اليوم الخميس 28 جانفي 2010 سيبقى خالدا في تاريخ الرياضة الافريقية وفي تاريخ المنتخبات عبر العالم• فالمقابلة التي ستجمع المنتخب الوطني مع المنتخب المصري ليست عادية، فهي تأتي بعد مواقع كان المنتخب الوطني فيها بطلا متميزا استحق الفوز بكل جدارة خاصة بعد الحملة الإعلامية والهجمة "الهمجية" التي استهدفت الفريق بالحجارة، واستهدفت الجزائر في مقدساتها• وستبقى موقعة "أم درمان" علاقة فارقة في تاريخ الكرة وفي تاريخ كأس العالم وستبقى الحدث الذي تتداوله الأجيال وسيبقى ذكر الجزائر بأنها انتصرت وقتلت الأمة العربية في كأس العالم• وبعد الفوز الرائع الذي حققه أشبال سعدان ليحوزوا على تذكرة المرور إلى المربع الذهبي، وإسقاط مقولة "فريق ساحل العاج" الذي لا يقهر، هاهم اليوم يعودون بعد خروجهم من ملحمة "كابيندا" إلى خوض معركة جديدة في "بانغيلا" ومرة ثالثة مع "الفراعنة" في لقاء تاريخي حاسم المتأهل فيه سيكون حامل الكأس في الدور النهائي• مبارات اليوم أخذت طابعا وطنيا جامحا في أوساط المواطنين وخاصة الشباب الذين يشكلون 75 في المائة من الشعب الجزائري، وبعدما أبدع المنتخب الوطني أمام ساحل العاج فإنهم لا يتقبلون أبدا الهزيمة بل حتى مجرد التفكير فيها• وهنا يجب أن لا نقع في "فخ التهور" ونتعامل مع المقابلة في إطارها الرياضي البحت وأن لا تدفعنا الاستفزازات من أي كان إلى أن ننزل إلى مستوى "السوقة" الذين لا يفهمون الروح الرياضية ولا يقدرون العلاقات الأخوية التي تبقى ثابتة بين الشعبين الجزائري والمصري وأن الذي يجب أن نقتنع به هو أن المنتخب الوطني قد تأهل لكأس العالم وخاض مبارات وسط جو مشحون بالعداء والكراهية والتجني والتحدي، وكان أكبر من كل ذلك ليقدم درسا في الصمود ودرسا في الاحترافية ودروسا أخرى في الروح الوطنية العالية التي كانت تحذوهم وهم يخوضون كل "المقابلات"، ألم نر شاوشي وهو يسقط صريعا إلا أنه تحامل على نفسه وعض على ألمه ووقف كالطود يذود عن مرمى الخضر، بحماس لا نظير له، وكان "غزال" كالجندي الذي يخوض معركة حامية الوطيس، فرغم الجرح الذي أصيب به في رأسه إلا أنه خمده وواصل اللعب، تلك هي الروح التي يتحلى بها الخضر ولذلك فإن اللعب اليوم مع "الفراعنة" سيكون تتويجا جديدا لفريق يستحق، ومهما كانت النتيجة فالمنتخب الوطني قد أثبت أنه الأقوى والأجدر والأحق بأن يكون الحائز على الكأس الافريقية والعربي الذي سيرفع اسم كل الدول العربية في كأس العالم بجنوب افريقيا• لسنا اليوم في معركة سياسية، ولسنا في مواجهة مع الشعب المصري، وعلى الذين يناقشون تداعيات المقابلات الرياضية بين الجزائر ومصر أن يكشفوا الحقائق ويظهرون الزيف الذي سوقه الجانب المصري بكل أطرافه الاعلامية، السياسية، الفنية، والرياضية• فبعد واقعة أم درمان هاهم "رجال الهمّة" يصنعون الملحمة في "كابيندا" وقادرون على النصر في معركة "بانغيلا" إن شاء الله•