أبدى مسؤولون إسرائيليون امتعاضا من نية الفلسطينيين الإعلان عن قيام دولة من جانب واحد متوقعين امتناع الرئيس الفلسطيني محمود عباس عن القيام بهذه الخطوة. في حين دعا عباس في خطاب بمناسبة يوم الاستقلال إلى إنقاذ مسيرة السلام في منطقة الشرق الأوسط. ونقلت الإذاعة الإسرائيلية العامة أمس عن مصادر في مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قولها إن التقديرات هي أن عباس سيمتنع عن الإعلان عن قيام دولة فلسطينية من جانب واحد، ومن دون إجراء مفاوضات مع إسرائيل والتوصل إلى اتفاق. وكانت الإذاعة الإسرائيلية تعلق على تصريحات نسبت أول أمس إلى رئيس دائرة المفاوضات الفلسطيني صائب عريقات قال فيها إن القيادة الفلسطينية بصدد حشد التأييد لفكرة التوجه إلى مجلس الأمن الدولي لنيل اعتراف دولي بدولة فلسطينية على حدود الرابع من جوان 1967 عاصمتها القدسالشرقية ووفقا للمصادر الإسرائيلية ذاتها فإن هناك عدة أسباب تمنع عباس وقيادة السلطة الفلسطينية من الإقدام على خطوة كهذه بينها أن الإعلان عن قيام دولة فلسطينية من جانب واحد سيكرس الاحتلال الإسرائيلي للضفة الغربية. وأضافت المصادر أنه سيكرس أيضا التواجد العسكري والأمني الإسرائيلي فيها كما أنه سيكرس الانفصال بين الضفة الغربية وقطاع غزة، معتبرة أن عباس لن ينفذ هذه الخطوة رغم أنها خطوة قابلة للتنفيذ من الناحية التقنية. وكان ينتظر أمس أن يتطرق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى إعلان عريقات خلال خطاب يكون قد ألقاه مساء أمس أمام مؤتمر منتدى سابان المنعقد في القدس، يعلن فيه رفضه لتنفيذ الفلسطينيين خطوة كهذه ويشدد على أن الحل لإقامة دولة فلسطينية هو من خلال مفاوضات مع إسرائيل. وبدوره قال الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريز الذي يؤدي زيارة للبرازيل لمراسلي وسائل الإعلام الإسرائيلية إنه لا يمكن إقامة دولة فلسطينية من دون اتفاق سلام. وأضاف »هذا أمر مستحيل ولن ينجح، وليس مقبولا أن يغير الفلسطينيون موقفهم كل يوم وحالة الغضب (لدى الفلسطينيين) لا ينبغي أن تكون نهجا سياسيا«. ومن جانبه عبر وزير الخارجية الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان في خطاب أمام منتدى سابان السياسي السنوي المنعقد في القدس مساء أول أمس عن معارضته لانسحاب إسرائيل إلى حدود العام 1967 وقيام دولة فلسطينية. وقال ليبرمان إن العودة إلى خطوط عام 1967 وإقامة دولة فلسطينية في الضفة الغربية لن يؤدي إلى نهاية الصراع وإنما سيتم نسخ الصراع إلى داخل حدود إسرائيل مع مطالب بالحصول على حكم ذاتي في الجليل والنقب لعرب إسرائيل وإنشاء رابط بينهم وبين السلطة الفلسطينية. وفي المقابل دعا الرئيس الفلسطيني أمس القوى والدول والهيئات الدولية إلى إنقاذ مسيرة السلام في منطقة الشرق الأوسط »حتى ينعم الجميع بثمارها«. وقال عباس »أدعو القوى والدول والهيئات الدولية ذات الصلة خاصة المعنية والمسؤولة عن استحقاقات الأمن والسلام في العالم والمؤمنة بقيمة أن تبادر لتحمل مسؤولياتها لإنقاذ مسيرة السلام والمضي قدما لتحقيق أهدافه وغاياته«. وأكد عباس في رسالة مكتوبة للشعب الفلسطيني بمناسبة الذكرى الحادية والعشرين لإعلان الاستقلال التي توافق يوم أمس أن عملية السلام هي »خيار إستراتيجي ننشده ونتبناه حتى ينعم الجميع بثماره«. وحذر من أن عملية السلام تتعرض في هذه المرحلة إلى »تخريب وتغييب ممنهج ينذر بأوخم العواقب«، ملقيا المسؤولية عن ذلك على إسرائيل جراء »استمرار تعنتها وتنكرها لمرجعيات عملية السلام والتزاماتها ومتطلبات إنجاحها وتحقيق أهدافها«. وطالب الرئيس الفلسطيني كافة شعوب ودول العالم بأن تضاعف جهودها ودعمها لتمكين الشعب الفلسطيني من إنهاء الاحتلال على أساس الشرعية الدولية. ورفض عباس مقترحات أميركية لاستئناف مفاوضات السلام المتوقفة منذ ديسمبر الماضي بسبب رفض إسرائيل الوقف الشامل للاستيطان والالتزام بحل الدولتين ومرجعية عملية السلام. ومن جهتها دعت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين إلى مراجعة شاملة لمسار المفاوضات، وبناء إستراتيجية وطنية فلسطينية ووضع حد للمراهنة على الدور الأمريكي.