تُُعرض اليوم على المجلس الوطني لنقابة »كناباست« الحوصلات والقرارات النهائية التي انتهت إليها أمس المجالس النقابية الولائية بشأن إجابات وزارة التربية على المطالب المرفوعة المتفاوض بشأنها، ولاشك أنها تكون انتهت إلى قرارات واضحة من الموقف المعبّر عنه بشأن المطالب المرفوعة، ومن الاستمرار في الإضراب أو وقفه، وحتى كتابة هذه السطور، فإن القيادة الوطنية للنقابة لا تعرف بالتحديد ما انتهت إليه هذه المجالس، إلا أنها أكدت ل »صوت الأحرار« أمس أن القرار الذي تختاره قواعدها سيتبنّاه المجلس الوطني، وسيُبلغ للوصاية. أكد أمس مسعود بوديبة العضو القيادي الفاعل في نقابة »كناباست« أن الإجابات المحصل عليها في المحضر المشترك المسلّم للنقابة أول أمس قد أحيل مباشرة على كل القواعد العمالية المحلية والولائية من أجل الدراسة والتقييم برويّة وتأنّ، وقد عقدت لذلك جمعيات عامة محلية عبر المؤسسات التربوية، وأحالت ما انتهت إليه على المجالس الولائية التي خصصت لهذا الغرض دورات طارئة، ومقرر أن يستعرض ممثلوها اليوم أمام أعضاء المجلس الوطني المجتمعين في دورة طارئة بالعاصمة الحوصلات ومقترحات القرارات المحصل عليها. وحسب الأستاذ بوديبة، فإن المجلس الوطني هو الذي سيُقيّم اليوم، ويناقش من جميع الجوانب ما أثمرت عليه جهود القواعد العمالية والمجالس النقابية الولائية، وهو السيد في اتخاذ القرار الذي يراه مناسبا وفق ما تراه الأغلبية العمالية. ويبدو من خلال حديثنا أمس مع الأستاذ بوديبة أن القيادة الوطنية للنقابة ليست في وضع مُريح، وكافة القواعد العمالية أيضا، ذلك لأنهم كانوا يأملون في أن تستفيق السلطات العمومية من »غيّها«، ومن » تعمّد العمى« المتواصل لظروفها الصعبة في مثل هذه الحالات المتكررة، وأن تفوّض الوزيرة بن غبريت كي تتعامل معها بإيجابية أكثر، وتقدم لها على الأقل الحدّ الأدنى ممّا تطالب به منذ سنوات. لكن ما حدث وفق ما يرى مسعود بويبة أن وزارة التربية طالعتالقيادة الوطنية للنقابة من جديد في المحضر المشترك المُسلم لها في جلسة العمل الأخيرة بإجابات معروفة كانت مُنحت لها من قبل، ولا جديد فيها، ورغم هذا حسب ما يضيف بوديبة »كُنّا مُجبرين على إحالتها على الجمعيات العامة المحلية، والمجالس الولائية من أجل الدراسة والتقييم، ومنها إلى المجلس الوطني الذي هو اليوم في دورة طارئة من أجل استكمال مشوار الدراسة والتقييم، واتخاذ القرار المناسب بشأن إجابات الوزارة، وبشأن إقرار وقف الإضراب أو الاستمرار فيه«. وبغض النظر عن القرار الذي سينتهي المجلس الوطني إليه بوقف الإضراب أو الاستمرار فيه، فإن بوديبة يتساءل عمّا إذا كانت عودة الأساتذة وهم على هذه الحالة من النظرة الدونية والإذلال، وجملة الضغوط والإكراهات الممارسة عليهم ستكون ذات جدوى ومنفعة للتلميذ،خاصة وأن نقابة »كناباست« كانت نبّهت وحذّرت منذ البداية من تبعات وانعكاسات هذا الوضع، و»كُنّا نحن أنفسنا تمنّينا أن يتوقف الإضراب في بدايته، وأمر توقيف يعود بالأساس لإرادة ورغبة الوزارة، وكُنّا أكدنا لهم أنه كلّما طال الإضراب ستتعقّد الأمور أكثر، وللأسف وزارة التربية كانت تريد للإضراب أن يتواصل، بل وتريد تعفين الوضع بالصمت المطبق الذي لازمها، وبالجهود الكبيرة التي بذلتها من أجل كسر الإضراب وإذلال الأساتذة المضربين بالخصم من الأجور، والفصل من المنصب، وعدم السماح للنقابيّين الولائيين بدخول المؤسسات التربوية والتواصل مع الأساتذة المضربين، وغيرها«. وما يمكن التذكير به أن وزيرة التربية الوطنية نورية بن غبريت كانت عبّرت بوضوح تام عقب انتهاء الجلسة الثنائية عن تفاؤلها بإقدام المجلس الوطني للنقابة عن وقف الإضراب، وعودة الأساتذة إلى أقسامهم بالمؤسسات التربوية، وتعهدت شفاهة بالاستمرار في الحوار والتفاوض مع النقابات حول المطالب الأخرى، وهي اليوم لا محالة في انتظار القرار »بفارغ صبر«.