يحدث الكثير حينما تتزاوج الألوان الجميلة بالريشة الفاتنة التي تغازل في لحظة صاحبها وتسيطر عليه بقوة دون توقف ليأخذ على عاتقه مسؤولية أن يرسم كل ما هو موجود بمخيلته ليؤكد أنه فنان يعشق الحياة والجمال ويبحر بجد، ليترك بصماته حاضرة مثلما فعل قامة الفنانين الذين تفتخر بهم الجزائر فالفنان التشكيلي الشباب فاروق بن عبد الرحمن أثبث حضوره الجميل في أكبر المعارض على المستوى المحلي والوطني والعالمي. ما هو شعورك كفنان ذُكر إسمه ضمن الموسوعة العالمية للفنانين التشكيليين، كما يتواجد في ثلاث طبعات من قاموس يجمع الفنانين في هذا المجال؟. يوجد ثلاثة موسوعات محلية للأكاديمي لعبروس منصور وهي عبارة عن موسوعات أو معاجم من بينها»معجم بيوغرافيا للفنانين الجزائريين 1917-1999« الصادر عن »دار القصبة« للنشر سنة 2002، ومعجم آخر 1870- 1910 وكذا 1925- 2010.وهي عبارة عن سيرة ذاتية لمن رسموا طريقهم للفن، وحضيت بسيرتي الفنية ضمن الموسوعة مع عمالقة الفن ببلادنا. أما بخصوص الموسوعة فقد كانت هيئة أوربية تتابع المسيرة الفنية الخاصة بي وما قدمته من معارض والتي تصل إلى 20 معرضا دوليا، وحضيت بتواجد إسمى فيها كأول عربي يدخل الموسوعة العالمية للفنانين التشكيليين.أما في سؤالك عن شعوري فبالنسبة إليّ حافز وهو إضافة لمشواري حيث أعمل على أن أقدم الأفضل والأجمل وخبرتى في المجال تصل إلى 20 سنة ليست محصورة فقط على المستوى المحلي وإنما العالمي أيضا وبطبيعة الحال أي فنان سيكون مسرورا بوجود لوحاته في أكبر العواصم وهذا فخر وإعتزاز وشرف كوني جزائري وافتخر بلوحاتي التي أحرص دوما على تقديمها بلمستى الخاصة . كيف يعانق بن عبد الرحمن فاروق الفن الانطباعي والتجريدي؟ هما حركتين الحركة الانطباعية والتجريدية، الفنان في البداية جين يكون عاشقا للفن يبحث عن طابعه الشخصي واللمسة الخاصة به ليستقر عليها والجزائر لها قامة كبيرة من المستوى الرفيع تركت بصماتها على ما قدمته على غرار محمد راسم، علي خوجة، اسياخم، وغيرهم، فأعمالهم تبقى متميزة، فأنا شخصيا وجدت راحتى في الحركة الانطباعية أجد فيها الألوان الزيتية والتجريد الأقرب للجمهور. تستعين بتقنية التجاوز اللوني والأبعاد الخمسة كيف ذلك؟ هي تقنية تعطي بعدا للوحة من حيث التقنية هذه التقنية قديمة دخلت عليها أمور معاصرة حيث أصبحت تعطي عمق للوحة كهندام إن صحّ التعبير، صورة زيتية مركبة كل فرد بإمكانه فهم اللوحة واستيعابها بهذه التقنية والتي نجدها في الحركة التجريدية وهي فن يعتمد في الأداء على أشكال و نماذج مجردة تنأى عن مشابهة المشخصات و المرئيات في صورتها الطبيعية و الواقعية ويتميز بمقدرة و بقدرة الفنان على رسم الشكل الذي يتخيله سواء من الواقع أو الخيال في شكل جديد تماما قد يتشابه أو لا يتشابه مع الشكل الأصلي للرسم النهائي مع البعد عن الأشكال الهندسية ومن رواد هذا الفن التجريدي الفنان العالمي بيكاسو. وتظهر اللوحة التجريدية أشبه ما تكون بقصاصات الورق المتراكمة أو بقطاعات من الصخور أو أشكال السحب، أي مجرد قطع إيقاعية مترابطة ليست لها دلائل بصرية مباشرة، وإن كانت تحمل في طياتها شيئاً من خلاصة التجربة التشكيلية التي مر بها الفنان. وعموماً فإن المذهب التجريدي في الرسم، يسعى إلى البحث عن جوهر الأشياء والتعبير عنها في أشكال موجزة تحمل في داخلها الخبرات الفنية، التي أثارت وجدان الفنان التجريدي، و التجريد يعني التخلص من كل آثار الواقع والارتباط به، فالشكل الواحد قد يوحي بمعان متعددة. ولا تهتم المدرسة التجريدية بالأشكال الساكنة فقط، ولكن أيضاً بالأشكال المتحركة خاصة ما تحدثه بتأثير الضوء، كما في ظلال أوراق الأشجار التي يبعثه ضوء الشمس الموجه عليها، حيث تظهر الظلال كمساحات متكررة تحصر فراغات ضوئية فاتحة، ولا تبدو الأوراق بشكلها الطبيعي عندما تكون ظلالاً، بل يشكل تجريدي. نعيب على الساحة افتقارها للنقد الفني برأيك لماذا؟ ربما لأن هذه التجربة ليست جديدة على المستوى المحلي ولنا بصمات راسخة بهذا الخصوص عبر التاريخ وتاريخ حافل لفنانين تشكليين ولكن هذا الميدان لم يلقى اهتمام من طرف السلطات لابد من توسيع الفضاءات المتعلقة بالفن بشكل عام والفن التشكيلي بوجه الخصوص حيث من اللازم أن نقدم ونثري الساحة عن طريق توفير الورشات والمعارض لخلق احتكاك بين الفنانين ببعضهم البعض وكذا تكثيفها ولابد من وجود الإعلام بجميع وسائله سمعية بصرية ومكتوبة والذي حسب رأي يلعب دورا هاما وكبيرا في بلورة هذا الجانب، لأن النقد الفني غني جدا ومتشعب، فللأسف على المستوى الوطني نعمل على الفكرة العصرية المواكبة للموضة واللمسة الغربية ليكون لها اعترف، فنأسف من التخصيص لجهة معينة حيث وعلى سبيل المثال في المدرسة العليا للفنون الجميلة بالجزائر العاصمة يدّرسون فن التجريد وهذا برأيي تسميم من طرف المدارس التشكيلية والتي تتسبب في محو الجودة في هذا المجال ببلادنا، فلا بد من إعادة النظر للواقعية ولإعادة الاعتبار للطابع التقليدي الأصالة لأنها أهم، الرموز تعبيرٌ عن الأصالة وهوية الفنان حتى وإن كانت لوحته في أكبر العواصم العالمية سيكتشف الجمهور هذا الانتماء وهذا إضافة لنا كجزائريين لتقديمها للعالم الخارجي بطريقة فنية جميلة.فالحركة التجريدية تعالج عدة قضايا وهناك من ذاع صيتهم في هذا المجال على غرار ما قدمه الفنان علي خوجة فكانت قضاياه سياسية عٌولجت وقدم ما أراد تقديمه، فمن الضروري على الجيل القديم الاحتكاك بالجيل الصاعد. لماذا ليس العكس في هذه النقطة بالذات أن يذهب الجيل الجديد لمن سبقوهم في الإبداع؟ للاسف آنستى، فهناك خلط في المفاهيم حيث الجيل القديم يعيش لنفسه فقط لا يقدم يد العون أو التوجيه للفنانين الجدد فلهم »عُقد بداخلهم« في هذا، حتى وإن راح الفنان التشكيلي الهاوي يطرق الأبواب سيجدها مغلقة في عدة حالات.فمثلا هناك من لهم تجربة في المجال كبيرة جدا مخضرمين حتى النخاع وبإمكانهم مساعدة الغير ولكنهم يبخلون في ذلك. هل يمكن أن تكون هناك مدرسة موحدة ببلادنا في هذا المجال؟ يمكن ذلك، هناك نخبة كبيرة جدا أعمالها مقبولة ومتميزة على المستوى الوطني وطبعا أعمال الكثيرين موحدة تأخذ طابع جزائري محض، لأن اللمسة الجزائرية ضرورية ولابد من مدرسة تحافظ عليها ولتقدم الأصالة الجزائرية على أكمل وجه، للأسف هناك فئة معينة من الفنانين لديهم لمساتهم الغربية المتأثرين بها. فحسب رأي ليس هناك مانع في أن تكون المعاصرة ولكن التي تحافظ على القديم مع استحداث أمور جديدة فالفن التشكيلي متشعب ومعمق فهناك من الفنانين من قدم حركة مستقبلية، لابد بهذا الخصوص من تحمل المسؤولية في ذلك وإشراك جميع الهيئات على غرار وسائل الإعلام من خلال تكثيف الدورات كما سبق الذكر وحملات تحسيسية للتعريف بالفن التشكيلي ولا بد من التشبع بالتراث الفني الجزائري. كيف تقيم واقع الفن ببلادنا؟ لا خوف على الفن التشكيلي ببلادنا فهو معروف وأوجد مكانته على المستوى العالمي لنا أعمدة وحركات ومدارس، ففي أبجديات الحروف التشكيلية كانت غربية وهذا ننكره ولكن لنا تاريخ زاخر للفنون التشكيلية دفع بالنظرية الغربية فهناك من تبع المدرسة الاستشراقية والغربية وهناك من جسد الواقع الجزائري بجمالية خاصة ولمسة فريدة من نوعها . ماهي رسالتك كفنان؟ الفنان إنساني بطبيعته، فعليه أن يقدم رسالة هادفة فهو سفير بلاده وسفير نفسه وحقبته الزمنية، ولابد أن يكون أمام القضايا العادلة. مشاريعك خلال شهر رمضان وما بعده؟ أولا أتمنى رمضان مبارك للشعب الجزائري وللأمة العربية الإسلامية، أتمنى أن يسود السلم والأمان والطمأنينة بالدول العربية. أمّا في تعلق بالمشاريع هناك 3 معارض ألتقي مع جمهوري وعشاق الجمال، بداية من 15 رمضان بفندق »الشيراطون«، و معرض آخر بسفارة أمريكابالجزائر في 15 جويلية، والثالث معرض بالمركب الثقافي عبد الوهاب سليم شنوة بتيبازة برعاية الديوان الوطني للثقافة والإعلام.