أكد قادة عسكريون أمريكيون أن تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين ما زال يشكل خصما خطيرا أظهر قدرة على التكيف في تنفيذ هجمات رئيسية تهدف إلى زعزعة الاستقرار بالعراق الذي يتهيأ لإجراء انتخابات حاسمة مطلع العام المقبل. وذكرت صحيفة »نيويورك تايمز« في تقريرها أن القاعدة بالعراق تمكنت من تغيير أساليبها وإستراتيجيتها بحيث تسخر ما لديها من مصادر محدودة لشن هجمات قليلة ولكنها مدمرة، بهدف تقويض الدعم الشعبي لرئيس الوزراء نوري المالكي قبيل إجراء الانتخابات، حسب المسؤولين. فمن جانبه قال قائد القوات الأمريكية راي أوديرنو في العراق إن »القاعدة تحولت من تمرد يعتمد على الخارج إلى مجموعة إرهابية داخلية تستهدف الحكومة«. وتشير الصحيفة إلى أن القادة الأمريكيين يُحمّلون القاعدة مسؤولية الانفجارات الأخيرة التي وقعت في الثامن من ديسمبر وراح ضحيتها 121 شخصا، وعملية 25 أكتوبر/ التي دمرت مقرات حكومية وقتلت 155، وكذلك تفجير سيارتين في 19 أوت سقط فيه 122. ويقول المسؤولون الأمريكيون إن هذه الهجمات ذات التخطيط الجيد تظهر أن قدرة القاعدة في بلاد الرافدين مستمرة في إحداث الدمار، رغم الضغوط التي تواجهها. الجنرال تشارلز جاكوبي وهو الرجل الثاني في القيادة الأمريكية بالعراق، قال في مقابلة مع الصحيفة يوم السبت الماضي إن »القاعدة تكيف نفسها مع البيئة«. وتابع جاكوبي أن المسلحين باتوا يميلون إلى الخطف والابتزاز لتمويل عملياتهم، مضيفا أنه يعتقد أن بعض العراقيين حلوا محل القيادة الأجنبية للتنظيم ليصبح عراقيا صرفا قادرا على اختيار أهدافه بدقة. أما الرائد دانيال بولغر فيشير إلى أن القاعدة ما زالت قادرة على تشغيل ممرات الإمداد بالمقاتلين والأموال النقدية عبر الحدود السورية ووادي نهر الفرات، غير أن تدفق »المتمردين« إلى البلاد شهد تراجعا ملحوظا في السنوات الأخيرة. وبالتوازي مع الهجمات -كما يقول جاكوبي- فإن القاعدة تعمل على شن حرب إعلامية تركز على رواية تفيد أن المسلحين يرغمون الولاياتالمتحدة على مغادرة العراق والتخلي عن الحكومة العراقية. ومضى قائلا إن على الولاياتالمتحدة أن تواجه تلك الرواية بقوة عبر التوضيح المتكرر بأن انسحاب القوات القتالية الأمريكية من العراق بحلول نهاية عام 2011 قد جاء بعد مفاوضات مضنية مع الحكومة العراقية، وأن الولاياتالمتحدة ستبقى حليفا قويا للعراق حتى بعد عودة الجنود إلى بلادهم.