كشف وزير العدل حافظ الأختام الطيب بلعيز أن قطاع العدالة يعاني من عجز فادح في القضاة الممارسين قدّره بنحو ثلاثة آلاف قاض، كما أعلن عن تراجع معدلات الجريمة في الجزائر خلال السنوات الأخيرة، بالموازاة مع تسجيل ارتفاع في الجرائم الاقتصادية، وأفاد بالمقابل أن التجربة الجزائرية في إصلاح السجون ستكون موضوع مؤتمر دولي تحتضنه الجزائر الشهر القادم. قال الطيب بلعيز أن قطاعه يعمل حاليا لتدارك النقص المسجل في عدد القضاة الممارسين والمقدر ب 3000 قاض، موضحا أن الوزارة سطرت برنامجا لتجاوز هذا النقص في أجل أقصاه 2014، موضحا على هامش جلسة علنية للمجلس الشعبي الوطني أول أمس، أن عدد القضاة المتخرجين كل عام في حدود 470 قاض، وهو ما سيوفر سبعة آلاف قاض على مدار الخمس سنوات القادمة. وحول سؤال بخصوص اكتفاء وزارة العدل بتنصيب خمسة مجالس قضائية و22 محكمة فقط من مجموع 17 مجلسا قضائيا و44 محكمة جديدة، أكد بلعيز أنّه لن يتم تشغيل كل المحاكم والمجالس القضائية الجديدة، إلاّ بعد توفر العدد الكافي من القضاة الأكفاء، مشددا رفضه وضع حرية وأموال الناس بين أيدي قضاة مبتدئين، حيث قال »كل المحاكم والمجالس القضائية الجديدة التي أقرها الأمر رقم 87 والمرسوم رقم 98 ستنصب تدريجيا كلما توفرت الشروط الضرورية لذلك وعلى رأسها توفر قضاة أكفاء ذوي خبرة«. وأكد بلعيز أنّ معدلات الجريمة في الجزائر تراجعت بنسبة 31.74 بالمائة خلال الثلاث سنوات الأخيرة، وأنّ سمة الانخفاض طبعت 53 نوعا من الجرائم، في حين ارتفعت الجريمة الاقتصادية والجرائم المتعلقة بالمرور ب19.9 بالمائة، مضيفا أنّ دخول قانون المرور الجديد حيز التنفيذ، وكذا تطبيق إجراءات صارمة في الشق الخاص بالمنافسة، فضلا عن اتساع رقعة السوق الموازية، عوامل أدت إلى ارتفاع الجرائم المتعلقة بهذه المجالات. وبشأن السياسة المتبّعة في المؤسسات العقابية، أورد الوزير أنّه منذ المصادقة على قانون إصلاح السجون وإعادة الإدماج الاجتماعي للمحبوسين سنة 2005، تركّزت الجهود على التقويم والتهذيب والتكوين، إذ أعطيت أهمية كبيرة لمحو الأمية وللتعليم بجميع أطواره وأيضا للتكوين داخل المؤسسات العقابية، مضيفا في ذات الصدد أن ارتفاع عدد المحبوسين المتعلمين إلى 23716 محبوس هذا العام، بعدما كان عددهم لا يتجاوز 1182 محبوس سنة 2000. كما أشار إلى أن قرابة 13 ألف سجين استفادوا من الإفراج المشروط أو الحرية النصفية منذ دخول قانون 2006 حيز التنفيذ، وأن 320 محكوم عليهم نهائيا يزاولون حاليا دراسة جامعية نهارا ويلتحقون بالسجون في مساء. وبشأن التحقيق في ملف الفساد بشركة سوناطراك، أكّد بلعيز أن التحقيقات القضائية مستمرة وتسير بشكل عادي. وحول ترحيل المتهم الأول في فضيحة مجمع الخليفة رفيق عبد المؤمن الخليفة، أفاد بلعيز أنّ العملية لا تزال عالقة، في انتظار فصل المجلس الأعلى للقضاء البريطاني في الطعن الذي أودعه المتهم بخصوص تسليمه للجزائر.