شن وزير الخارجية المغربي الطيب الفاسي الفهري حملة جديدة ضد الجزائر في أعقاب نكسة أخرى شهدتها الدبلوماسية المغربية على يد المناضلة الصحراوية أمينتو حيدار، كما ادعى أن المغرب لم يتعرض لضغوطات دولية للسماح لحيدر إلى العودة إلى العيونالمحتلة. التصريحات التي أدلى بها الفهري أول أمس بالرباط ضد الجزائر يبين بوضوح مدى تخبط النظام المغربي وعدم نجاحه في إدارة ملف النزاع الصحراوي، وراح يجانب الحقيقة مرة أخرى، حيث زعم أن دخول أمنيتو حيدر جاء متزامنا مع »إرادة سياسية للأطراف الأخرى ولأعداء الوحدة الترابية من أجل التصعيد والتهرب من المسؤولية المتمثلة في ضرورة التفاوض وضرورة الاندماج المغاربي«، ولم يتوقف الفهري عند هذا الحد بل راح يتمادى في ادعاءاته وافتراءاته وقال » في وقت كنا فيه ننتظر عقد الجولة الثانية من المفاوضات غير الرسمية جاءت قضية حيدر بصفة واضحة بتوجيه من الجزائر لتعطيل المفاوضات« . وأعلن المسؤول المغربي أن الجولة الثانية من المحادثات غير الرسمية كانت مرتقبة مطلع الشهر الحالي، متذرعا بقضية أمنيتو حيدار التي أكد أن دخولها في الإضراب حال دون ذلك. وأثارت قضية حيدر هزات ارتدادية داخل المغرب، حيث انتقد كثير من السياسيين تعامل السلطات المغربية مع هذا الملف في حين رأى البعض أن مسالة الناشطة الصحراوية بينت عجز الدبلوماسية المغربية في إدارة الأزمات على غرار عبد الإله بن كيران الأمين العام لحزب العدالة والتنمية الإسلامي المعارض، حيث قال إن »المغرب لم يخرج رابحا من هذه المعركة نظرا لموقفه المتصلب من إزاء عودة حيدر وهو الموقف الذي تراجع عنه«، مضيفا أن المغرب أخطأ حين ابعد الناشطة الصحراوية إلى اسبانيا وأخطأ مرة أخرى حينما وافق على عودتها إلى المملكة المغربية. وتجدر الإشارة هنا إلى أن المغرب رضخ لضغوطات من طرف حليفه التقليدي الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي الذي طالب العاهل المغربي محمد السادس إلى السماح للناشطة الصحراوية أمينتو حيدر للعودة إلى العيونالمحتلة بعد 33 يوما من ترحيلها القسري إلى جزيرة لانثاروتي الاسبانية.