يجتمع اليوم المجلس الوطني للأساتذة التعليم الثانوي والتقني في دورة استثنائية جديدة، من أجل الإقرار الرسمي بالعودة إلى العمل، ويأتي هذا القرار ثمرة لما اتفقت عليه الجمعيات العامة، المنعقدة على مستوى المؤسسات التربوية والمجالس الولائية للنقابة، مباشرة عقب النتائج الموصوفة بالجدّ إيجابية التي انتهت إليها المفاوضات المباشرة، التي أجراها وزير التربية الوطنية أبو بكر بن بوزيد مع النقابات الثلاث المضربة : «إينباف«، »كناباست« و »سناباست« . مثلما كان مقررا، يلتقي نهار اليوم أعضاء المجلس الوطني لنقابة المجلس الوطني لأساتذة التعليم الثانوي والتقني (كناباست)، في دورة استثنائية بالعاصمة، يرأسها نوار العربي المنسق الوطني للنقابة، وينتظر أن تتمحور أشغال هذه الدورة حول النتائج المحصل عليها مع وزارة التربية والسلطات العمومية المعنية الأخرى، عن طريق المفاوضات التي جرت مع وزارة التربية عقب الإضراب الوطني الذي خاضه أساتذة التعليم الثانوي والتقني بداية من يوم 08 نوفمبر الجاري. وبالنظر إلى الارتياح الكبير الذي سجلته هذه النتائج المحصل عليها في المفاوضات مع وزارة التربية، فإن قيادة نقابة »كناباست« كانت أوحت إلى »صوت الأحرار« أن الإضراب موقف نظريا من الآن، ولكن مع ذلك يجب انتظار استعراض النتائج على الجمعيات العامة عبر الثانويات، والمجالس الولائية للنقابة، والحصول على القرارات التي ستخرج بها، والتي هي مقرر لها قانونيا أن تُحال على دورة المجلس الوطني، التي تجري أشغالها نهار اليوم بمشاركة ممثلي 48 ولاية. والواقع أن هذا الإجراء هو في حقيقته إجراء قانوني، يُمليه القانون الداخلي للنقابة، الذي ينص على أن يعود الدور السيادي المطلق في اتخاذ القرارات للمجلس الوطني، الذي هو أعلى هيئة في النقابة، وحتى المكتب الوطني الذي هو جزء منه، هو قيادة تنفيذية، مفاوضة، لها أن تتحدث وتتحاور مع من تريد، وفق ما لا يتعارض مع الإرادة الجماعية للمجلس الوطني، الذي هو أعلى هيئة نظامية منتخبة. ونظرا لتوفر الجميع، قيادات نقابية وأساتذة على هذه القناعة، فإن المجلس الوطني منتظر منه أن يعلن نهار اليوم في نهاية أشغاله عن قرار الوقف النهائي للإضراب الذي تواصل لحوالي ثلاثة أسابيع، وأن يوجه نداء للأساتذة من أجل العودة لاستئناف العمل مباشرة من نهار الغد ولكن مع ذلك تبقى مسؤولية متابعة تنفيذ ما تم التوصل إليه من قرارات على عاتق القيادة الوطنية للنقابة وفي مقدمتهم نوار العربي وزملائه القياديين في المكتب الوطني، وتلك هي وصية كل الأساتذة. ونفس الشيء يقال عن النقابة الوطنية لأساتذة التعليم الثانوي والتقني (سناباست)، إذ هي الأخرى اتبعت نفس الطريقة، وينتظر منها أن تتخذ بصورة نهائية، رسمية قرار وقف الإضراب، فيما كان الاتحاد الوطني لعمال التربية والتكوين (إينباف) اتخذ قرار الوقف الرسمي للإضراب، واستئناف العمل، دون انتظار، بداية من يوم 25 نوفمبر الجاري، أي مباشرة عقب انتهاء المفاوضات مع وزارة التربية، وما سهل عليه مهمة اتخاذ هذا القرار بهذه السرعة، هو كون عمال القطاع المنخرطين في النقابة، وكامل هيئاتها النظامية كانوا فوّضوا المكتب الوطني للاتحاد لأن ينوب عنهم في اتخاذ كافة القرارات، من دون العودة إليهم، لأنه في مثل حالة كهذه يستحيل عليه الرجوع إليهم والوقت المخصص لاتخاذ القرار محدد زمانا، ولا يحتمل أي انتظار، ونتيجة لهذا التفويض كان عمال التربية الذين هم تحت وصاية »إينباف« هم أول العائدين لاستئناف الدراسة. وبهذا لن يبقى خارج هذا السرب مثلما يقال سوى بعض أساتذة التعليم الثانوي والتقني، الذين ينشطون نقابيا تحت وصاية نقابة ثانويات الجزائر (كلا)، وهم يتركزون على وجه التحديد ببعض ثانويات العاصمة، ورغم قلة انتشار هذه النقابة وطنيا، إلا أنها بالإمكان مثلما ترى بعض القيادات النقابة أن تتسبب في مشاكل كبيرة لتلاميذ هذه الثانويات، وعواقبها السلبية مشتركة بين السير الطبيعي لمديريات التربية، والمردود الذي سيحصل عليه هؤلاء التلاميذ، ولاسيما منهم تلاميذ أقسام البكالوريا.