لقي المقال الذي كتبه الكاتب المصري يوسف زيدان في جريدة ''المصري اليوم''، شجبا وتنديدا واسعا في أوساط المثقفين الجزائريين والعرب بل وحتى من داخل مصر لما حمله هذا الأخير من تحامل كبير على الجزائر وتاريخها. وفي هذا الصدد طالب عدد من الكتاب والمثقفين الجزائريين بالتدخل الفوري من قبل السلطات الرسمية لوضع حد للتجاوزات المصرية ''الحمقاء'' التي تواصل طعنها في الجزائر وتوجيه سهامها المسمومة نحوها. في السياق ذاته، استنكرت الكاتبة المصرية الدكتورة، منى برنس، ما نشرته صحيفة ''اليوم السابع'' المصرية على لسان بعض الكتاب المصريين مثل خيري شلبي الذي أكد على كراهيته للجزائر حتى قبل وقوع الأحداث الأخيرة، بالإضافة إلى إبراهيم عبد المجيد ويوسف القعيد، وتساءلت ''ما علاقة كرة القدم بالثقافة؟'' كما هاجمت برنس ما نشره الكاتب يوسف زيدان تحت عنوان ''ذكريات جزائرية'' وقالت الكاتبة المصرية ''قرأت باستياء بالغ مقال د.يوسف زيدان ولم أفهم كيف يقع صاحب رواية ''عزازيل'' التي تدين العنف والتعصب والجهل والغوغائية في فخ التعصب والكراهية والشوفينية وهو الباحث والأكاديمي الذى من المفترض أن يقدم رؤية موضوعية ومحايدة''. وواصلت الكاتبة المصرية تعريتها لوقاحة يوسف زيدان متسائلة ''كيف يمكن لشخص قضى ليلة ونهارا في بلد ما أن يحكم عليها وعلى شعبها بتلك الأحكام القطعية ثم انتقلت لتتساءل على سبيل الإدانة والاستنكار'' ولا أعرف إن كان جهل الكاتب بتاريخ وجغرافيا وأدب الجزائر يغفر له تلك الأوصاف التي ألحقها بذلك البلد وتاريخه وأعلامه''، كما قالت ''إننا فى عصر المعلومات والإنترنت لكن الجهل بالآخرين فى العموم لا يقلل من شأنهم إنما من شأن الجاهل الملهى بذاته'. وتحدثت الكاتبة المصرية إن كان يمكن وصف شعب دولة الإمارات التي يمنح شيوخها جوائز مالية كبرى للكتاب والتي ذكر الكاتب في مقاله التهجمي على الجزائر بأنه كان عائدا للتو من الإمارات بأن يصف شعب هذا البلد الصحراوى بتلك الصفات التي ألصقها بالصحراويين الجزائريين. وكان الوقح يوسف زيدان قد وصف الطلاب الجزائريين الذين زاملوه بالدراسات العليا بكلية الآداب ''بأنهم كانوا مثالاً للغباء والعنف الداخلى والتعصب المطلق وأن فيهم الجبن المميز لسكان الصحراء وأنهم البدو الصحراويون الذين صار لهم بلد فظنوا أنفسهم مثل المصريين وتخيلوا أن كل البلدان مثل كل البلدان''، وهو الأمر الذي اعتبره كتاب عرب ومسلمون عنوانا للشعبوية والغوغائية ووصفوها بالعنصرية ضد الجزائر كبلد وضد الجزائريين كشعب وضد شعوب صحارى العالم، كما دافعت الكاتبة المصرية الدكتورة منى برنس عن موقف وزارة الثقافة الجزائرية الرافض المشاركة في معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته المقبلة، وأكدت أن موقف الوزارة هو مجرد رد فعل واستجابة طبيعية لما طالب به المثقفون المصريون من مقاطعة كافة الأنشطة الثقافية الجزائرية والانسحاب من جميع المهرجانات التي تشارك فيها الجزائر، إلا إنها وصفت قرار الجزائر ''بغير الإيجابي''.