اعتبر تقرير صدر عن وزارة الدفاع الأمريكية أن تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام »داعش« ينتشر بشكل واضح في عدد من البلدان العربية، وذكر الجزائر ومصر وليبيا، مؤكدا أن هذا التنظيم يوسع تدريجيا من مساحة التأثير الدولي لديه. قال الجنرال فانسون ستيوارت، مدير الدفاع في وكالة الاستعلامات التابعة لوزارة الدفاع الأمريكية أن فروعا تابعة لتنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام، »داعش« ظهرت في الجزائر ومصر وليبيا وبحسب ما جاء في تقرير أعدته لجنة الدفاع في الولاياتالمتحدةالأمريكية وتناقله الموقع الاليكتروني »كل شيء عن الجزائر« عن القناة الفضائية الإخبارية الأمريكية » سي أن أن« ، فإن تنظيم أبوبكر البغدادي وعبر فروعه في الجزائر ومصر وليبيا، بدأ يحصل المزيد من القدرة على التأثير دولي متصاعد في مناطق بعضها خاضعة للسلطات الدولة وبعضها الأخر غير خاضعة..« ، ويؤكد الجنرال فانسون ستيوارت أن تنظيم »الدولة الإسلامية«، تجاوز وبشكل كبير جدا حدود سورياوالعراق، مشيرا إلى خطورة عناصر التنظيم التي تذهب أوتعود من العراق. للإشارة كان تنظيم »جند الخلافة« قد أعلن بعد إنشائه في سبتمبر 2014، قبيل قيامه بخطف ونحر السائح الفرنسي هيرفي غوردال، ولاءه لتنظيم »داعش« ليرد تنظيم البغدادي في نوفمبر من نفس العام قبول بيعة »جند الخلافة« الذي نشأ على خلفية انشقاق حوالي 15 عنصرا مسلحا عن تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي الذي يقوده أبومصعب عبد الودود، واسمه الحقيقي عبد الملك درودكال. ويطرح التقرير الذي أعدته وزارة الدفاع الأمريكية العديد من علامات الاستفهام، فإلى جانب طابعه التهويلي الذي ربما لا ينسجم مع ما هوموجود في واقع بعض الدول على غرار الجزائر، يؤكد على العلاقة المفترضة بين بعض التنظيمات الإرهابية و»داعش«، خاصة تنظيم »جند الخلافة« في الجزائر، وقد سبق لمسؤولين جزائريين، وعلى رأسهم الوزير الأول عبد المالك سلال أن نفى وبشكل قاطع أي وجود لتنظيم »داعش« في الجزائر. ويثير التقرير الأمريكي تساؤلات كثيرة، هل تعتبر واشنطن أن »جند الخلافة« لا يزال يشكل تهديدا مباشرا أوأنه قادر على أن يتوسع مستقبلا، خاصة بعد نجاح قوات الأمن الجزائرية في القضاء على أغلب عناصره فضلا عن أميره عبد الملك قوري الذي تم تحييد رفقة اثنين من مرافقيه في عملية نوعية لوحدة تابعة لمديرية الاستعلامات والأمن »الدي أر أس« بمدينة يسر شرقي بومرداس. ويرى العديد من المراقبين أن الطريقة التي تتعامل بها واشنطن مع تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام تثبت مرة أخرى الإستراتيجية الأمريكية القائمة على الاستثمار في الخطر الإرهابي لخدمة مصالحها في العالم، فتأكيد وجود »داعش« في أي منطقة من العالم يعني في تصور الأمريكيين الحق في التدخل. وكانت الولاياتالمتحدةالأمريكية قد طالبت في وقت سابق من الجزائر وتونس ومصر تسهيلات عسكرية لضرب تنظيم »داعش« في ليبيا، ونقلت وسائل الإعلام عن مصادر قولها أن الجزائر تلقت طلبين من الولاياتالمتحدة الأول تقديم تسهيلات للتحالف الدولي، ومن بين هذه التسهيلات فتح المجال الجوي والسماح بمرور طائرات حربية وبالهبوط الاضطراري للطائرات الأمريكية في قواعد جوية وإجلاء المصابين والجرحى أثناء عمليات القصف الجوي الذي يتم التخطيط لها، والطلب الأمريكي الثاني هوالتدخل العسكري المحدود لقوات جزائرية ومصرية في ليبيا تحت غطاء من الأممالمتحدة .