قال رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي جون بينغ، في تقريره المقدم أمام الدورة الخامسة عشرة للمجلس التنفيذي للإتحاد، بمدينة سرت الليبية، أن مقترح "الحكم الذاتي" الذي يروج له المغربي والمقدم كأساس للتفاوض مع جبهة البوليساريو، "تعنت وتعارض مع ما دعت إليه لوائح الجمعية العامة وقرارات مجلس الأمن الدولي"، داعيا إلى ضرورة عودة طرفي النزاع إلى طاولة التفاوض دون قيد أو شرط. أكد جون بينغ،رئيس مفوضية الإتحاد الإفريقي، خلال الدورة التحضيرية لقمة زعماء ورؤساء الحكومات الإفريقية إلى أن النزاع في الصحراء الغربية لا يزال في حالة جمود، ورد ذلك إلى حالة الاستقطاب التي تسود مواقف الأطراف، نتيجة للإصرار المغربي على اعتبار مقترحه حول الحكم الذاتي، بمثابة الأساس الأوحد للتفاوض مع البوليساريو، مشيرا إلى أن قرارات مجلس الأمن 1754 و1783 (2007) و1813 (2008) دعت جميعها إلى المفاوضات المباشرة ودون شروط مسبقة بين الطرفين. وأشار جون بينغ إلى تقرير الأمين العام للأمم المتحدة الصادر في أفريل الماضي الذي أكد على استمرار حالة الجمود، في غياب التقدم في عملية السلام، وأوصى في هذا الإطار بدعوة مجلس الأمن للقيام مجددا بدعوة الطرفين، جبهة البوليساريو و المغرب إلى التفاوض، دون شروط مسبقة، و إظهار الإرادة السياسية والدخول في مناقشات موضوعية وضمان نجاح المفاوضات. وعبر الإتحاد الإفريقي في هذا التقرير عن أمله في أن يكون النهج الجديد للمبعوث الشخصي، والذي اقره مجلس الأمن للأمم المتحدة في القرار 1754 ، مثمرا ويؤدي إلى أن تحقق العملية السلمية في الصحراء الغربية أهدافها في حل النزاع الطويل، وبتوافق تام مع مبادئ الأممالمتحدة وقراراتها ذات الصلة. وتأتي تصريحات رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي لتعطي دفعا قويا لجبهة البوليساريو ولتطعن في الادعاءات المغربية القائمة على أطروحة أن مقترح الحكم الذاتي إنما هو خيار جدي وأن الدعوة إلى تقرير المصير عبر تنظيم استفتاء حر في الصحراء الغربية تحت إشراف الأممالمتحدة تجاوزه الزمن، ويمكن اعتبارها بانتكاسة أخرى للدبلوماسية المغربية على الصعيد القاري، علما أن كل تحركات الرباط لتمرير مشروعها القاضي بإعطاء الصحراويين حكما ذاتيا بدل الاستقلال تذهب في اتجاه حلفائها التقليديين أي أمريكا وبعض الدول الأوربية وعلى رأسها فرنسا. و يذكر أنه يشارك في الدورة وفد من الصحراء الغربية يضم الوزير المنتدب المكلف بإفريقيا محمد يسلم بيسط، ،وحبيب بوخريص السفير المكلف بالمؤتمرات الدولية، وحمدي أبيها السفير الصحراوي في أوغندا و صلحة العبد السفير الصحراوي في دولة جنوب إفريقيا، والسيدة السنية أحمد مرحبا ممثلة الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب في الجماهيرية الليبية.