دعا أمس تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي الايطاليين إلى الضغط على حكومة بلدهم من أجل تلبية الشروط التي يطرحها هذا التنظيم الإرهابي لإطلاق سراح الرهينتين الايطاليتين اللتين يحتجزهما منذ 18 ديسمبر من العام المنصرم، وبث التنظيم تسجيلا صوتيا على شبكة الانترنيت للرهينة سيرجيو تشيكالا دعا فيه حكومة برلوسكوني إلى الإسراع في تلبية مطالب الخاطفين، في وقت كشفت فيه بعض المصادر أن تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي اشترط على روما الضغط على نواكشوط من أجل إطلاق سراح عدد غير معروف من عناصره الذين يقبعون في السجون الموريتانية. دعا الرهينة الايطالي سيرجيو تشيكالا ، المحتجز رفقة زوجته لدى تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي منذ 18 ديسمبر من العام المنصرم بموريتانيا، حكومة بلده للقيام بتنازلات من أجل تحريره، وأوضح الرهينة الايطالي في تسجيل صوتي تناقله مركز مراقبة المواقع الإسلامية على شبكة الانترنيت: » إطلاق سراحي وتحرير زوجتي يتوقف على التنازلات التي يمكن للحكومة الايطالية القيام بها..«، وكانت الرسالة مرفوقة بصورة ثابتة لشخصين قدما على أساس أنهما الرهينتين الايطاليتين سيرجيو تشيكالا وزوجته فيلومان كابوري، وهما جاثمان على ركبتيهما وورائهما ستة أشخاص ملثمون ومدججون بالأسلحة. وتوسل الرهينة الايطالي إلى حكومة للتدخل، متمنيا رؤية الحكومة الايطالية تسارع إلى التكفل بوضعيته ووضعية زوجته، مؤكدا : » نحن ننتظر بالكثير من الثقة تحريري وتحرير زوجتي في أفضل الظروف الممكنة..«مضيفا: » المعروف عن رئيس المجلس الايطالي سيلفيو برلوسكوني كرمه الكبير، وأتمنى أن يتمكن من مساعدتنا أنا وزوجتي..« وكان تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي قد أمهل الحكومة الايطالية في بداية فيفري إلى الفاتح من مارس لتنفيذ الشروط التي وضعها لإطلاق سراح الرهينتين الايطاليتين، علما أن الخاطفين كانوا قد اشترطوا فضلا عن إطلاق سراح أربعة عناصر إرهابية تابعة لتنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي كانوا مسجونين في مالي، وقد أخلت حكومة باماكو في مسرحية قضائية مكشوفة، سبيلهم بعد ضغط مارسته باريس، إخلاء سبيل عدد من العناصر الإرهابية الموقوفة في موريتانيا، وهذا حسب ما كشفت عنه مصادر وصفت بالمقربة من ملف الرهينتين الايطاليتين. ويستبعد العديد من المراقبين أن تلبي حكومة نواكشوط مطالب تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي، حتى وإن ضغطت روما على موريتانيا كما فعلت فرنسا مع باماكو، فنواكشوط سارعت كما هو معروف إلى استدعاء سفيرها بباماكو للاحتجاج على القرار الذي اتخذه نظام أمادو توماني توري، وهو نفس الموقف الذي اتخذته الجزائر أيضا، ولا يبدو أن لدى موريتانيا أدنى استعداد للدخول هي الأخرى في أزمة دبلوماسية مع الجزائر. وطالب تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي في بيان مقتضب الايطاليين للضغط على حكومة بلدهم لإنقاذ حياة الرهينتين الايطاليتين، وجاء في بيان تنظيم عبد الملك درودكال : » نكرر ندائنا إلى ذوي الرهينتين والرأي العام الايطالي، إذا كنتم تريدون أمن المحتجزين اضغطوا على حكومة بلدكم واطلبوا منها تلبية الشروط المشروعة للمجاهدين..»، هذا في وقت رفض فيه الناطق باسم وزارة الخارجية الايطالية التعليق على الرسالة..« وتتحدث مصادر على صلة بملف الرعايا الغربيين المختطفين من قبل تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي، أن مطالبة هذا التنظيم الإرهابي بإطلاق سراح بعض أتباعه الموقوفين في مالي أو موريتاني، ليس في الواقع إلا جزءا من الشروط التي يضعها أتباع بعبد الملك درودكال للدول الغربية المعنية، ففضلا عن إطلاق سراح العناصر الإرهابية الخطيرة يطالب تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي من هذه الدول دفع فدية مالية كبيرة جدا، وقد حصل على أموال من باريس بعد إخلاء سبيل الرعية الفرنسية بيار كامات، رغم أن ما أعلن عنه كان فقط بخصوص تلبية مطالب الخاطفين فيما يتعلق بإطلاق سراح أربعة عناصر إرهابية كانوا مسجونين بمالي، هذا وكشف وزير اسباني مؤخرا أن حكومة باماكو كانت قد عرضت الوساطة بين مدريد و تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي من أجل تسهيل مهمة إخلاء سبيل ثلاثة رعايا اسبان يحتجزهم التنظيم الإرهابي منذ أشهر وهذا مقابل فدية مالية تقدر بخمسة ملايين أورو.