنا، نعم أنا مع سن قانون يجرم الإسلاموفوبيا في فرنسا وفي كل دول الغرب، حتى يعيش الكل في الإسلام وأن لا يكون الدين وسيلة لإعلان حروب دامية.