ودعت الجزائر قبل أيام ضحايا سقوط الطائرة العسكرية، شهداء الواجب الوطني، الذين وهبوا حياتهم لخدمة الوطن، تحت راية جيشنا الوطني الشعبي، جدار الأمة وحصنها المنيع. لقد شعر كل مواطن ومواطنة بالحزن العميق، تضامنا مع عائلات هؤلاء الضباط والجنود وتقديرا وعرفانا للجيش الوطني الشعبي، الذي يوطد كل يوم مكانته السامية في قلوب الجزائريين. هذا الشعور، يتجاوز لحظة العاطفة ورد الفعل على الحادث الأليم إلى موقف وطني، يمليه واجب الاعتراف لجيشنا الوطني الشعبي، الذي ما فتئ يقدم الشواهد البليغة على وفائه بالعهد والتزامه بقدسية المحافظة على سيادة الجزائر واستقلالها الوطني ووحدتها الشعبية والترابية. لم يكن تعاطف هذا المواطن أو ذاك تعبيرا عن لحظة تأثر عابرة، يفرضها الإحساس بالحزن على رحيل إثنى عشر شهيدا من أبناء قواتنا المسلحة، وهم يؤدون مهمتهم الوطنية، صونا للحدود ودرءا للأخطار المحدقة بأمن الجزائر، بل هو ترجمة صادقة، لما يكنه كل مواطن ومواطنة من تقدير خاص للجيش الوطني الشعبي، الذي يتصدى أبناؤه ببسالة للجماعات الإرهابية الإجرامية، وبفضل تضحيات خيرة كفاءاته وإطاراته وجنوده، استعادت بلادنا السلم والأمان والاستقرار والطمأنينة. لقد مست تلك المحنة العصيبة كل العائلات الجزائرية، بحيث كانت على قلب واحد، حزنا وألما، إيمانا واقتناعا بأن الذين استشهدوا هم أبناؤنا وفلذات أكبادنا، أسود الحدود، حراس الوطن وحماته والمدافعين عن أمنه وأمانه. إن الهبة التي عبر من خلالها المواطنون، بجميع فئاتهم وعبر كافة جهات البلاد، عن تآزرهم وتعاطفهم مع عائلات الشهداء هي، علامة واضحة وناصعة عن المكانة المرموقة التي يحتلها الجيش الوطني الشعبي في قلوب الجزائريين، حيث يحظى أفراده باحترامهم وتقديرهم، مما يؤكد بأن جيشنا- وهو القوي بوطنيته وعقيدته وكفاءته- يتوفر على دعم الشعب كله.. جمال، محمد، توفيق، مهدي، علان، بشير، كمال، بغدادي، صالح، زهير، مهدي ورضوان، هم أبناء الجزائر كلها، والحزن على رحيلهم رسالة وفاء لجيشنا الوطني، كما أنها تحمل آيات العرفان لكل ضابط ولكل جندي، لكل هؤلاء الذين يقدمون التضحيات الجليلة وقرابين الدم الطاهر في سبيل الوطن المفدى. إن مشاعر التعاطف مع عائلات شهداء الواجب الوطني من ضباط وجنود الجيش الوطني الشعبي، أكبر دليل على وحدة الشعب والتفافه حول جيشه العتيد، حامي الجزائر وحصنها المنيع، القوة الرادعة والضامنة والحامية لوحدة الوطن وسيادته. وإذا كان هناك تنويه، يستوجب التقدير والاحترام، يجب تقديمه، فهو للجيش الوطني الشعبي، المرابط على الحدود، الساهر على أمن الوطن وحرمة ترابه، المستميت في أداء واجبه، المدافع عن وحدة الشعب والمستعد للتضحية من أجل الجزائر. إن المواطن الجزائري يشعر بفخر واعتزاز للدور البطولي، الذي يضطلع به جيشنا في مكافحة الارهاب والجريمة المنظمة، حيث أنه يسجل عمليات نوعية، بقوة رادعة، مما يبعث الطمأنينة لدى الجزائريين على سلامة حدود البلاد وأمنها واستقرارها، بفعل استعداد جيشنا الباسل على الرد السريع القوي والحاسم. هذا الجيش الوطني الشعبي والجمهوري، ما فتئ يقدم الشواهد البليغة على وفائه بالعهد وسعيه الدؤوب لاكتساب أسباب القوة والتكيف الكامل مع ما يتوافق وقدسية المحافظة على سيادة الجزائر واستقلالها ووحدتها وأمن مواطنيها، وهو اليوم، بفضل الروح القتالية التي يتميز بها والتضحيات الجليلة التي يقدمها أبناؤه، يشكل الدرع الأمين لحماية الجزائر وصد كل التهديدات والمخاطر بمختلف أنواعها ومصادرها. إن المرحلة التي تجتازها البلاد، المتميزة بعديد التحديات الأمنية والاقتصادية، تقتضي نصرة الجيش الوطني الشعبي، من خلال جبهة داخلية قوية، وهذا ما أكد عليه رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة، حيث دعا إلى التجند واليقظة، وما انفك يشدد عليه نائب وزير الدفاع رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، الفريق أحمد قائد صالح.
إن صورة البطولة والتضحية، التي يتصف بها الجيش الوطني الشعبي، الذي بفضله تكتسب الجزائر اليوم كل هذه الحصانة الأمنية، هي التي توطد مكانته السامية في قلوب الجزائريين، وها هي أرواح شهداء الواجب الوطني، وهم الذين كانوا في مهمة عنوانها التضحية من أجل الجزائر، تؤكد علينا مجددا واجب احترام الأمة لجيشها الباسل الذي يؤدي مهمته بروح وطنية عالية وشجاعة فائقة.