اتهم رئيس مجلس الإدارة التنفيذي لشركة »أوراسكوم تيليكوم« نجيب ساويرس الحكومة الجزائرية بالتضييق على وحدته في الجزائر »جيزي«، في محاولة من رجل الأعمال المصري تبرير الوضع المالي الصعب الذي تعانيه الشركة منذ أشهر عديدة وعجزها عن الوفاء بالتزاماتها تجاه المساهمين والممونين. لم يجد رجل الأعمال المصري نجيب ساويرس من طريقة لتبرير الإخفاقات المتتالية لشركته الغارقة في المشاكل المالية منذ أشهر، إلا توجيه أصابع الاتهام للحكومة الجزائرية لتحميلها مسؤولية الوضع الذي توجد فيه أوراسكوم تيليكوم، حيث ذهب ساويرس في تصريحات أدلى بها الخميس لقمة الإيكونومست للأسواق الناشئة، إلى القول »إن ضعف القوانين يردعه عن الاستثمار في الأسواق الناشئة مثل الجزائر«، متجاهلا في الوقت نفسه أن الاستثمار في هذا السوق الناشئ قبل 9 سنوات هو ما أنقذ شركته من الإفلاس، وكان وراء أرباح خيالية كانت تحققها أوراسكوم من عائدات فرعها في الجزائر »جيزي«، وهي الأرباح التي سمحت لرجل الأعمال المصري باقتحام أسواق آسيوية وافريقية أخرى، وتعزيز مكانة الشركة في السوق الدولية لعدة سنوات. ويبدو أن المسؤول الأول التنفيذي لشركة الاتصالات »أوراسكوم« لم يهضم بعد الصفعة التي وجهتها له الحكومة الجزائرية عندما حاول القفز على القوانين الوطنية وبيع جزء من أصول الشركة، بينها فرع جيزي، إلى شركة »أم تي أن« الجنوب افريقية للخروج من المأزق المالي الذي يواجهه رجل الأعمال المصري، فقد كان إجهاض الجزائر للصفقة، عندما أكدت في بيان رسمي أنها لن تعترف بأية عملية بيع لمتعامل أجنبي باعتبار أن التشريع يمنح الدولة حق الشفعة في أي بيع أو تنازل عن استثمار أجنبي في الجزائر، بمثابة الضربة القاضية لرجل الأعمال المصري الذي كان يراهن على صفقة البيع لحل مشاكل أوراسكوم التي تواجه صعوبات عديدة في أكثر من سوق، ومنها في مصر، بسبب عدة صراعها مع فرانس تيليكوم. وجاءت تصريحات ساويرس الذي تجرأ على اتهام الحكومة في الجزائر بالتضييق على فرع جيزي لأنه يستحوذ على 70 بالمائة من سوق الاتصالات ولأنه يحقق نجاحا وأرباحا كبيرة، بعد استقرار في العلاقات بين الطرفين، حيث أكد وزير المالية كريم جودي قبل أيام الشروع في تقييم جيزي قبل الشروع في المفاوضات لشراء الوحدة. ومعلوم أن المسؤول الأول في أوراسكوم لم يهضم مطالبة الجزائر له بمخلفات ضريبية قدرت ب600 مليون دولار، وسعى للتهرب منها وتقديم الأمر على أنه انتقام منه على خلفية الأزمة التي نشبت بين البلدين نهاية السنة الماضية بسبب المباريات الكروية التي جمعت بين منتخبي البلدين لحساب التصفيات المؤهلة لنهائيات المونديال الإفريقي.