بحضور الوزير الأول عبد المالك سلال ونخبة من وزراء الحكومة تم أمس بقاعة إبن خلدون العرض الشرفي الأول للفيلم التاريخي « العقيد لطفي « الذي أخرجه أحمد راشدي وساهم في كتابة السيناريو أيضا إلى جانب الكاتب الصحفي الصادق بخوش وقام ببطولة الفيلم الممثل الشاب يوسف سحيري، الفيلم الذي أنتجه وزارة المجاهدين ممثلة في المركز الوطني للدراسات والبحث في الحركة الوطنية وثورة 1 نوفمبر 1954. هذا العمل الفني يندرج في إطار المشاريع السينمائية التي برمجتها وزارة المجاهدين للاحتفال بالذكرى ال50 للاستقلال، و60ذكرى ال60 للثورة التحريرية بهدف المساهمة في تسليط الضوء على المسار النضالي لرجالات الثورة التحريرية بعدسات الفن السابع. الفيلم الذي أوكلت إنتاجه التنفيذي للشركتين الجزائريتين "أرفيلم تيليسينكس" و«بي أم أ برود كوم« يدوم 2 ساعتين و50 دقيقة وهو ما أثار الكثير من الأسئلة ، يعرض بعد سنوات من الإعلان عن المشروع السينمائي حيث انطلاق التصوير في جانفي 2013 بحديقة التسلية ببن عكنون أين تم تصوير المشاهد الأولى « وأستطاع الممثل الرئيسي لبس الدور بهدوء كما أظهر الفليم جوانب إنسنية راقية من حياة الشهيد خاصة في مطالبته أعضاء المجلس الوطني الثورة في طرابلس ضرورة إشراك المرأة كعنصر فعال في الثورة داخل هياكل الثورة وقياداتها كما أبرز الجانب العائلي للشهيد وعلاقته بزوجته المجاهدة وابنته وشكلت نهاية الفيلم التي تظهر سقوط الشهيد على يد مضليي السلاح الجوي الفرنسي بجبل بشار ، بعد وشاية مجهولة وهو يقبل تراب الجزائر وذلك حقيقة كما أشار إليها المخرج من فاه الضابط الذي شاهد واقعة إستشهاده وهو ما أثر على الجميع ،الفيلم رغم مدته الطويلة هو بمثابة ملحمة تاريخية جسدت مراحل نضال الشهيد العقيد لطفي وهو من مثقفي الثورة الكبار الذين جاهروا بموقفهم بخصوص أولوية الداخل على الخارج والعسكري على السياسي وهو ما خلق حوله خصوما و يسرد العمل السينمائي الذي شارك فيه نخبة من الوجوه الفنية الشابة ضمنها من مصطفى لعريبي، كمال رويني في دور عبد الحفيظ بوصوف، احمد رزاق في دور العقيد فراج، مناد مبارك في دور عبد الرزاق، وحسان كشاش في دور عباس فرحات والممثل عبد الحليم زريبيع في دور طانطانو. وتواصل التصوير في العديد من المناطق الداخلية الجزائرية التي كافح وناضل فيها العقيد لطفي، وتم تصوير المحطة الأولى ل«سي ابراهيم« الاسم الثوري لبن علي بودغن في بداياته، المعروف بالعقيد لطفي ثم إنتقل طاقم التصوير إلى تاغيت، بشار، وسبدو، الأغواط وآفلو حيث سقط الشهيد لطفي في ميدان الشرف ويتناول الفيلم مسار الشهيد العقيد لطفي وإسمه الحقيقي بن علي بودغن والذي ولد في 5 ماي 1934 يتلمسان وإستشهد خلال معركة غير متكافئة استعملت فيها القوات الاستعمارية الفرنسية الطيران الحربي والأسلحة الثقيلة يوم 27 مارس 1960 بجبل بشار وقد إلتحق العقيد لطفي بصفوف جيش التحرير الوطني في أكتوبر 1955 بمنطقة الخامسة كأمين سر خاص للشهيد سي جابر قبل أن يشرف على الفروع السرية لجبهة التحرير الوطني بتلمسان وسبدو وقد أطلق عليه إسم «سي إبراهيم« حيث قام بفضل حنكته وقدراته في التنظيم بهيكلة العمل الفدائي بالولاية الخامسة التاريخية. وتم تعيينه في جانفي 1957 مسؤول المنطقة الثامنة للولاية الخامسة التاريخية برتبة نقيب ثم قائد لمنطقة آفلو تحت إسم لطفي قبل ترقيته سنة 1958 إلى رتبة عقيد وعين على رأس الولاية الخامسة التاريخية حيث بذل جهود كبيرة على المستوى العسكري والتنظيمي بغية إضعاف قدرات الجيش الفرنسي ، كما يسرد الفيلم لقاء بطل الفيلم برجال آخرين من الذين تعاقبوا على ولاية تلمسان والمناطق المحيطة بها على رأسهم العقيد عبد الحفيظ بوصوف، وكذا العقيد «سي سنوسي«، «سي عبد الغني«، «سي جعفر«، «سي بوزيدي«وغيرهم . لتذكير استغرق إخراج الفيلم حوالي 22 أسبوعا بما في ذلك التصوير والتركيب ومرحلة ما بعد الإنتاج حيث تم تحميض النسخة بتونس كما تم قبل مدة عرض فيلم المناضل « كريم بلقاسم « للمخرج أحمد راشدي.