أجمع عدد من مريدي الطريقة التجانية من السنغالوغامبيا والمتواجدون في زيارة بعين ماضي بولاية الأغواط على أن هذه الطريقة الصوفية قادرة على توطيد العلاقات بين جميع الشعوب الإفريقية. وذكر إبراهيما فال من السنغال على هامش هذه الزيارة أن التجانية وعلاوة على دورها في تقوية العلاقات الروحية تمتلك سندا قويا يؤهلها لتجسيد التعاون الإفريقي في المجالات الإقتصادية والسياسية. وتستمد التجانية قوتها هذه من انتشارها الواسع في العالم ككل وفي عموم إفريقيا على وجه التحديد من بينهم ما يزيد عن 70 في المائة من المسلمين بالسنغال يتبعون الطريقة التجانية، كما أضاف ذات المتحدث. ومن جهته يرى عثمان محمد جا من غامبيا بأن الجزائر وبالنظر إلى المكانة الهامة التي تتمتع بها في إفريقيا تمتلك من العوامل الروحية ممثلة في الطريقة التجانية ما يؤهلها لاستغلال هذا العامل في تدعيم التكامل الاقتصادي وحل النزاعات المختلفة. ويرجع تهافت المريدين من الدول الإفريقية على زيارة عين ماضي إلى التمسك بالورد التجاني والرغبة في الوقوف على آثار الشيخ مؤسس الطريقة مما يساهم ذلك في تسهيل التبادل حتى في الجوانب الثقافية والاجتماعية يضيف ذات المتحدث. وأشار عثمان محمد جا إلى أن الروابط بين المريدين والأتباع في إفريقيا مبنية على الأخوة والمحبة للطريقة ولشيخها ولأحفاده والتي لا ينكر أحد منبعها الجزائري الخالص كحقيقة تاريخية ثابتة. ومن جهته أوضح ممثل الأسرة التجانية في السنغال وإفريقيا ورئيس الوفد عبد المطلب التجاني أن التقليد السنوي لتنظيم هذه الزيارات يوفر فرصا كثيرة لتطوير السياحة الروحية وتكريس شتى التعاملات بما فيها التجارية. كما تأتي لرص صفوف الأخوة بين المريدين في الدول الإفريقية والتعريف بمنطقة عين ماضي لما لها من أهمية في تاريخ الطريقة التجانية فهي مسقط رأس الشيخ سيدي أحمد التجاني وموطن تنشئته.
ويتواجد منذ أمس الجمعة ما لا يقل عن 295 مريدا من أتباع الطريقة التجانية بدولتي السنغالوغامبيا في زيارة بعين ماضي )70 كلم عن عاصمة الولاية الأغواط( مقر الخلافة العامة للطريقة التجانية. وأقام الوفد الزائر الأذكار بمسجد سيدي محمد الحبيب ليطلع اليوم على المزارات والأضرحة على غرار القصر القديم وقصر كوردان والمكان الذي ولد فيه مؤسس الطريقة وكذا أداء لاحقا زيارة مجاملة للخليفة العام للطريقة التجانية. يذكر أن الطريقة التجانية تأسست في بوسمغون بالبيض سنة 1782 على يد سيدي أحمد التجاني )1737 م - 1815 م( ولها أتباع ومريدون بالملايين عبر كافة أنحاء العالم.