أكد عبد المجيد شيخي أن اتحاد المغرب العربي لديه كل المقومات الوجود، وهذا "إذا ما تخلينا عن الإيديولوجية الاستعمارية التي غرست فينا"، واعتبر أن ما يوجد بين شعوبه أكبر من أن تكدره بعض العثرات والمشاكل، والطريق لن يكون معبدا، لكن علينا أن نحاول ونحقق الوحدة وكل ما تعرضنا له هي دروس فنحن حاربنا وتعلمنا وناضلنا سويا. بوطلعة مسعودة/: وفي ندوة حول الذكرى الخمسين لساقية سيدي يوسف، والتي نظمتها جمعية مشعل الشهيد وحضرها عدد ممثلي السلك الدبلوماسي المغاربي في الجزائر، وعدد من المجاهدين على رأسهم الطاهر الزبيري قائد ناحية الحدود مع تونس، أشار عبد المجيد شيخي أن التطرق إلى الاعتداءات الفرنسية على الجزائر يجب أن يدرس من عدة جوانب وأهمها الجانب القانوني لأن فرنسا قامت بالاعتداء على دولة قائمة بذاتها منذ السنوات الأولى للاحتلال، وكيفت الوضعية القانونية على حساب القانون الدولي الذي كان متواطئا في ذلك الوقت بالنظر إلى النزعة الاستعمارية السائدة، ومن هذا المنطلق فالشعب الجزائري رفض رفضا قاطعا الذوبان في هذا الكيان، وعبر عن ذلك عبر المقاومات التي دامت 124 سنة، ثم بالعمل السياسي، وقد كيفت فرنسا القانون حسب الأوضاع، واعتبرت أن الجزائر جزء منها والمجاهدين هم فرنسيين متمردين وخارجين عن القانون، وبالتالي فحق الدفاع عن الذات غير مبرر وغير منطقي فكيف يعتدي شعب على دولة، وهو أصلا غير موجود في القانون وغير قائم، وهنا حدث التناقض، فهذا المبدأ الذي اتخذته فرنسا ذريعة لارتكاب مجزرة ساقية سيدي يوسف أوقعها في مشاكل دولية وأدى إلى سقوط الحكومة في 1958. وأضاف أن اتحاد المغرب العربي حقيقة لا بد منها في ظل التكتلات العالمية والعولمة، إذا ما أردنا أن لا نذوب في وسطها. أما سعيد مقدم رئيس مجلس الشورى المغاربي، فأدرج الندوة في إطار التحضيرات للاحتفالات بالذكرى العاشرة تأسيس المجلس، كما تحدث عن المجزرة التي تعرض لها أبناء الساقية. وفي نفس السياق عبر ممثل سفارة تونس عن رمزية هذه المجزرة، التي امتزج فيها الدم التونسيوالجزائري، وأكد أنها أدت إلى تداعيات على المستوى المحلي والدولي على رأسها المساهمة في دعم وحدة المغرب العربي، وتكثيف الجهود من أجل جلاء القوات الفرنسية من تونس والمغرب واستقلال الجزائر. ودعا ممثل السفير التونسي إلى توطيد العلاقات المغاربية لتحقيق حلم راود كل الأجيال وهو خيار لا رجعة فيه.