توعد رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، بالانتقام من بقايا الإرهاب واجتثاث عروقهم، قائلا إن أفراد الجيش الوطني الشعبي واقفون لهم بالمرصاد وأن الجزائر أعتى من أن ترعبها جريمة الإرهاب، وأضاف أن هذه الجماعات الإجرامية واهية لا محالة وفي خسران مبين. بعث رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، القائد الأعلى للقوات المسلحة، وزير الدفاع الوطني، برسالة تعزية إلى عائلات العسكريين، شهداء الاعتداء الإرهابي الذي وقع يوم 17 جويلية الماضي بولاية عين الدفلى، مؤكدا وقوفه الثابت والدائم إلى جانبهم في هذه المحنة، ووصف سقوط هؤلاء الجنود بخطب جلل حز في نفس كل جزائري غيور على دينه ووطنه، في يوم عيد الرحمة والصفح والتسامح. وأكد رئيس الجمهورية في أول رد على الجماعات الإرهابية الجديدة التي لم يسمها الرئيس قائلا » وإذا ظنت بقايا عصابات الجريمة المنضوية تحت تسميات مشبوهة بأنها بالغة مرامها في النيل من شعبنا ووطننا فإنها واهية لا محالة وفي خسران مبين«، كما أكد الرئيس بأن أفراد جيشنا الباسل سليل جيش التحرير وقوات أمننا الميامين وكلهم من أبناء المجاهدين والشهداء والوطنيين المخلصين هم واقفون لهم بالمرصاد وسيجتثون عروقهم النخرة من أرض تأبى أن يحيا فوقها المجرمون والخونة الآثمون«، قائلا إن الجزائر أعتى من أن ترعبها جريمة الإرهاب. وفيما يلي النص الكامل لرسالة التعزية: بسم الله الرحمن الرحيم السيدات والسادة أعضاء أسر أفراد الجيش الوطني الشعبي ضحايا الاعتداء الإرهابي بولاية عين الدفلى يوم الجمعة 17 يوليو 2015 إنه لخطب جلل حزّ في نفس كل جزائري غيور على دينه ووطنه في يوم عيد الرحمة والصفح والتسامح، عيد الفطر المبارك، ذلك العمل الجبان البشع، إذ سوّلت لعصابات الإجرام والجبن من فلول الإرهاب نفوسهم، بأن يغدروا غيلة بثلة من جنودنا البررة والأبطال وهم يؤدون واجبا وطنيا مقدسا، لحماية الأرواح والحرمات والأرزاق، وما نازلوهم في ساحة الوغى لأنهم يخشونهم ويتهيبون، وذلك دأبهم منذ أن طفت آفة الإرهاب على الساحة الوطنية والعالمية. فخرجت هذه الشرذمة الضالة عن روح الدين السمح وفضائله، ومرقت عن إجماع الأمة، وطفقت تفسد في الأرض، والله والناس يعلمون أنهم هم المفسدون، ولكن يمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين. ولئن فرح الجناة بجريمتهم هذه يوم العيد، فإن الجنود الأشاوس الذين سقوا بدمائهم الزكية أرض الجزائر الطاهرة، قد فازوا بإذنه تعالى بالحسنيين، إذ قضوا على طريق الشهادة وهم بها يفرحون لما وعدهم به الرحمن من خلود ونعيم ومن فوز عظيم، ولما حباهم به شعبهم داخل الوطن وخارجه من تشريف وتعظيم ومواساة. وإذا ظنت بقايا عصابات الجريمة المنضوية تحت تسميات مشبوهة، بأنها بالغة مرامها في النيل من شعبنا ووطننا، فإنها واهمة لا محالة وفي خسران مبين، وستمنى بفشل ذريع، لأن أفراد جيشنا الباسل سليل جيش التحرير وقوات أمننا الميامين وكلهم من أبناء المجاهدين والشهداء والوطنيين المخلصين هم واقفون لهم بالمرصاد، وسيجتثون عروقهم النخرة من أرض تأبى أن يحيا فوقها المجرمون والخونة الآثمون. إن الجزائر أعتى من أن ترعبها جريمة الإرهاب لو كانوا يعلمون. إن من قهر دهاقنة حروب استعمار وآلتهم الجهنمية لكفيل بإذن المولى أن يطمر الجبناء في جحورهم. لقد مدّ الشعب يده إلى كل الضالين والمضللين بالوئام والمصالحة، فأذعنت الأغلبية لصوت الحق، وتمادت الأقلية في غيّها، وإنّا لهم لمرابطون بعزيمة لا تقهر، وتصميم لا يلين حتى تطهّر ربوع الجزائر كلها من أدرانهم. إنه ليحق لأسر الشهداء ومن ورائهم كل الشعب الجزائري أن يفخروا بشرف استشهاد أبنائهم وذويهم، وأن تتآلف القلوب جميعا حول رسالة واحدة ومبدأ واحد هي خدمة وحماية الجزائر العزيزة المكرمة والمهيبة الجانب. فبقلب خاشع للمولى عامر بالإيمان أتوجه إلى جميع أفراد أسر الضحايا شهداء العيد والوطن، وإلى ذويهم وأقاربهم الكرام، ورفاقهم في السلاح، بتعازي القلبية الحارة، وأؤكد لهم وقوفي الثابت والدائم إلى جانبهم في هذه المحنة، وأتضرع إلى الله أن يهبهم صبرا جميلا، ويعوضهم في مصابهم خيرا كثيرا، ويوفيهم على صبرهم أجرا عظيما، إنه سميع مجيب، وبعباده رؤوف رحيم. »ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون« عبد العزيز بوتفليقة