تعد رئاسيات التاسع أفريل الماضي الحدث الأبرز في المشهد السياسي الوطني الذي كان محط الأنظار وطنيا ودوليا، استحقاقات تنافس عليها 6 مترشحين بينهم امرأة وعادت الكلمة الفصل فيها إلى الرئيس المترشح الذي حسم السباق لصالحه بفوز ساحق وبنسبة مشاركة قوية فاقت كل التوقعات ورسمت معالم مرحلة جديدة للاستقرار السياسي في ظل الاستمرارية. نجاح الجزائر في من وجهة النظر السياسية والإعلامية في تنظيم رابع استحقاق رئاسي تعددي هو أهم حدث في الحياة السياسية الوطنية وكان بمثابة صفعة قوية للأطياف السياسية التي تسمي نفسها معارضة والتي تعمدت مقاطعة العرس الديمقراطي ولم تدخر جهدا في التشويش عليه ومحاولة إفشاله لكن الشعب الجزائري ومرة أخرى أثبت أنه صاحب القرار ويرفض أن يقرر أحد نيابة عنه، وهو الموقف الذي عبر عنه من خلال التوجه بقوة إلى صناديق الاقتراع ليقول كلمته في من سيتولى شؤون البلاد لعهدة جديدة. انتخابات حظيت باهتمام وطني ودولي وتبارى فيها كل من عبد العزيز بوتفليقة ولويزة حنون وموسى تواتي وجهيد يونسي وفوزي رباعين ومحمد السعيد على استمالة الناخبين وتسويق برامجهم الانتخابية طيلة 19 يوما من عمر الحملة الانتخابية مشددين على أهمية الذهاب بقوة إلى صناديق الاقتراع للتعبير عن خياراتهم لصالح الاستمرارية أو التغيير فقد كان العزوف عن صناديق الاقتراع الذي برز في تشريعيات 2007 هاجسا يلاحق المترشحين للاستحقاق الرئاسي. ومن بين ما أثار اهتمام المتتبعين للانتخابات الرئاسية التي جرت في 9 أفريل الماضي هو الحملة الانتخابية التي خاضها المترشح عبد العزيز بوتفليقة والتي شملت 31 ولاية نشط خلالها تجمعات شعبية وحظي باستقبالات جماهيرية مميزة في كبرى الشوارع، وهو ما كان بمثابة رد على كل من راهن على مرض الرئيس وعدم قدرته للترشح مجددا لعهدة جديدة كانت مطلبا شعبيا ملحا في السنوات الأخيرة. وإلى جانب الشعبية الكبيرة التي يتمتع بها المترشح عبد العزيز بوتفليقة والتي أهلته لتحقيق فوز باهر على حساب منافسيه فإن اختيار الجزائريين للاستمرارية من وجهة نظر المتتبعين مرده الانجازات المحققة في العهدتين الماضيتين خاصة في إعادة السلم والاستقرار إلى ربوع البلاد، وهو ما أهله لإفتكاك لقب "رجل السلم والمصالحة" عن جدارة واستحقاق، إلى جانب التزاماته خلال الحملة الانتخابية والتي أكد فيها أنه ماض على نهج المصالحة مهما كلفه الأمر، وكذا البرنامج الطموح الذي أعده للسنوات الخمس المقبلة بغلاف مالي قال إنه سيصل إلى 150 مليار دولار. كما يعد الدعم الذي حظي به عبد العزيز بوتفليقة خاصة من أحزاب التحالف الرئاسي وتنظيمات المجتمع المدني والأسرة الثورية من بين العوامل التي ساهمت في صنع الفوز الكبير الذي حققه المترشح في السباق الرئاسي. وقد نجح الرئيس المترشح عبد العزيز بوتفليقة في حصد أغلبية الأصوات ب12 مليون و911 ألف و705 من مجموع 14 مليون و308 ألف و578 صوت معبر عنه بنسبة بلغت 90.24 بالمائة، وجاءت هذه النتائج وفقا لتطلعات بوتفليقة الذي أكد في أكثر من مناسبة بأنه لن يرضى إلا بنسبة تصويت عالية وبأغلبية ساحقة.