توقع الدكتور فوزي درّار رئيس المركز المرجعي لمكافحة فيروس "أش 1 أن 1" بمعهد باستور، عودة انتشار فيروس أنفلونزا الخنازير ابتداء من شهر أفريل المقبل رغم إقراره بتراجع الوباء في الفترة الأخيرة وهو ما لا يعني، حسبه، بأن الجزائر أصبحت في منأى عن الخطر، معلنا أن المفاوضات لا تزال متواصلة مع المخبر الدولي من أجل الوصول إلى اتفاق بشأن استبدال 15 مليون جرعة لقاح المتفق عليها بأدوية أخرى. رفض الدكتور درّار الحديث عن ما يسميه البعض سوء تعامل مصالح وزارة الصحة مع انتشار فيروس »أش 1 أن 1«، وقال إن حملة مقاطعة التلقيح ضد الفيروس ليست ظاهرة منتشرة في الجزائر فحسب بقدر ما تعاني منها الكثير من الدول المتطورة مثلما هو الحال بالنسبة لأوروبا، حيث أرجع التخوّف الحاصل وسط ممارسي الصحة وكذا الفئات المعنية حتى الآن إلى ما أسماه »الحملة الإعلامية« التي صاحبت مرحلة اختبار اللقاح، فضلا عن الجدل الكبير الذي أثارته وفاة رئيسة مصلحة بمستشفى سطيف، ليضيف بأن كشف نتائج تشريح جثة الأخيرة ليس من صلاحيات وزارة الصحة. وبموجب ذلك أقرّ مسؤول المركز المرجعي لمكافحة فيروس أنفلونزا الخنازير الذي كان يتحدّث خلال نزوله ضيفا على القناة الثالثة للإذاعة الوطنية، بأن مصالح وزارة الصحة قرّرت مراجعة بعض الجوانب المتعلقة بحملة التلقيح بناء على النتائج التي وقفت عليها على خلفية المقاطعة غير المسبوقة التي عرفتها هذه الحملة منذ البداية، وتفيد الأرقام التي أوردها المتحدث أن النسبة الإجمالية من الذين تلقوا اللقاح لا تتعدّى حدود 3 بالمائة. وكشف درّار وهو يجيب على سؤال حول وضعية الجزائر حيال انتشار الوباء بالقول إن الفيروس عرف تراجعا نسبيا خلال الفترة الأخيرة وهو ما سهّل من مهام مصالح وزارة الصحة، لكنه عاد واستدرك من جهة أخرى بأن عودة عدوى الإصابات يبقى أمرا غير مستبعد خلال المرحلة المقبلة خصوصا عندما أشار إلى أن ظهور الوباء كان خارج الفصل، وعليه فإنه حذّر من أي تساهل في التعامل مع هذا الوضع. وبحسب ما جاء على لسان الدكتور فوزي درّار فإن الجزائر استلمت حتى الآن 2.5 مليون جرعة لقاح مضاد لفيروس أنفلونزا الخنازير، كما ينتظر أن تصل الدفعة الثانية من اللقاح المقدرة ب 2.5 مليون جرعة في غضون الشهرين المقبلين، وكما هو معلوم فإن الحكومة دفعت قيمة مالية تصل إلى 8 مليار دينار مقابل الحصول على 20 مليون جرعة من لقاح فيروس »أش 1 أن 1«. أما فيما يتعلق بقرار تقليص عدد جرعات اللقاح المضاد لأنفلونزا الخنازير من 20 مليون إلى 5 ملايين جرعة فقط، فقد أوضح رئيس المركز المرجعي لمكافحة فيروس »أش 1 أن 1« بأن المفاوضات لا تزال جارية مع المعهد البريطاني »جي أس كا« بغرض الوصول إلى أرضية اتفاق ترضي الطرفين، قائلا: »قدّمنا اقتراحاتنا وعرضنا مبرّرات الجزائر التي دفعت بها إلى تقديم الطلب والنقاش لا يزال متواصلا من أجل الوصول إلى أرضية تفاهم«، قبل أن يشير إلى أنه لا يمكن للجزائر أن تقبل تعرّض المخبر الدولي إلى خسائر بعد إلغاء الصفقة وبالتالي فإنه تحدّث عن إمكانية استبدال الكمية بلقاحات وأدوية أخرى. وبرأي المتحدث فإنه لا يمكن الجزم بأن فيروس أنفلونزا الخنازير من صنع مخابر أجنبية، مشيرا إلى أن المنظمة العالمية للصحة تعتمد في تحاليلها على ما لا يقل عن 120 مخبر وهو ما يعني، على حدّ تأكيده، أن الأمر ليس مثلما يريد البعض التسويق له، ولكن الدكتور درّار ترك الانطباع بأن هذا الحكم يبقى قابلا للمراجعة إذا ما أثبتت التحاليل المخبرية عكس ذلك خصوصا وأن العمل جار من أجل الكشف عن بعض الجوانب الخفية من هذا الوباء الذي قال عنه إنه ظهر في ظروف غامضة جدّا.