كشف الأمين العام لوزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات عبد السلام شاقو عن جملة من الإجراءات تم اتخاذها في الفترة الأخيرة للتكفل بالحالات المستعصية المصابة بأنفلونزا الخنازير لا سيما بعد أن تأكد وفاة 16 شخص من أصل 389 إصابة مسجلة، هذه الإجراءات تتعلق أساسا بتكييف النظام الصحي الخاص بمكافحة أنفلونزا الخنازير مع تعليمات وتوصيات المنظمة العالمية للصحة للتكفل بالحالات المستعصية. أكد عبد السلام شاقو خلال الندوة الصحفية التي نشطها أمس بمقر وزارة الصحة أن الإجراءات الجديدة التي تم اتخاذها لتكفل بالحالات المستعصية تقتضي اللجوء إلى مراقبة كل هذه الحالات لا سيما تلك التي تسجل تعقيدات عند الفحص، ومن هذا المنطلق فإن التكفل بالشخص الذي تظهر عليه أعراض الأنفلونزا عموما تكون قبل عملية اخذ العينات للتأكد من إصابته بأنفلونزا الخنازير وهذا ربحا للوقت بما يسمح بتطويق الفيروس وحصره قدر المستطاع. وأضاف المتحدث أن وزارة الصحة قامت بتحديد قائمة الأشخاص حسب الأولويات ومن ثم يتم تحديد فئة المصابين الذين يجب أن يخضعوا لعلاج استشفائي، فيما توجد فئة من المرضى تتم متابعتها على مستوى المنازل وفق نظام صحي معين. الأمين العام لوزارة الصحة حاول قطع الشك باليقين لا سيما بعد التضارب الذي سجل مؤخرا في عدد الوفيات جراء أنفلونزا الخنازير، حيث قال إن البس في الأرقام راجع إلى عملية تحيين النظام الصحي باعتماد مقاييس جديدة فينما يتعلق بالتكفل بالفيروس، ليؤكد أن العدد الرسمي وصل إلى 16 وفاة من أصل ى389 حالة مؤكدة منها 102 طفل. وفي سياق متصل أشار عبد السلام شاقو إلى أن 33 ولاية عبر الوطن أصبحت معنية بانتشار وباء أنفلونزا الخنازير، كما تم غلق ثلاث مدارس و31 قسم عبر الوطن، ليؤكد أن الجزائر مقبلة على مرحلة جد صعبة يجب تجنيد كل الإمكانيات خلالها وإشراك كل الفاعلين لمواجهة فيروس »أش 1 أن 1«. وعن اللقاح المضاد لداء أنفلونزا الخنازير، أكد الأمين العام وصول 450 ألف جرعة من الكمية المحددة لشهر ديسمبر والمقدرة ب 900 ألف جرعة وهي حاليا قيد المراقبة على مستوى معهد باستور في انتظار انطلاق حملة التلقيح التي ستشمل في المرحلة الأولى عمال القطاع الصحي البالغ عددهم 200 ألف موظف وكذا عمال الأسلاك الحساسة بمختلف أنواعها. وفي رده عن السؤال المتعلق بالآثار غير المرغوب فيها للقاح المضاد لأنفلونزا الخنازير اكتفى الأمين العام بالتأكيد أن هناك إجماع عالمي من طرف الخبراء المختصين في الأمراض المعدية على فعالية وجدوى هذا اللقاح الذي لا يحمل أي تأثيرات خطيرة على صحة الأسنان، مما يستدعي الاستفادة منه خاصة لحماية النساء الحوامل اللواتي أصبحن الأكثر عرضة لفيروس »أش 1 أن 1«. وفيما قال شاقو عبد السلام أن فيروس أنفلونزا الخنازير ينتشر بنسبة هجوم مقدرة ما بين 20 إلى 40 بالمائة، اعتبر أن الاعتماد على اللقاح أمر ضروري لحماية باقي السكان الذين لم يتعرضوا للإصابة بهذا الفيروس خاصة في الفصل القادم، كما تطرق المتحدث إلى سيناريو يبقى واردا بالنظر إلى تطور الفيروس وهو احتمال تحول هذا الفيروس ليصبح أكثر خطورة من الأنفلونزا الموسمية.