أكد رئيس الجمهورية، عبد العزيز بوتفليقة، على خصوصية علاقات الشراكة التي تجمع بين الجزائروألمانيا، حيث وصف المحادثات التي جمعته بالمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل بأنها »ثرية للغاية«، وأعلن في المقابل عن إنشاء لجنة اقتصادية مشتركة بين البلدين، كما كشف بأنه حصل على التزامات من المسؤولين الألمانيين لمرافقة الاقتصاد الوطني في مجال التكوين ونقل التكنولوجيا ودعم البنية القاعدية. قال الرئيس عبد العزيز بوتفليقة إن زيارته، التي أنهاها أمس إلى برلين، تأتي امتدادا للزيارة الأولى التي قام بها في 2001 من أجل إرساء ما أسماه »قواعد التعاون المشترك بالنظر إلى أن ألماينا أصبحت شريكا شاملا ومفيدا بالنسبة لنا«، مشيرا إلى أن »هناك ملفات تدعّمت وتطوّرت في الأسابيع الأخيرة.. وأقدّر هنا دعم المستشارة الألمانية لهذه المساعي«. وخلال حديثه عن أهمية زيارته الثانية إلى ألمانيا، أبرز بوتفليقة بأنها »جاءت لتأكيد التزام بلدينا بإعطاء علاقاتنا الثنائية الطابع المميز الذيي يتماشى مع ما يزخر به البلدان من إمكانات وطموحنا المشترك إلى الاستفادة من عوامل تكامل اقتصادي وخلق غمار بناء شراكة متعدّدة الأشكال..«، وهي الشراكة التي وصفها أيضا بكونها »شاملة ومتبادلة المنفعة.. ونحن لدينا عدة قواعد للتعاون«. واستنادا إلى كلام رئيس الجمهورية الذي كان يتحدّثث في مؤتمر صحفي مشترك عقده أمس رفقة المستشارة الألمانية ببرلين، فإن زيارته »سمحت بتبادل وجهات نظر معمّقة ومفيدة حول وضع علاقاتنا الثنائية، كما تدارسنا المسائل التي تهمّ بلدينا على الصعيدين الإقليمي والدولي«، معلنا عن قرار جديد يقضي بإنشاء لجنة اقتصادية مشتركة هي الأولى من نوعها بما يسمح »بمضاعفة الجهود من أجل تعزيز هذه العلاقات بتشجيع متعاملي البلدين الاقتصاديين على اغتنام الفرص المواتية التي تتيحها السوق الجزائرية خاصة في مجال المؤسسات الصغيرة والمتوسطة..«، كما ستتولى اللجنة مهمة بحث القضايا التي لا تزال عالقة. وبحسب ما جاء على لسان بوتفليقة بمقر المستشارية الألمانية، فإنه حصل خلال يومين من هذه الزيارة على التزامات من طرف أنجيلا ميركل بتكثيف التواجد الألماني في الجزائر، وتحدّث بالأساس عن إعطاء الضوء الأخضر للمقاولين الألمانيين بتعزيز استثثماراتهم، لكن رئيس الدولة أوضح بأن مجالات التعاون التي تبحث عنها بلادنا تكمن في أن »الجزائر تنتظر تكوين الشباب وتحويل التكنولوجيا إضافة إلى دعم اقتصاد الجزائر.. وهوما حصلنا عليه لأن ألمانيا أكدت جاهزيتها لتقديم كل هذا الدعم«. وأضاف رئيس الجمهورية بأنه أبلغ المستشارة أنجيلا ميركل ب »الأهمية التي تكون لشريك مثل ألمانيا بالنسبة للجزائر خاصة في مجال نقل التكنولوجيا والمهارة والخبرة«، مشيرا إلى أن محادثات الجانبين ناقشت كيفيات تجسيد مشروع الطاقة الشمسية المعروف باسم ب »ديزرتيك«، مُجدّدا التأكيد بأن »إستراتيجية التنمية وأدوات التعاون الثنائي التي تُوفّرها الجزائر سمحت لنا بإيجاد إمكانيات جديدة في قطاعات الصناعة والطاقة والطاقات المتجدّدة بصفة خاصة كما هو الشأن في مجال التكنولوجيات الجديدة«. ومن جهة أخرى لم تغفل مُحادثات بوتفليقة مع ميركل الخوض في بعض المسائل الإقليمية والدولية التي تهم البلدين، مثل ما هو الشأن بالنسبة إلى أزمة إقليم الجنوب بالسودان، وكذا الوضع السائد في الشرق الأوسط إلى جانب بحث مستقبل الاتحاد من أجل المتوسط بعد تأجيل القمة الثانية، كما أفاد رئيس الجمهورية أن لقاءه مع المستشارة الألمانية أكد ضرورة الإبقاء على ديناميكية الحوار الذي عمل الطرفان على إقامته خلال السنوات الأخيرة. وأورد الرئيس بوتفليقة في سياق إجابته على أسئلة الصحفيين بأن للجزائر والاتحاد الإفريقي موقف وتحليل واضح ومعروف بخصوص إعادة تنظيم آليات عمل منظمة الأممالمتحدة، دون أن يتردّد في التأكيد أنه »يجب تجاوز الوضع الذي خلّفته الحرب العالمية الثانية«، وبدا حديثه أكثر وضوحا عندما تابع قائلا: »يجب أن تكون لألمانيا مكانتها المستحقة بالحصول على مقعد دائم في الأممالمتحدة«.