عرفت دار الشباب" محمد حيرش" ببلدية القصبة تحولا جذريا وذلك بعد جملة من الإصلاحات التي شاهدتها مؤخرا وهو ما جعلها تستقطب عدد كبير من شباب القصبة والبلديات المجاورة وذلك بفضل برنامج تكوين ومرافقة يرقى إلى تطلعات ومتطلبات الشباب وذلك بإدراج تخصصات ونشاطات علمية جديدة في مجال الإعلام الآلي و الإنترنيت، فضلا عن إعداد رحلات إلى مختلف ولايات الوطن وخارجها وذلك بالتنسيق مع مديرية الشبيبة والرياضة بالعاصمة. أنشئت دار الشباب" محمد حيرش" سنة 1993 أطلقت عليها هاته التسمية نسبة إلى الشهيد "محمد حيرش" الذي توفي وهو لا يتعدى 17 سنة، انجاز هذا المرفق جاء ضرورة حتمية خاصة وأن بلدية القصبة تضم نسبة كبيرة من الشباب وتفتقر لفضاءات التسلية والترفيه لاحتواء هؤلاء ، وهي حاليا بمثابة الملاذ الوحيد لهم خاصة في ظل استفحال ظاهرة البطالة وانتشار التسرب المدرسي وهي عوامل غالبا ما تدفع شبابنا للانحراف و توقعهم في أحضان عالم الإدمان على المخدرات. تضم الدار حاليا حسب ما كشفته مديرتها " عوينة فايزة" في حديثها ل "صوت الأحرار" 1000 منخرط ومن المرتقب أن يرتفع العدد هذه السنة بعد أن تم تسجيل ابتداء من مطلع 2010 حوالي 412 منخرط جديد في مختلف التخصصات منها الإعلام الآلي، المسرح، تعليم اللغات، التصوير، تحضير الحلويات ، الرسم ، الأنفغرافيا والتركيب الرقمي ، صيانة العتاد الآلي إلى جانب دروس الدعم خاصة بالأطفال المتمدرسين ومحو الأمية لكبار السن حيث تضم هذه الأخيرة 8 قاعات لتقديم النشاطات و التخصصات المذكورة منها قاعة للمكتبة والمطالعة وذلك بأسعار رمزية تتراوح بين 100 د ينار إلى 1000دينار حسب التخصص المطلوب، في حين أكدت المتحدثة أنه يتم إعفاء الشباب المعوزين من دفع تكاليف التسجيل. وفي سياق حديثها أشارت المسؤولة إلى اعتزام الدار على إدراج تخصصات جديدة منها علم الفلك مع تخصيص فضاء للإنترنيت و" الديجي" هذا الأخير مطلوب بكثرة من طرف الشباب وهو ما سيفتح المجال إلى ضم عدد أكبر من المنخرطين خاصة بعد تخصيص قاعة لعرض مقابلات كأس العالم الصائفة المقبلة والتي تبقى الغاية منها حسب المتحدثة استقطاب أكبر عدد ممكن من الشباب وملء أوقات فراغهم وقيام الدار بالدور الذي أنشئت من أجله وهو التقارب وضم أكبر عدد من الشباب خاصة منهم البطالين بغرض إبعادهم عن عالم الانحراف و جعلهم يقتربون أكثر من بعضهم البعض فهي فضاء للتعارف والالتقاء والاستماع وهو بمثابة منزلهم الثاني وذلك بإشراف مؤطرين ومختصين في مجال التنشيط. وتحدثت المديرة عن رزنامة مواعيد تمتد على مدار السنة تم إعداده بالتنسيق مع مديرية الشباب لولاية الجزائر تتضمن برنامج منوع يحوي خرجات ميدانية لاكتشاف العاصمة ومختلف ولايات الوطن، كما برمجت دار الشباب رحلة إلى فرنسا يستفيد منها أطفال القصبة المتفوقين على غرار السنة الماضية وذلك بالتعاون مع أحد الجمعيات الثقافية الفرنسية بهدف تحفيز الأطفال على التفوق. شريحة المسنين هي الأخرى كانت من ضمن اهتمامات إدارة الدار حيث ستستفيد هذه الأخرى من رحلات استجمام إلى الحمامات المعدنية. ويبقى تنظيم الأبواب المفتوحة والحملات التحسيسية من أهم الدعائم التي يرتكز عليها عمل دار الشباب وذلك للوصول مباشرة إلى الشاب لحمايته من خطر الآفات الاجتماعية و الإجرام إلى جانب إشراكه في الاحتفال بمختلف التظاهرات والأعياد الوطنية والدينية بفتح فضاءات واسعة لتنمية قدرات الشباب والأطفال لتنمية قدراتهم واستثمار اوقات فراغهم في إطار تربوي علمي و ترفيهي.