اختار أمس الجزائريون وبأغلبية معتبرة وبنسبة مشاركة مرتفعة، الاستمرارية، وقرروا تجديد الثقة في المترشح عبد العزيز بوتفليقة لعهدة جديدة يريدونها للسلم والاستقرار ومواصلة مشاريع وانجازات العهدتين المنقضيتين. أدلى أمس ما يزيد عن 20 مليون ناخب جزائري بقرارهم في رابع استحقاق رئاسي تعددي في تاريخ الجزائر المعاصرة تنافس فيه 6 مترشحين: عبد العزيز بوتفليقة ولويزة حنون وموسى تواتي وجهيد يونسي ومحمد السعيد وعلي فوزي رباعين، وبشهادة منسق اللجنة الوطنية لمراقبة الانتخابات محمد تقية وبتأكيد من وزير الداخلية والجماعات المحلية فإن الانتخابات جرت في ظروف عادية وعرفت اقبالا كبيرا للناخبين، باستثناء بعض الحوادث المعزولة على خلفية محاولات بعض مناضلي حزب الأفافاس التشويش على تصويت الناخبين بإحدى بلديات البويرة والتي كانت وراء غلق مكتبين للانتخاب، ولم تؤثر هذه الحادثة على العملية الانتخابية التي عرفت نسبة مشاركة معتبرة مقارنة بآخر استحقاق رئاسي سنة 2004، حيث تجاوزت نسبة المشاركة 9 بالمائة على الساعة العاشرة والنصف، وقاربت 30 بالمائة على الساعة الواحدة ظهرا، قبل أن تقفز إلى ما يقارب 50 بالمائة في حدود الساعة الرابعة والنصف مساء. وحسب المعلومات الواردة من مراكز الانتخاب بخصوص عملية فرز الأصوات فإن أغلب الأصوات المعبر عنها كانت لصالح المترشح عبد العزيز بوتفليقة الذي يكون قد سحق منافسيه وحاز ثقة أغلبية الجزائريين الذين فضلوا خيار الاستمرارية ومنح بوتفليقة عهدة ثالثة يواصل فيها برنامجه الذي هو امتداد لبرنامج العهدتين المنقضيتين اللتين كرسهما بوتفليقة لإعادة السلم والاستقرار إلى ربوع البلاد وإعادة الجزائر مجددا إلى المحافل الدولية بعد عزلة استمرت سنوات، وفي إعادة بناء اقتصاد أنهكته الأزمة الأمنية واللاستقرار السياسي. وكان المترشح عبد العزيز بوتفليقة المنتظر أن يعتلي رسميا عرش المرادية لعهدة جديدة في غضون الأيام القليلة المقبلة، أكد في أكثر من مناسبة ومنذ إعلانه الترشح للسباق الرئاسي بأنه لن يرضى بنسبة مشاركة تقل عن 70 بالمائة، كما لن يرضى بفوز لا تقرره الأغلبية الساحقة للمواطنين، مشددا على ضرورة أن يكون الرئيس المقبل للجزائر محاطا بسند شعبي تعكسه نسبتي المشاركة والتصويت، ومن وجهة نظر بوتفليقة فإن السند الشعبي بمثابة شرعية إضافية للرئيس خاصة على المستوى الدولي وما تفرضه مقتضيات المرحلة الراهنة التي تهيمن فيها القوة المالية والعسكرية. وإلى جانب الشعبية الكبيرة التي يتمتع بها المترشح عبد العزيز بوتفليقة والتي أهلته لتحقيق فوز باهر أمس على حساب منافسيه فإن اختيار الجزائريين للاستمرارية من وجهة نظر المتتبعين مرده الانجازات المحققة في العهدتين الماضيتين خاصة في إعادة السلم والاستقرار إلى ربوع البلاد، وهو ما أهله لإفتكاك لقب "رجل السلم والمصالحة" عن جدارة واستحقاق، إلى جانب التزاماته خلال الحملة الانتخابية والتي أكد فيها أنه ماض على نهج المصالحة مهما كلفه الأمر، وكذا البرنامج الطموح الذي أعده للسنوات الخمس المقبلة بغلاف مالي قال إنه سيصل إلى 150 مليار دولار. كما يعد الدعم الذي حظي به عبد العزيز بوتفليقة خاصة من أحزاب التحالف الرئاسي وتنظيمات المجتمع المدني والأسرة الثورية من بين العوامل التي ساهمت في صنع الفوز الكبير الذي حققه المترشح في السباق الرئاسي.