تجاوبت النقابات المضربة إيجابا مع القرارات الصادرة من قبل وزارة التربية الوطنية، التي لبت مجمل المطالب المرفوعة، قبل 31 ديسمبر المقبل، غير أن قرار توقيف الإضراب كان محل خلاف بين الأساتذة، ما أدى الى انشقاق بين''الانباف'' و''الكناباست'' بعد خوضها معا إضرابا دام 3 أسابيع، حيث فضل الاتحاد الوطني لعمال التربية والتكوين استئناف الدراسة اليوم الأربعاء، عكس ''الكناباست'' الذي أجل الفصل في العودة وإيقاف الإضراب إلى ما بعد عيد الأضحى، فيما ستعقد اليوم ''السناباست'' مجلسا وطنيا لأخذ رأي القاعدة• ثمن المنسق الوطني للمجلس الوطني لأساتذة التعليم الثانوي والتقني، نوار العربي، في ندوة صحفية نظمت أمس الثلاثاء بالعاصمة، نتائج اللقاء الذي جمعه مع وزير التربية الوطنية، الذي وافق على صرف زيادات تصل إلى 160 بالمائة فيما تعلق بالمنح القديمة، بقيمة تصل الى حد 8000 دينار لكل أستاذ زيادة على الأجر القاعدي، مع تقديم ضمانات لكيفية تسيير أموال الخدمات الاجتماعية التي تم إبعادها من النقابة المركزية عبر إلغاء القرار الوزاري 94/158 والرجوع للعمل بالمرسوم الرئاسي رقم 82/303 المؤرخ في 11 سبتمبر 1982 وتعويضه بقرار جديد يتم بموجبه استحداث هيئة مستقلة منبثقة عن ممثلي العمال المنتخبين، يتماشى مع واقع التعددية النقابية• وأضاف نوار العربي أنه لأول مرة استطاعت النقابات المستقلة في الجزائر أن تصل الى مستوى المفاوضات بدلا من الحوار مع السلطات العمومية، بعد أن أبدت الوصاية نية وصفت بالحسنة في تلبية المطالب المرفوعة عبر توقيعها على محضر رسمي يؤكد ذلك، موضحا أن وزارة التربية أقرت بالاحتفاظ بالاستفادة من منحة الخبرة البيداغوجية ومنحة تحسين الأداء التربوي، مع احتسابهما على أساس الأجر القاعدي الجديد، وتتكفل لجنة مشتركة بإعداد ملف التعويضات في أجل أقصاه 31 ديسمبر• وهو ذات ما توصلت إليه نقابة ''لنباف'' مع الوصاية، من خلال اعتماد نظام المنح والتعويضات بزيادة معتبرة وبالأثر الرجعي ابتداء من 01 جانفي ,2008 حيث سيتم اعتماد المنح القديمة المتضمنة منحة تحسين الأداء التربوية بنسبها الثلاث حاليا 40 المائة و30 بالمائة و25 بالمائة، وكذا منحة الخبرة البيداغوجية بنسبتها الحالية 20 بالمائة مع استدراك نسبة درجتي 11 و 12 المستحدثتين في القانون 08/315 المتعلق بالقانون الخاص لعمال التربية وبأثر رجعي• وبخصوص ملف طب العمل ستعمل لجنة مشتركة بين وزارة التربية ووزارة الصحة ووزارة العمل لوضع الاجراءات العملية الكفيلة بتطبيق النصوص المتعلقة بطب العمل لاسيما القانون 88/07 المؤرخ في 26 جانفي 1988 والمرسوم التنفيذي رقم 93/120 المؤرخ في 15 ماي .1993 خلاف بين''الانباف'' و''الكناباست'' بعد 3 أسابيع من توافق الآراء اختلفت النقابات التي قامت بالإضراب في 8 نوفمبر المنصرم والذي استمر لمدة ثلاثة أسابيع في قرار العودة الى العمل واتخاذ قرار نهائي لتوقيف الحركة الاحتجاجية، حيث برزت مظاهر الانشقاق بين ''الانباف'' و''الكناباست''، بعد أن اتحدتا طوال مدة الإضراب لنيل مطالبها المشتركة• ودعا الاتحاد الوطني لعمال التربية والتكوين كل الأساتذة للعودة الى التدريس بداية من اليوم، فيما قرر المجلس الوطني لأساتذة التعليم الثانوي والتقني مواصلة الإضراب الى غاية الانتهاء من تنظيم المجالس الولائية، وعقد المجلس الوطني دورة طارئة يوم الأحد المصادف لتاريخ ,29 حسب ما أكده المنسق الوطني، نوار العربي، الذي أضاف أن المطالب المحققة ما هي إلا جزء لمطالب عديدة لم يتم الاستجابة لها بعد، كملامح نظام التعويضات، ما يستدعي استشارة القاعدة أولا• وهو ما ذهب إليه رئيس ''السناباست'' الذي أكد أيضا أن القرار الأخير سيرجع للاساتذة، حيث سينظم اليوم جمعيات عامة ومجلس وطني للفصل في قضية توقيف الإضراب أم لا، وقال إن عمال القطاع بحقهم اتخاذ القرار المناسب، خاصة وأن كل واحد منهم يدين للحكومة أكثر من 14 مليون سنتيم، كقيمة للمنح والعلاوات التي لم تصرف بعد منذ بداية 2008 الى حد اليوم• وللمتعاقدين جزء من النتائج الايجابية المحققة، حيث صرحت ''الكناباست'' أن وزير التربية قرر مراسلة الوزير الأول من أجل الترخيص للأساتذة المتعاقدين المتحصلين على شهادة الليسانس والذين يدرسون حاليا في الطور الثانوي، لاجتياز مسابقات التوظيف، مع شروعه في مراسلة مديريات التربية يأمرهم من خلالها بقبول ملفات ترشيحهم في انتظار البت في القضية وموافقة مديرية الوظيف العمومي• يأتي هذا بعد أن عبر الوزير وعلى حد قول المتحدث، العمل على إدماجهم في مناصب ثابتة شرط أن لا يجتاز عددهم ال100 أستاذ، وهو ما رفضته ''الكناباست'' بالنظر الى أن عددهم يفوق ذلك بكثير•