ينطلق على الساعة العاشرة من صباح غد أساتذة التعليم بأطواره الثلاثة في تنظيم اعتصامات ولائية متزامنة أمام مقرات مديريات للتربية عبر الوطن، لممارسة مزيد من الضغط على وزارة التربية، من أجل تحقيق المطالب المرفوعة، في الوقت الذي يتواصل فيه الإضراب، بالتوازي مع مشاورات حول تحديد تاريخ ومكان تنظيم الاعتصام الوطني المقرر. وعشية هذه الاعتصامات الولائية ناشدت نقابة »كناباست« من جديد رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، ووزيره الأول عبد المالك سلال التدخل وتمكين الأساتذة من تحقيق مطالبهم، وتجنيب المدرسة مزيدا من اللا إستقرار«. يتواصل إضراب أساتذة التعليم في الأطوار الثلاثة لليوم الثامن والعشرين على التوالي، دون أن يلوح في الأفق بصيص أمل حتى الآن في استجماع الشروط القادرة على وقفه، ذلك لأن المفاوضات الجارية بين وزارة التربية ونقابة »كناباست« قد بلغت منتهاها، وهي اليوم في طريق مسدود، ولا مخرج من هذه الوضعية إلا بتدخل رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، أو الوزير الأول عبد المالك سلال ، وإلا فإن هذا الوضع مرشح للذهاب نحو التعفين، وستزداد العلاقة سوءا بين الوزيرة بن غبريت التي لم تعد ترى أمامها سوى الإجراءات العقابية في فض هذه الأزمة، و»كناباست« التي لا ترى أمامها سوى الاستمرار في الإضراب والتصعيد أكثر. وهذا هو النداء الذي تتوجه به نقابة »كناباست« إلى رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة ووزيره الأول عبد المالك سلال، من أجل تدخل فوري لإنقاذ الموقف، وإنصاف الأساتذة في تحقيق مطالبهم المهنية والاجتماعية المشروعة. وحتى الآن، فإن التيار بالمعنى الإيجابي لا يمرّ بين وزارة التربية، التي ترى في أنه ليس لها ما تعطيه، وقد استجابت لكل المطالب، في الوقت الذي ترى فيه نقابة »كناباست« أن لا مطلب تحقق لها مع الوزيرة بن غبريت، وأنها لم تحمل مطالبهم محمل الجدّ، بل وأنها استهترت بها، وجمّدت مع جهات رسمية أخرى كل ما هو متضمّن في المحاضر المشتركة الموقع عليها، الأمر الذي ضاعف من أجواء التذمر والاستياء وسط أساتذة التعليم بأطواره الثلاثة، المُعبّر عنها في آخر بيان للمجلس الوطني للنقابة، وقد ترسخت لدى جميع الأساتذة والنقابيين قناعة أن وزارة التربية الوطنية، ومن معها من الهيئات الرسمية المعنية الأخرى وحتى هذه اللحظة، تتعامل مع مطالبهم »باستخفاف وازدراء«، وأن الوزيرة بن غبريت »مازالت مستمرة في انتهاج الخط المبني على الإخلال بالتعهدات والإلتزامات، وعدم السعي الجاد لإيجاد الحلول للمطالب وتنفيذ التعهدات«، وقد أصدر الأساتذة حكمهم النهائي في هذا الموقف، وقالوا في مجلسهم الوطني: » إن الإجابات التي دونتها وزارة التربية في المحضر الأخير لم ترق إلى تطلعات الأساتذة، ولم تكن في مستوى تضحياتهم«. وما يسترعي الانتباه أكثر، ويؤكد الحاجة الملحة لتدخل رئيس الجمهورية أو وزيره الأول في فض الإشكالات الحاصلة بين الوزارة والأساتذة المضربين أن لا جديد لدى الوزارة حتى الآن، وهو ما أكده أمس ل »صوت الأحرار« مسعود بوديبة عضو المكتب الوطني، المكلف بالإعلام والاتصال في »كناباست«، حين قال: »لا جديد لنا مع الوزارة، وأنها لم تجر أي اتصال بنا منذ الجلسة الأخيرة الفاشلة في تلبية المطالب، ووقف الإضراب«. وعبّر بوديبة عن استيائه من عملية الخصم من أجور الأساتذة المضربين، التي قال: »إن الوزارة تمارسها عبر مديرياتها الولائية بشكل انفرادي تعسفي، وغير قانوني، ولاسيما منها تلك الاقتطاعات التي قامت بها والنقابة في حالة حوار مع الوزارة«، والأسوأ من هذا وفق ما يضيف بوديبة أن »وزارة التربية كانت وجهت تعليمة إلى مديريات التربية تأمرها فيها للقيام بعملية الخصم حتى من المردودية«، وهذا معناه وفق ما يواصل بوديبة أن »الوزارة لم تجتهد في حلّ المشاكل، وإنما اجتهدت في إجراءات التهديد والوعيد، وهي كلها إجراءات تعسفية ظالمة، نتيجتها تأزيم أكثر وتعفينه، ولا علاقة لها أصلا باستقرار القطاع، أو مصلحة التلميذ وفق ما تدّعي الوزيرة بن غبريت«. وفيما يتعلق ب »العتبة« من عدمها هذه السنة، قال بوديبة: » العتبة فرضت نفسها من خلال انقطاع الدراسة في غرداية وعين صالح، والظروف المناخية، وليس الإضراب هو الذي فرضها، بل هو يوسّع الأمر فقط«.