عمت فرحة عارمة شوارع المدن الجزائرية من الشرق إلى الغرب وحتى الجنوب عقب تأهل المنتخب الوطني إلى الدور نصف النهائي بفوزه على كوت ديفوار بالأداء والنتيجة. وامتزجت صفارات السفن الراسية في ميناء العاصمة مع أصوات أبواق السيارات وسمعت هتافات الفرح في جميع أحياء العاصمة مرفقة بدقات الطبول. وهتفت الجماهير احتفالا بالنصر »واحد، إثنان، ثلاثة، تحيا الجزائر«، وحمل أنصار المنتخب العلم الجزائري وتدفقوا بقوة مشيا على الأقدام أو بالسيارات نحو وسط المدينة، في حين أطلقت الألعاب النارية متعددة الألوان من على أسطح المباني. فبعد مقابلة شهدت إثارة وتنافسا كبيرين خرج مناصرو الخضر عفويا إلى مختلف أحياء وشوارع الجزائر العاصمة متحدين البرد و الأمطار التي تهاطلت ببعض مناطق المدينة للتعبير عن فرحتهم الكبيرة حيث جابوا شوارع المدينة مرددين شعارات تهتف بحياة عناصر التشكيلة الوطنية، و مباشرة بعد إعلان الحكم عن نهاية المقابلة تعالت زغاريد النساء اللا متناهية من البيوت حيث بلغ الاضطراب والقلق أوجهما. و بعد الضغط الكبير الذي تحمله محبي الفريق الوطني استفاقت الجزائر العاصمة فجأة في هذه الليلة الباردة من شهر جانفي حيث استرجعت حرارتهما و حماسها من خلال الأغاني التي كانت تدوي في السيارات التي خرجت بإعداد كبيرة لتجوب الشوارع و تصنع أجواء الفرحة والبهجة بها. وأصبحت الشوارع فجأة مكتظة حيث تشكلت بمدخل وسط المدينة طوابير من السيارات وتعالت الألوان الوطنية التي زاد من ضيائها تلك اللعاب النارية التي دوت لتبهج العاصميون شباب و كهول الذين توافدوا في حشود كبيرة للاحتفال بهذا النصر. واعترف مواطنون وهم في نشوة السعادة أنه »كان من الصعب جدا تحمل كل هذا الضغط. لقد كانت المقابلة جد صعبة بالنظر إلى التطورات التي شهدتها«. وقال مواطنون آخرون »لقد حضرنا أعلامنا منذ الظهيرة و كنا ننتظر هذه اللحظة السعيدة التي تعتبر بمثابة خلاص لنا. الحمد لله لم تخيب الآمال«. و أعرب آخرون عن سعادتهم و فرحتهم العارمة معتبرين أنها مباراة مجنونة. ويعود كل الفضل لهؤلاء اللاعبين الأسد الذين أفرحونا وشرفوا الجزائر. لقد عاشت الجزائر بحق ليلة مثيرة ولا تنسى وحتى في الدول الأوروبية رغم البرد القارس التي تعرفه القارة العجوز حيث تدفق العديد من الجزائريين على العاصمة الفرنسية باريس ومدينة مرسيليا وحتى العاصمة البريطانية لندن لم تسلم من حمى الخضر وسط إجراءات أمنية معتبرة من قبل السلطات.