قرأت في الصحافة نقلا عن جريدة المصري اليوم أن رجل المال المصري والإعلامي الشهير عماد الدين أديب الذي يوصف بأنه مستشار إعلامي للرئاسة المصرية صرح في برنامج العاشرة مساء الذي تبثه قناة دريم المصرية أن الرئيس المصري حسني مبارك هو أفضل حاكم مصري منذ محمد علي باشا، وأنه لو كان رئيسا آخر مكانه لكان الجيش المصري الآن على مشارف الجزائر يستعد للحرب .. هكذا .. يفكر المصريون اليوم .. على خلفية مباراة في كرة القدم .. لو كان رئيسا آخر لم يضبط نفسه لكان الجيش المصري اليوم يخوض معارك طاحنة في الجزائر ضد الجزائر التي هزمت مصر في مباراة كرة القدم .. هاهي مصر تتعرى يوميا .. فبعد اعتذار يوسف زيدان عن مقاله الوقح " ذكريات جزائرية " وتأسف إعلاميين آخرين وجنوح الوضع نحو الهدوء .. هاهو عماد الدين أديب يفجر قنبلة جديدة عن " حقيقة مصر " .. التي كنا نجهلها أحيانا ولا نريد " النبش " فيها أحيانا أخرى .. مصر التي بإمكانها ، ولأتفه الأسباب ، شن حرب على دولة عربية شقيقة امتزجت دماء أبنائهما يوما ما دفاعا عن شرف الأمة بإسرها. لو قالها غير عماد الدين أديب لما استوقفتني المقولة .. لكن الرجل إعلامي كبير تلألأ نجمه خاصة في التسعينيات واستقال من العمل الإعلامي عام 2005، ورجل أعمال مشهور في مصر ، ويقال أنه أول من أجرى مقابلة صحفية مع الرئيس المصري حسني مبارك، وهو شقيق الإعلامي المصري عمرو أديب الذي اشتهر بسب الجزائر وشتمها على خلفية مباراة الجزائر مصر في التصفيات المزدوجة لكأس العالم وإفريقيا 2010 ، وهو حسب موسوعة ويكيبيديا الحرة صاحب شركة الإنتاج الإعلامي جود نيوز التي قدمت أفلاما متميزة ومثيرة مثل عمارة يعقوبيان وحسن ومرقص .. لماذا استوقني تصريح عماد الدين أديب ؟ لأنه يدرك ما يقول من أن النظام المصري بوسعه أن يشن حربا على أي دولة عربية .. ففي مذكرات جيسكارديستان التي تطرق إليها بشير بن يحمد في مجلة " لوجون أنتيليجون " خططت كل من فرنسا وبريطانيا ومصر لقلب النظام في ليبيا، وفي الوقت الذي تقوم فيه فرنسا وبريطانيا بعمل استخباراتي وتغطية جوية يقوم الجيش المصري بالتوغل برا في الأراضي الليبية ، ويتم قلب النظام على الزعيم معمر القذافي .. لكن الخطة لم تتم لأسباب تتعلق بتحولات في فرنسا. الحكاية الآن .. أن ذلك التصريح يعكس " نفسية الرجل المصري " الذي يعتقد وبسهولة أنه بمقدوره أن يحرك جيشا بأكمله لمحاربة دولة عربية تتقاسم معها عضوية الجامعة العربية والمؤتمر الإسلامي والوحدة الإفريقية سابقا والإتحاد الإفريقي حاليا .. فضلا عن الإخوة في الدين والتاريخ والمصير المشترك .. مصر التي حررت سيناء ببيع جميع العرب بعدما فشلت في تحريرها عسكريا .. لو كان رئيسا آخر يحكمها غير حسني مبارك لحركت جيشها لمحاربة الجزائر. أما الشق الثاني في الموضوع .. أن في مصر حالة نفسية " كارثية " من جنون العظمة التي أعمت البصر والبصيرة للنظام والفنانين والكتاب والنواب والإعلاميين وحتى الأزهر .. تعتقد أن محاربة أي بلد هي مجرد نزهة .. ففيما يخص الجزائر ..التي حررها أبنائها بالدم .. انتزعوا حريتها واستقلالها من " الحلف الأطلسي " برمته .. تأتي مصر تحاربها في نزهة .. على أية حال .. إننا في الجزائر اليوم .. وأنا واحد من أبناء الإستقلال .. نفتخر ونعتز لأن آبائنا وأجدادنا حررونا بقوة السلاح .. استرجعوا استقلالنا بواحدة من أعظم ثورات العالم .. ولم يتنازلوا عن شبر واحد من أرضنا رغم سعي فرنسا الحثيث للإحتفاظ بالصحراء .. ونتأسف للشعوب التي مازالت أنظمتها الحاكمة " تبيع وتشتري " بحثا عن استقلال مزعوم ..