تنطلق اليوم بالجزائر ورشة عمل للمنظمة الدولية للشرطة »الأنتربول« حول الحمض النووي لدول شمال غرب إفريقيا حسب ما أفادت به المديرية العامة للأمن الوطني في بيان لها أمس. الورشة التي تعتبر الأولى من نوعها من حيث الموضوع، ستدرس جملة من المواضيع المتعلقة بالحمض النووي، حيث يهدف اللقاء الذي يشهد مشاركة نوعية لخبراء من الجزائر والمغرب إلى توسيع دائرة استخدام البصمة الجينية في التعامل مع مختلف الجرائم الطارئة وتفكيك عشرات القضايا التي ظلت مفتوحة لغياب أدلة الإدانة القاطعة. ويراهن الأنتربول من خلال وحدته المختصة في الحمض النووي على رفع مستوى دول شمال إفريقيا إلى المستوى الدولي سيما فيما يتعلق بمناهج العمل في التحليل الجيني في علم الإجرام، في الوقت الذي تسعى فيه الجزائر لتطوير خبراتها والاستفادة من التقنيات الحديثة في هذا المجال. وتأتي الورشة التي تحتضنها مدرسة الشرطة بشاطوناف في وقت تعكف فيه المديرية العامة للأمن الوطني على تطوير وسائل وآليات مكافحة الجريمة بمختلف أشكالها وتنوع مصادرها، خاصة في ظل التحولات التي يعرفها المجتمع في منذ العشرية الأخيرة والتي أفرزت تصاعد منحى الجريمة، مما حتم على السلطات المعنية تكييف وتطوير وسائل الردع والمكافحة، وفي هذا المضمار تم إنشاء مركز التحليل الجنائي بشاطوناف وبذلك تعد الجزائر السباقة من بين الدول الإفريقية في مجال استعمال البصمة الجينية في تحديد وفك لغز آلاف القضايا الجنائية ومنها بالأخص تحديد هوية المفقودين وضحايا الأزمة الأمنية، كما يستخدم الحمض النووي في تحديد النسب للأفراد مجهولي الهوية. وترتبط الجزائر والأنتربول باتفاقيات تعاون هامة، خاصة فيما يتعلق بتسليم واستلام المطلوبين في جرائم الإرهاب وتبيض الأموال والمخدرات وتحويل الأموال واختلاسها، وقد تم في الآونة الأخيرة توسيع عملية التنسيق والتعاون ليشمل الجرائم الاقتصادية والتصريح الكاذب في المبادلات التجارية. أما على المستوى الأمني فقد سبق للأنتربول من خلال مكتبه في الجزائر، أن نبه الجزائر إلى خطر المواقع الإلكترونية المرتبطة بالجماعات الإرهابية والتي قدر عددها بأزيد من 4500 موقع متطرف يستخدم في تجنيد عناصر جديدة، كما سارعت الجزائر من جهتها إلى سن قانون لمكافحة الجريمة الإلكترونية.