سعت وزيرة التربية الوطنية السيدة نورية بن غبريت في المدة الأخيرة إلى تركيز جهودها على تحقيق التهدئة المطلوبة والاستقرار الكامل لضمان السير الطبيعي والعادي للقطاع، ومن أجل ذلك اجتمعت الأسبوع الماضي بنقابات القطاع، وتعهدت بمواصلة الحوار معها، وحتّى وإن كانت أظهرت للنقابات استعدادا كبيرا في المضي قدما في تحقيق المطالب المرفوعة، إلا أن النقابات لم تستوعب جدية هذا الاستعداد، وشككت فيه، واعتبرته تماطلا وربحا للوقت، وهو الأمر الذي سيكون محل نقاش ودراسة في أشغال المجلس الوطني لنقابة »كناباست« المقرر عقده قريبا. مهّدت وزيرة التربية الوطنية السيدة نورية بن غبريت للعودة من عطلة الشتاء بلقاءات مع نقابات القطاع بحثا عن التهدئة المطلوبة لضمان الاستقرار الكامل للقطاع، وتحاشي الإضرابات، ولاسيما منها الإضرابات ذات المدد الزمنية الطويلة، على غرار ما حصل مع نقابتي »كناباست« و »كلا« سنة 2003، وموظفي المصالح الاقتصادية )إينباف( في المدة الأخيرة. وعن مسعى الوزيرة في هذا الاتجاه، أوضح أمس مسعود بوديبة عضو المكتب الوطني أن الوزيرة أكدت لهم من لقائها هذا بهم هو من أجل تهدئة الأوضاع ، ودراسة المطالب معا، والتعاون على حلها، لكنه أنه يرى أن هذا المسعى الذي أظهرته الوزيرة هو في إطار الترويج للعقد التربوي الذي تنوي إحداثه معنا لتجنب الاحتجاجات، وهي في ذات الوقت تسعى لإقرار طريقة جديدة في تسيير أموال الخدمات الاجتماعية، عن طريق استبيان تعتزم تسليمه وتوزيعه على الأساتذة وعمال القطاع مع بداية هذا الثلاثي الثاني. وحتى اليوم نقابة »كناباست« مازالت عند موقفها الأول، الذي طالبت فيه بتنصيب اللجنة الحكومية المكلفة بجرد أموال الخدمات الاجتماعية وممتلكاتها للفترة السابقة. وترى نقابة »كناباست« وفق ما يوضح بوديبة أن عقد التهدئة بالقطاع لن يتحقق على أرض الواقع ما لم تنجز وزارة التربية التعهدات والالتزامات الموقع عليها في المحاضر المشتركة مع النقابات، كما أنها ترى أيضا أن الوزارة حتى الآن تركز على الحلول الفرعية مع إبقائها على المشاكل القائمة، وتُروج إلى أنها استجابت ل 95 بالمائة من المطالب المرفوعة، وهذه مغالطة كبيرة لأن الوزارة لم تستجب في تقديرنا سوى لنسبة 5 بالمائة من الم طالب، كما أنها استغلت التعليمة التطبيقية 004 المتعلقة بالإدماج ، وقد اعتبرتها دليلا على استجابتها للمطالب المرفوعة، ونحن نقول لها إن هذه التعليمة هي تعليمة مشتركة صدرت لأجل توضيح كيفية تطبيق بعض المكتسبات السابقة بكيفية موحدة على المستوى الوطني، أما المطالب الأخرى في أرضية المطالب فلم تتمّ الاستجابة إليها حتى الآن، وبعض الإجابات عنها لا تتوافق معها. وفي مثل هذا الوضع يواصل بوديبة قائلا نحن نرى أن الوزارة لم تغير من أرضية المطالب المرفوعة، وهذا دليل على غياب إرادة حقيقية لحلّها. ومن أجل كل ما سبق قررت نقابة »كناباست« عقد مجلسها الوطني خلال الأيام القليلة القادمة من أجل تقييم أرضية المطالب والوضع الحالي، وطريقة تعامل الوزارة مع النقابة، وسيخرج المجلس من هذه الدورة بقرارات مناسبة من أجل افتكاك المطالب. وفي ما يخص التنسيق مع النقابات الأخرى، أوضح بوديبة أنه يوجد عمل تنسيقي لنا مع نقابات القطاع، ونحن حتى الآن في مرحلة دراسة هذا العمل للقيام بخطوات مشتركة، وفي حال التوصل إلى أرضية مشتركة فلن نتأخر في ذلك. وفي الوقت الذي أكد فيه بوديبة إصرار نقابة »كناباست« على السعي الدؤوب من أجل تحقيق المطالب المرفوعة، أوضح أن وزيرة التربية تعتزم تقييم مرحلة التعليم الثانوي مع بداية الثلاثي الجاري، وهو التقييم الذي تراهن عليه بن غبريت في إنجاز جانب مهم من الإصلاح التربوي الذي تراه ضروريا للقطاع.